في يوم السلام العالمي... 'الحرب التركية تقتل السلام في مناطقنا'

تمنت نساء مناطق شمال وشرق سوريا في يوم السلام العالمي وضع حد لممارسات الاحتلال التركي من أجل العيش بسلام وأمان.

 نورشان عبدي

كوباني ـ يتعرض أهالي شمال وشرق سوريا خاصةً الأطفال والنساء للهجمات والقتل بشكل يومي من قبل الاحتلال التركي، لذا فهم يعتبرون اليوم العالمي للسلام حبر على ورق.

وقعت الحرب العالمية الثانية ما بين عامي 1939 و1945، ومات في هذه الحرب عشرات الملايين من البشر والتي استمرت أضرارها المادية والمعنوية حتى يومنا، ومن أجل منع حدوث مثل هذه الحروب أعلن مجلس أوروبا للأمم المتحدة عام 1981 الأول من أيلول/سبتمبر وهو اليوم الذي اندلعت فيه هذه الحرب ليكون يوماً للسلام العالمي.

وفي 7 أيلول/سبتمبر من عام 2001، غيرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الاحتفال ليكون في 21 من الشهر نفسه، ويكون تاريخاً لوقف إطلاق النار عالمياً وعدم ممارسة العنف من خلال التعليم والتوعية الجماهيرية والتعاون للتوصل إلى وقف إطلاق النار حول العالم.

وحول ذلك قالت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي هدلة حسن "عندما نذكر 1 أيلول يخطر في بالنا الأمن والاستقرار لكن للأسف منذ عدة أعوام لم نرى السلام في العالم، لأن الدول المهيمنة التي تعمل دائماً على استغلال الشعوب تسعى لتحقق أهدافها بالسيطرة على الدول الأخرى، لذلك لم يعد هنالك سلام في العالم".

وعن الوضع الذي تشهده مناطق شمال وشرق سوريا في الآونة الأخيرة تقول "في مناطقنا ليس هناك سلام وأمان أطلاقاً، نحن ضحايا للاحتلال، والقتل، والنزوح، لا نرى أي سلام، فالانتهاكات تمارس بحق المدنيين، والنساء، والأطفال، فالاحتلال التركي لم ولن يكتفي باحتلال مساحات من أراضينا ولكنه يمارس سياساته الخاصة بهدف تهجير السكان وزرع الخوف في قلوبهم وزعزعة أمن واستقرار المنطقة"، مؤكدةً أنه ليس هنالك سلام في المناطق التي تحتلها تركيا.

وأوضحت "تحت ظل مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية وبحماية قوات سوريا الديمقراطية نعيش بسلام وأمان ولكن الاحتلال التركي يسعى بكافة السبل لإفشال مشروعنا وخلق حالة عدم استقرار في المنطقة".

وأشارت إلى أن "أطفالنا في شمال وشرق سوريا يتعرضون للهجوم والقتل بشكل يومي"، متسائلةً "أين السلام ونحن نستيقظ يومياً على صوت إطلاق النار والقذائف، ما ذنب الأطفال ليعيشوا هذه المعاناة ويفقدون أجزاء من أجسادهم، فالأطفال والنساء هم أساس المجتمع وهم مصدر الأمان والسلام"، مشيرةً إلى أنه يتم استهداف النساء أيضاً مستذكرةً الجرائم التي حدثت بحق عدد منهن.

وأكدت أن "ما نريده فقط أن يعيش أطفالنا بسلام وأمان ونحن النساء سنعمل على إفشال مشروع الاحتلال التركي وتحقيق السلام في مناطقنا"، وأضافت "نطالب المنظمات الحقوقية العالمية بالأخذ بعين الاعتبار وضع مناطق شمال وشرق سوريا ووضع أطفالنا.

 

"ليس هنالك سلام في العالم"

ومن جانبها قالت فيدان عمر النازحة من مقاطعة عفرين "الأول من أيلول يعرف بأنه يوم للسلام لكن في مناطقنا نتعرض بشكل يومي للقصف والطائرات المسيرة التي تستهدف المدنيين".

واستذكرت "قبل عدة أيام عندما رفع الاحتلال التركي من وتيرة هجماته على مناطقنا سقطت قذيفة أمام منزلنا كانت لحظات مخيفة، صوت أطفالي ما زال عالق في مسمعي"، متسائلة "أهذا هو السلام الذي نعيشه في شمال وشرق سوريا؟".

وأضافت فيدان عمر "نحن السوريين نازحين في بلادنا نزحنا من مقاطعة عفرين إلى كوباني خوفاً من الاحتلال التركي وأيضاً نعيش هنا الخوف ذاته في ظل هذه التهديدات والانتهاكات، فلطالما هنالك مناطق من سوريا ما زالت تحت سيطرة الاحتلال فلن يكون هناك سلام، وهذا اليوم سيكون فقط مجرد حبر على ورق واتفاقيات موقعة من قبل الدول والأمم المتحدة لا تمس الشعوب".

وعن أمانيها في يوم السلام العالمي قالت "نتمنى في هذا اليوم أن يتحقق السلام والأمان والاستقرار في مناطقنا، ونأمل تحرير عفرين وكل المناطق المحتلة ليعود كل نازح إلى أرضه ومنزله لكي نحتفل نحن كما يحتفل العالم بهذا اليوم، لن أشعر بالسلام وأنا بعيدة عن منزلي وأرضي".