الهدف من عملية ترحيل اللاجئين السورين تغيير ديمغرافية المناطق المحتلة

يسعى الاحتلال التركي من خلال ترحيل اللاجئين السوريين بشكل قسري لإتمام عملية التغير الديمغرافي للمناطق المحتلة.

نورشان عبدي

كوباني- أكدت عضوة مكتب المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم الفرات سارا خليل بأن الاحتلال التركي يعمل على استغلال اللاجئين السوريين وترحيلهم إلى المناطق المحتلة من أجل تغير ديمغرافية المناطق الخاضعة لاحتلاله.

منذ بداية الأزمة التي بدأت في مناطق مختلفة من سوريا في 15 أذار/مارس عام 2011 بدأ الاحتلال التركي بالتدخل السياسي والعسكري في سوريا، وعلى مدار أعوام عدة احتلت تركيا أراضي من سوريا وشمال وشرق سوريا جرابلس، إدلب والباب وإعزاز، عفرين وكري سبي وسري كانيه، واستقبلت اللاجئين السوريين في بلادها.

بعد انتهاء الانتخابات في شمال كردستان وتركيا منذ مطلع تموز/يوليو الماضي أقدم الاحتلال التركي على ترحيل اللاجئين السورين بشكل يومي من معبر باب الهوا بريف إدلب ومعبر تلك أبيض بريف الرقة وباب السلامة، ومنذ بداية حملة الترحيل وحتى الآن تم ترحيل 6500 شخصاً إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة المرتزقة التابعة للاحتلال التركي.

وحول السياسية التي يتبعها الاحتلال التركي في المناطق السورية قالت عضوة مكتب المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا سارا خليل "سنحت الأزمة السورية الفرصة للدول والأجندات الخارجية بالتدخل في الأراضي السورية وكانت من ضمنهم الدولة التركية، من أجل ذلك ومنذ بداية الأزمة بدأ الاحتلال التركي بالتدخل السياسي والعسكري بسوريا وكان هدفه دائماً تخريب سوريا وزيادة الأزمات في المنطقة".

وأشارت إلى أن تركيا ومن أجل فتح الطريق أمامها باحتلال أراضي من سوريا فتحت طريق اللجوء أمام الشعب السوري إلى تركيا "بعد التدخل التركي العسكري في سوريا بدأت بفتح الطريق أمام السوريين للنزوح إلى تركيا من أجل ابقاء الشعب السوري تحت سيطرتها وسياستها، الاحتلال التركي لن يفتح المجال أمام النزوح تعاطفاً مع المعاناة والمأساة التي عاشها الشعب السوري ولكن قلب موضوع النزوح لورقة يستعملها لمصالحه".

وأوضحت "بحجة إيجاد طرق لحل الأزمة السورية احتلت تركيا مناطق من روج آفا عفرين وسري كانيه وكري سبي واليوم هذه المناطق تقع تحت سيطرة الاحتلال، وعلى مرء العالم نشاهد المعاناة والمأساة التي يعشيه الشعب هناك وبشكل خاصة المرأة من اغتصاب وقتل واختطاف واعتقال وغيره وبهذه الطريقة يريد تهجير سكان الأصليين لتلك المناطق وجلب سكان أخرين ليقطنوا في منازلهم، وبذلك تركيا تقوم بتغير ديمغرافية المناطق المحتلة بالطريقة التي تريدها".

وبينت أنه "بعد فوز الرئيس التركي بالانتخابات الرئاسية بشكل مباشر بدأت تركيا بنقل اللاجئين السوريين قسراً من الأراضي التركية إلى الأراضي السورية المحتلة وبذلك تم توطين اللاجئين في مناطق غير مناطقهم بدلاً عن سكان تلك المناطق الأصليين، ومن خلال ذلك تصل تركيا لمبتغاه في المناطق المحتلة".

وقالت "ما يحصل في عفرين وسري كانيه وكري سبي من تغير ديمغرافية المناطق الكردية وتهجيرهم من منازلهم وأرضهم ليس المرة الأولى ولكن مثل هذ المخططات كان مخطط لها منذ أعوام عندما استلم حافظ الأسد الحكم في سوريا وفي عام 1966 أيضاَ تم تخطيط لمشروع بهذا الشكل لتغير ديمغرافية المناطق من الحسكة حتى الرقة وبناء سد الفرات وذلك من خلال تنفيذ مشروع الحزام العربي بتلك المناطق عام 1973، دائماً كانت المخططات على الشعب الكردي بمؤامرة وبطريقة سلطوية استولوا على الأراضي الكردية ليضعوهم في زاوية منحصرة وبمكان محدد لهم، هدف تلك الدول التي نفذت المخططات بحق الشعب الكردي هو القضاء على الكرد وإمحائهم".

وأوضحت "في شمال وشرق سوريا تغيير ديمغرافية المناطق الكردية تمت بتنفيذ مشروع الحزام العربي وفي تركيا تم حرق قرى الشعب الكردي ومثال على ذلك الشعب الذي يعيش في مخمور اليوم كانوا يعيشون في شمال كردستان على أرضيهم وفي منازلهم ولكن الاحتلال التركي حرق قراهم وأجبرهم على النزوح ليشيعوا في الصحراء والمخيمات في إقليم كردستان".

وقالت "الاحتلال التركي ينتهك القوانين والمواثيق الدولية من خلال عملية التغيير الديمغرافي التي يقوم بها في المناطق المحتلة، وتوطينه اللاجئين السوريين في المناطق المحتلة التي تقع تحت سيطرة المرتزقة التابعة للاحتلال التركي".

وفي ختام حديثها قالت عضوة مكتب المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا سارا خليل "مهما حاولت الدولة الرأسمالية السلطوية ومن ضمنهم الاحتلال التركي ممارسة سياسية القمع والترحيل والهجرة وسلب أرضنا منا بشكل قسري لن ينجحوا في مؤامراتهم على الشعب الكردي ولن يستطيعوا كسر إرادة هذا الشعب، ويجب على تركيا معرفة هذا جيداً بالرغم من أنها استطاعت تغير ديمغرافية مناطقنا المحتلة سيأتي يوم ويعود الحق لأصحاب الحق لأننا نحن أصحاب الأرض وسنعود لها بالتأكيد، سنستمر بالنضال والمقاومة من أجل إعادة وتحرير مناطقنا المحتلة".