'الدستور السوري سيكتب بذهنية ذكورية إذا لم تشارك فيه النساء'
وجهت الإدارية في هيئة المرأة بمقاطعة الفرات جيهان درويش، رسالة إلى النساء السوريات لتوحيد صفوفهن واتخاذ ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا مثال لهنّ.
نورشان عبدي
كوباني ـ في ظل التغيرات والمرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا، تعتبر مشاركة النساء في المجال السياسي وإعداد الدستور السوري الجديد، خطوة هامة للسير نحو مستقبل تكون فيها سوريا حرة وديمقراطية تسودها العدالة والمساواة بين الجنسين.
استمرت الثورة السورية التي تحولت لأزمة لأكثر من ثلاثة عشر عاماً، عانى الشعب خلال تلك السنوات من تدخل الدول الأجنبية، ورغم أن النساء قدمن الغالي والنفيس وكن من أكثر ضحايا الحرب، إلا أنهن لم تنصفن، فمع سقوط النظام السوري وسيطرة الجهاديين على السلطة، بدء تهميش المرأة تدريجياً وتقييد حريتها، حيث يتم إبعاد اللواتي ناضلن لسنوات عن المشهد السياسي والمشاركة في بناء سوريا الجديدة.
وحول أهمية وجود المرأة في تشكيل وصياغة الدستور الجديد في سوريا قالت الإدارية في هيئة المرأة بمدينة كوباني بمقاطعة الفرات لإقليم شمال وشرق سوريا جيهان درويش "عمل النظام السوري السابق على مدار خمس عقود على قمع المجتمع من خلال تقسيمه وتعزيز الطائفية والتمييز بين الجنسين".
ولفتت إلى أنه "خلال متابعتنا لأوضاع النساء في المناطق السورية نجد أن هنالك خطورة كبيرة على هوية وشخصية المرأة، فما يحدث الآن ينبئ أنه سُترتكب جرائم ومجازر كتلك التي ارتكبها داعش في إقليم شمال وشرق سوريا، وإذا ما استمر الوضع على هو عليه الآن هناك خطر على المرأة وإرادتها وإنجازاتها".
"يجب إشراك النساء في دستور سوريا الجديد"
وحول مشاركة النساء في الدستور الجديد في سوريا أوضحت، أن سوريا تمر بمرحلة بناء وكتابة دستور جديد من أجل السوريين، لذا على هذا الدستور حماية حقوق كافة المكونات والطوائف والأديان ليكون للمرأة دور ريادي في كتابته بنسبة لا تقل عن 50%، حتى تتمكن من حماية هويتها وحقوقها ومكانتها ضمن المجتمع، لافتةً إلى أن السياسات التي يتم اتباعها في الوقت الراهن تظهر مدى عدم قبول المرأة ورأيها، لذا من الضروري إشراك المرأة في صياغة الدستور لتحقيق العدالة والوصول إلى سوريا ديمقراطية، "الدستور السوري سيتشكل بذهنية الرجل الذكورية إذا لم تشرك فيه النساء".
وفيما يتعلق بتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا وإنصافها للنساء ومنحهن حقوقهن تقول جيهان درويش "خاضت النساء في إقليم شمال وشرق سوريا على مدار سنوات طويلة نضال ومقاومة كبيرين لإثبات ذاتهنّ وريادتهنّ ضمن المجتمع، وقد أحرزن العديد من المكتسبات وتمكن من إنشاء مؤسسات خاصة بهن، وعملن على توعية كافة النساء، لتصلن إلى الرئاسة المشتركة وتشاركن في إدارة المجتمع والانخراط في كافة المجالات".
وأوضحت أنه في المجتمعات التي لا يكون للمرأة دور لا توجد مساواة وعدالة، لأنه بمشاركة المرأة في جميع مجالات الحياة أهمية كبيرة لأنهنّ أساس بناء المجتمع وتمثلن جميع المكونات في سوريا، مؤكدةً أنه يجب على جميع المكونات والأطياف في سوريا اتخاذ مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية مصدر إلهام ونموذج لتحقيق السلام والديمقراطية والعمل على تطبيقه في جميع المناطق لبناء سوريا حرة ديمقراطية.
ووجهت الإدارية في هيئة المرأة بمقاطعة كوباني لإقليم شمال وشرق سوريا رسالة لجميع النساء السوريات قائلةً "على السوريات توحيد صفوفهن لحماية حقوقهنّ في سوريا الجديدة، واتخاذ ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا مثال لهنّ لتعزيز إرادتهن من أجل إثبات وجودهن في الدستور في ظل التغيرات والمرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا".