العاملات في سباق دائم مع العادات للحاق بالركب

كون للمرأة دور كبير في تطوير العمل وتقدم مجتمعها على الرغم من جميع الصعوبات والتحديات التي تقف أمامها، طالبت العاملات بتعزيز دورهن أكثر كي تتخطين جدران منازلهن مستفيدات من منجزات ثورتهن.

دلال رمضان

الحسكة ـ تواجه المرأة العاملة في المؤسسات المدنية كماً هائلاً من الضغوطات الأسرية والمجتمعية، إلا أنها تساهم في بث التأثيرات الإيجابية التي تعزز دورها في تقدم المجتمع وتطوره.

تواجه النساء خلال عملهن العديد من الصعوبات والضغوطات المجتمعية والأسرية تجبرهن على تحميل أنفسهن المزيد من الأعباء في سبيل تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، من هذه الصعوبات التمييز على أساس النوع الاجتماعي وغياب وسائل الرعاية الأسرية والتحديات من قبل المجتمع، وبالرغم من ذلك فإن للمرأة دور كبير على مر التاريخ حيث قادت المجتمعات ووضعت لها القوانين، وأثبتت نفسها في مجالات مختلفة وطورت من شخصيتها واستطاعت أن تتساوى مع الرجل وفي بعض المناصب تخطته من خلال مؤهلاتها العلمية والثقافية والاجتماعية.

ومع انطلاقة ثورة 19 تموز/يونيو 2012 من مدينة كوباني، تغيرت نظرة إقليم شمال وشرق سوريا تجاهها نحو الأفضل وتخطت الأيديولوجية السلبية التي تعرضت لها وحرمتها حقوقها وطموحاتها، وأصبح عمل المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا ضرورة اقتصادية واجتماعية من حيث توفير كافة الإمكانيات والضلوع في كافة المجالات والنواحي العملية والحياتية.

وتقول عضوة بلدية الشعب بقسم الصحة في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة وفاء العبود "تعرضت المرأة للتهميش في العديد من المجتمعات وحصر دورها في الزواج وتربية الأطفال والعمل في المنزل فقط، كل ذلك نتيجة العادات والتقاليد البالية والذهنية الذكورية المهيمنة سواء كان من المجتمع أو من الأسرة" مضيفةً أنه "على الرغم من أن النساء كن تعملن إلا أن وجودهن كان شكلياً ولم تكن صاحبات قرار، لكن بعد انطلاقة ثورة المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا أثبتت النساء أنفسهن وجدارتهن في كافة المجالات مع تأسيس الإدارة الذاتية وتطبيق نظام الرئاسة المشتركة في جميع المؤسسات التي تفوقت النساء العاملات بعددهن على الرجال كما هو الحال في  بلدية الشعب".

وأضافت بأن المرأة بطبيعتها في سعي دائم لتطوير شخصيتها وفكرها "على الرغم من كل إنجازات ومكاسب الثورة إلا أنه مازال هناك عدة عوائق وصعوبات تواجه النساء العاملات، وكوني أعمل في مجال الصحة أقوم بجولات على المحال التجارية للتأكد من عدم انتهاء صلاحية المواد الغذائية، لذلك أواجه نظرة دونية من بعض أصحاب المحال الذين يتجنبون الحديث معي ويفضلون الحديث مع زميلي في المهمة، إن في ذلك تهميش كبير لدوري إلا أنني لا أقبل إلا أن أكون شريكة في القرار النهائي"، مؤكدةً أن هذه المعوقات لن تثنيها عن متابعة عملها وإثبات قدرة المرأة "نحن في إقليم شمال وشرق سوريا نرى أن المرأة أكثر من نصف المجتمع فهي أساس في بناءه وضرورة لتقدمه، سنتخطى جميع هذه العوائق والتحديات التي تحد من دور المرأة وتقدمها".

ولفتت إلى أن المرأة حققت نجاحات خلال عملها في المؤسسات "على المرأة أن تواجه كافة الصعوبات والتحديات التي تواجهها خلال عملها أو فيما يتعلق بتربية أولادها، ومواجهة الانتقادات التي تطالها من بعض فئات المجتمع وألا تقبل أن يقتصر دورها على الأعمال المنزلية فقط، لأنه من واجبنا التقدم بمجتمعنا وتطوره وعلينا معرفة فكرنا وحريتنا وهذا ما حثنا عنه القائد عبد الله أوجلان".

 

 

من جانبها قالت المهندسة بالدائرة الفنية في بلدية الشعب بمدينة الحسكة دينا الموسى "أعمل في البلدية منذ أكثر من عام في مجال الإشراف على المشاريع، طبيعة عملي تتطلب التعامل القريب مع العاملين، هذه الوظيفة كانت حكراً على الرجال وعدد النساء العاملات فيها قليل، وكون دراسة الهندسة تعتمد على قوة الشخصية استطعت تخطي أغلب الصعوبات التي واجهتها في مجال عملي خاصة الخجل"، مضيفةً "لا يوجد عمل خالي من الصعوبات والمخاطر إلا أنه مع الاصرار وحب العمل يمكن للمرء أن يتخطاها، وعلى المرأة أن تتحلى بالجرأة لمواجهتها ومواكبة التغير الحاصل".

 

 

ومن جهتها قالت المعلمة رندة حسين "أعمل في مجال التدريس منذ أكثر من 12 عاماً دون انقطاع، لذلك يجب أن أنسق بين عملي ومسؤولياتي تجاه عائلتي، وهو أمر ليس بالسهل فعمل المرأة له محاسن ومساوئ كونها تعيل أسرتها وهو أمر جيد إلا أنه عليها أن تحمل أعباء إضافية الأمر الذي يتسبب لها بأمراض جسدية ونفسية".

وأضافت أنه يقع على عاتق المعلم/ـة تربية الأجيال "يصعب على الأم تربية طفل واحد فكيف إذا كانوا عدد من الأطفال ومن مختلف المجتمعات والبيئات وتعليمهم، لذا يقع على عاتق المعلم/ـة المسؤولية الأكبر ويجب أن يتمتعوا براحة البال والحكمة لإحسان التصرف معهم وتنشئتهم تنشئة صحيحة".

وشددت رندة حسين على دور المرأة العاملة في بناء مجتمعها وتطوره ومواجهتها كافة الصعوبات والتحديات التي تواجهها "أحيّ كل امرأة مناضلة عاملة تسعى من أجل اسرتها وبلدها وتستطيع التنسيق بين واجباتها الوظيفية والأسرية على الرغم من كل ما تتعرض له من عوائق".