الإعلام الخاص بالمرأة... صوت نساء العالم أجمع
أكدت إعلاميات في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا أن المرأة لعبت دوراً ملحوظاً وريادياً في تعريف العالم أجمع بحقيقة المرأة في مناطقهن وكيفية انخراطهن في كافة المجالات
نورشان عبدي
كوباني ـ .
يعد يوم استشهاد الصحفية غربت أرسوز في 7 تشرين الأول/أكتوبر 1997، تاريخاً مميزاً بالنسبة للصحفيات الكرديات، حيث أتُخذ ذلك التاريخ خلال الكونفرانس التأسيسي الأول لإعلام المرأة الحرة في عام 2013 كيوم لإعلام المرأة الكردية.
حول استذكار يوم إعلام المرأة الكردية تقول مراسلة فضائية روناهي في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات ليلى عبدي "للإعلام بكافة وسائله أهمية كبيرة على كافة الأصعدة. يقال إن الإعلام هو السلطة الرابعة ولكن في مناطق شمال وشرق سوريا نرى بأنه السلطة الأولى للدفاع عن حقوق الجميع".
وأضافت "مناطق شمال وشرق سوريا أصبحت منطقة للصراع الدولي ولذلك كان لوسائل الإعلام أهمية بارزة والأكثر بروزاً هو إعلام المرأة"، مبينةً أن "المرأة التي تعمل ضمن المؤسسات الإعلامية استطاعت من خلال هذا الدور أن تُكَوِن الأجوبة الصحيحة عن جميع الأسئلة التي تدور في ذهن المجتمع، وأيضاً استطاعت أن تكون المنبر الذي أوصل معاناة الأهالي في ظل السنوات الطويلة من الأزمة السورية والحروب والصراعات".
وأكدت ليلى عبدي أن الإعلامية احتلت مرتبة متقدمة واستطاعت أن تكون نموذجاً وصورةً للمرأة العاملة في وسائل الإعلام، وأوصلت هذه الصورة لكافة أنحاء العالم، وطبعاً لكي تصل إلى هذه المرحلة خاطرت كثيراً، مبينةً أن الإعلاميات تحدين الواقع "في المجتمع الشرقي أو السوري تحديداً ولسنوات اعتبر العمل في مهنة الصحافة معيباً للمرأة".
مشيرةً إلى أن الرجال يسيطرون على الإعلام كون هذه المهنة تحتاج لمساحة أكبر من الحرية والتنقل "العمل بالإعلام يحتاج لمساحة حرية كبيرة لتستطيع الصحفية التنقل بين الأحياء والطرقات والمدن بالإضافة إلى أنها في بعض الأوقات تدخل الأماكن الخطيرة، ولكن من خلال تجربة المرأة في مجال الإعلام بمناطق شمال وشرق سوريا أثبتت جدارتها في هذا المكان".
وأضافت حول اقتحام النساء للإعلام الحربي "تمكنت الإعلاميات من نقل الصورة الحقيقة وتغيير نظرة العالم لمجتمعاتنا والمرأة".
وعن جهود الإعلاميات في إبراز قضايا المرأة قالت "من خلال جهودها الجبارة التي بذلتها في العمل في الإعلام استطاعت المرأة نقل ثقافة بنات جنسها، ومعاناتهن إلى العالم، وعملت على تسليط الضوء على الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية التي تعرضت لها النساء في مناطق الصراع ومن قبل الجماعات الإرهابية كداعش وما يسمى بالجيش الوطني".
وأكدت على شجاعة الإعلاميات "تحدت الإعلاميات مخاوفهن وجعلن من ضعفهن وخوفهن قوةً استطعن من خلالها اقتحام الجبهات الأمامية ونقلن همجية مرتزقة داعش للرأي العام والعالم أجمع".
وحول ازدياد وعي المرأة حول ما يحدث في المنطقة قالت "المرأة باتت على معرفة كاملة بماهية الأحداث والمجريات والتطورات واستطاعت أن تواكب هذه التطورات، فخلال سنوات ثورة روج آفا استطاعت أن تبني شخصيتها وأن تكون نموذجاً ومثالاً للمرأة الحرة التي يحتذى بها".
وأضافت "90% من وسائل الإعلام التي تخص الإعلانات وما إلى ذلك تستخدم المرأة كأداة لترويج السلع التجارية، لكن مفهوم ومنطلق الإعلام مختلف في مناطقنا إذا أنه يعطي مكانة خاصة لإعلام المرأة، وتم تطوير هذه الوسائل لنقل الصورة الحقيقية للمرأة في المجتمع ولتظهر جوهرها". وترى بأن ذلك هو ما جعل من الإعلامية الكردية مرآة لكافة النساء.
في شمال وشرق سوريا تلعب المرأة دوراً كبيراً في المجال الإعلامي فهي تشارك بنسبة تزيد عن60% في المؤسسات الإعلامية، إلى جانب قنوات فضائية خاصة بالمرأة.
ومن جانبها قالت الإعلامية في راديو كوبانيFM في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات إيفا بركل "افتتاح مؤسسات الإعلام في شمال وشرق سوريا هو نتيجة لمنجزات ثورة 19 تموز/يوليو 2012 التي أشعلها الشعب الكردي ضد النظام السلطوي والبعثي، وبعدها خطت المرأة خطوات هامة جداً في كافة المجالات من أهمها مجال الإعلام، وافتتحت مؤسسات إعلامية خاصة".
أما عن أهمية إعلام المرأة في شمال وشرق سوريا فبينت أن النساء في هذه المناطق بحاجة ماسة إلى من يلقي الضوء على معاناتهن من الذهنية الذكورية السلطوية "تسيطر العادات والتقاليد البالية على حياة النساء في مناطقنا ولكن من خلال وسائل الإعلام الخاصة بالمرأة افسح المجال أمامهن لإيصال أصواتهنَّ".
وأضافت "المرأة تشعر بوجع مثيلاتها من النساء اللواتي يعانين الظلم والعنف والاضطهاد وبالتأكيد تغطية المرأة للفعاليات النسوية له تأثير أكبر على المجتمع".
واختتمت إيفا بركل بالتأكيد على أن التطورات التي شهدها إعلام المرأة هو بفضل نضال الإعلامية الكردية غربت أرسوز والشهيدات اللواتي سرن على دربها كـ الشهيدة دليشان إيبش التي استشهدت خلال تغطية معارك قوات سوريا الديمقراطية مع داعش.
وكانت دليشان إيبش مراسلة لوكالة أنباء هوار، وعملت على تغطية حملات تحرير مدينة الرقة وعاصفة الجزيرة، حتى استشهدت في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2017 بتفجير نفذه عناصر لداعش بسيارتين مفخختين وسط تجمع للمدنيين وكانت دليشان تنقل من قلب الحدث وصول المدنيين إلى المناطق الآمنة.