أكثر من 5 مليون امرأة تتعرض للعنف الزوجي سنوياً وأخرهنَّ نيرمين التي ماتت حرقاً
افتتح ملف العنف الزوجي مجدداً في مصر بعد قصة نيرمين العروسة (22) عاماً التي ماتت بعد أن حرقها زوجها في الشرقية، في كانون الثاني/يناير2021؛ لتأخرها في إعداد الشاي لوالده الذي طردها من المنزل قبل وفاتها
نيرمين طارق
القاهرة ـ .
بحسب التقرير السنوي للعنف القائم على النوع الاجتماعي الصادر عن مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة فإن 113 جريمة قتل بالإضافة إلى 34 حالة ضرب مبرح أدت إلى كسور أو عاهات مؤقتة، نتجت عن عنف أسري في عام 2020، مع العلم أن تلك الأرقام تشمل الحالات التي تقدمت ببلاغات رسيمة إلى الجهات المختصة. وأكد المركز المصري لحقوق المرأة أن 5 مليون و600 امرأة يتعرضنَّ للعنف الزوجي سنوياً.
ولإلقاء الضوء على معاناة النساء ضحايا العنف الزوجي التقت وكالتنا بمجموعة من النساء لتروي كل واحدة منهن قصتها.
تقول عايدة عبد الواحد (36) سنة من القليوبية "ضربني زوجي بالعصا عندما رفضت الذهاب معه لزيارة والدته التي تتعمد السخرية من وزني أمام شقيقاته، وعندما تركت المنزل وذهبت لبيت أبي حدثني والدي عن أهمية طاعة الزوج والتمس له العذر لإن ربنا أوصى بالأم، وهذه ليست المرة الوحيدة التي أتعرض فيها للضرب".
مروة محمود (30) سنة تعيش في القاهرة تعرضت للضرب من قبل زوجها بسبب شعرها الأبيض، تقول "بعد حفل الزفاف بحوالي أسبوعين ظهر في رأسي شعر أبيض لأول مرة، فشدني زوجي من شعري حتى تقطع في يده واتهمني بالغش فكان يعتقد أنه قبل الزواج كنت أصبغ شعري وهذه ليست الحقيقة وعندما حاولت إقناعه بإن الأمر مجرد وراثة فالشعر الأبيض ظهر في رأس والدتي قبل بلوغها الثلاثين عاماً، قال لي كان يجب أن أخبره بهذا الأمر قبل الزواج، حتى في أمور أخرى كان يتكرر الضرب أحياناً بسبب ملح زائد في الطعام أو تراب على كرسي من كراسي الشقة".
وتروى سارة محمد (27) سنة من القاهرة عن أول مرة تعرضت فيها للضرب من قبل زوجها قائلةً "تعرضت لصفعة على خدي تسببت في فقداني السمع لفترة؛ بسبب أني تلقيت مكالمة من زميلي في الشركة لبحث مشكلة تتعلق بالعمل واتهمني زوجي بشرفي رغم اعتماد ميزانية البيت على مرتبي، وأثناء الحظر في بداية تفشي فيروس كورونا ذهبت للإقامة مع والدي لإن العمل من البيت يعني مكالمات بشكل يومي من مديري وزملائي ولست على استعداد لفقدان حاسة السمع مرة أخرى".
وتقول ندى عبد الحميد (25) سنة من الجيزة "تعرضت للضرب في الشارع ولم يمنع أحد زوجي وعندما حاولت سيدة مسنة نصحه رد رجل وقال له زوجته ومن حقه أن يربيها ويهذبها، وسبب ضربه لي أن طبيب الأطفال الذي ذهبنا إليه للكشف على طفلنا قال إن سبب الالتهابات التي ظهرت في جسمه بسبب عدم تغيير الحفاضة بشكل منتظم فضربني زوجي بعد الخروج مباشرة من عيادة الطبيب بسبب إهمالي كما قال".
وتقول غادة يسرى (40) سنة من الفيوم "منذ زواجي وأنا أخدم والد زوجي وأشقائه الذكور وبعد إصابتي بمرض السكر قل مجهودي وطلبت أن استقل في سكن خاص بعيداً عن بيت العائلة الذي يتطلب وجودي فيه تربية طيور ومواشي فضربني زوجي وشجعه على ذلك والده الذي أتهمني برغبتي في تشتيت ابناءه الذي اعتاد على وجودهم حوله".
وعن العنف ضد الزوجات تقول المدير التنفيذي لمؤسسة إدراك للتنمية والمساواة نجوى رمضان "نحن نعد لإصدار قانون جديد للقضاء على العنف الأسري بشكل عام، بالتعاون مع مجموعة من المحاميات لتقديمه لنائبات البرلمان ونتواصل بشكل مستمر مع النائبة أميرة صابر والنائبة رشا فايز فنحن نفتقد وجود قانون يحارب العنف الأسري فحتى هذه اللحظة الرجل الذي يقتل زوجته أو ابنته لشكه في سلوكها لا يسجن أكثر من 10 سنوات ويدعي بعض الرجال أمام المحكمة إنه ضرب زوجته وقتلها لشكه في سلوكها حتى يحصل على حكم مخفف، ولكن القضاء على العنف لا يتطلب فقط إصدار تشريعات بل نحن بحاجة لتدخل المجتمع المدني لإطلاق حملات توعية تنبذ العنف والاعتداء على المرأة سواءً اعتداء لفظي أو بدني".
وتؤكد بأن تقديم النائبة أمل سلامة لمشروع قانون ينص على سجن الرجل الذي يضرب زوجته لمدة خمس سنوات أمر جيد للغاية فمجرد وجود القانون سيكون رسالة تحذيرية لكل رجل يعتدي بدنياً على زوجته.