"أمل للعائلة والطفل" جمعية تُعنى بالمعنفات والأمهات العازبات
جمعية "أمل للعائلة والطفل" هي جمعية تُعنى بالنساء في وضعيات هشّة، من بينهنّ الأمهات العازبات والنساء ضحايا العنف.

نزيهة بوسعيدي
تونس ـ قالت فائزة المرزوقي المسؤولة عن الإدماج المهني بمركز التدريب المهني التابع لجمعية "أمل للعائلة والطفل" أن الإحاطة بالأمهات العازبات والنساء ضحايا العنف من الأولويات.
حصلت جمعية أمل للعائلة والطفل على الترخيص للعمل عام 2001، ومنذ ذلك الوقت تعمل من أجل تحقيق أهدافها ولذلك كل فترة تطلق برامج توعوية وتعليمية وتنظم تدريبات مهنية مكثفة بالإضافة لتمكين الشباب، وتسعى الجمعية للمساهمة في تحقيق مصلحة الأطفال الفضلى عبر تعزيز الوصول للحق العام في التعليم والتعبير والمشاركة.
رسالتنا الأساسية هي منح الأمل
مسؤولة الإدماج المهني بالجمعية فائزة المرزوقي تحدثت عن نشاط الجمعية وقالت إنها "تعمل على توفير الإحاطة والدعم للمعنفات، عبر مركز التكوين المهني الذي يقدّم لهنّ فرصاً للتعلم والتأهيل المهني في ثلاثة اختصاصات رئيسية وهي صناعة المرطبات، والخياطة، ومهارات الحياة، وخلال فترة التدريب، والتي تدوم ستة أشهر، نوفّر للنساء متابعة نفسية من طرف أخصائية نفسية تُعنى بهن، وذلك نظراً للضغوط النفسية والاجتماعية التي يعانين منها، خاصة وأن العديد منهنّ فاقدات للثقة بالنفس".
وبينت أن الجمعية تحرص على تعزيز هذه الثقة من جديد، وتتكفّل بهن من الناحية النفسية، الاجتماعية، والقانونية، حسب كل حالة وظرفية خاصة بكل امرأة "لا نكتفي بفترة التدريب فقط، بل نواصل مرافقة النساء على مستوى الإدماج المهني، سواء من خلال العمل لدى مؤسسات وأصحاب عمل، أو من خلال المشاريع الصغرى والاقتصاد التضامني والاجتماعي كما نقوم بإدماج بعض النساء داخل أنشطة الجمعية المدرة للدخل، لتمكينهن من اكتساب خبرة مهنية عملية تؤهلهن للاستقلال مستقبلاً، وتمنحهن الثقة اللازمة لبناء حياة جديدة".
وأكدت "نحن في جمعية "أمل" نؤمن أن رسالتنا الأساسية هي منح الأمل، وتوفير إحاطة شاملة ومتكاملة للنساء على جميع المستويات ونحرص على ألا تخرج المرأة من عندنا كما جاءت، بل نحرص على أن تغادر وهي أكثر قوة وثقة وقدرة على المواصلة".
مركز إيواء خاص
وأضافت أن الجمعية تدعم النساء أيضاً مادياً، من خلال توفير منح للتنقل طوال فترة التدريب، نظراً لأن العديد منهن لا يمتلكن الإمكانيات اللازمة أما النساء اللاتي لديهن أطفال ولا يملكن من يرعاهن أثناء التدريب، فنقدّم لهن منحة خاصة تمكنهن من وضع أطفالهن في محاضن خلال تلك الفترة.
وبخصوص شريحة النساء التي تلجأ إلى الجمعية قالت "تستقبل أعداداً كبيرة من النساء في وضعيات هشّة، وقد أنشأنا مركز إيواء خاص بالأمهات العازبات، يُعدّ الوحيد من نوعه في المنطقة كما نستقبل أيضاً ضحايا العنف، ونقوم بتوجيههن حسب الحاجة إمّا إلى مركز التكوين، أو إلى جمعيات أخرى مختصّة، وذلك بالتنسيق الدائم مع مكونات المجتمع المدني".
"إيماننا راسخ بأهمية العمل"
وحول أهمية دور المجتمع المدني في الإحاطة بالنساء والصعوبات التي يتعرض لها أفادت "بصفتي ناشطة في المجتمع المدني، أؤكّد أن للمجتمع المدني دوراً كبيراً في الإحاطة بالنساء فنحن نستقبل الحالات، نصغي إليهن، نتفهم معاناتهن، ونقوم بتوجيههن ومرافقتهن وغالباً ما تتوجه النساء إلى مؤسسات المجتمع المدني أكثر من توجههن إلى مؤسسات الدولة، لأنهن يجدن الراحة والدعم المباشر والفعلي".
وأوضحت أنه رغم هذه الجهود هناك صعوبات كبيرة، أبرزها "قلة الموارد المالية والدعم المستدام، إضافة إلى الضغط الكبير الناتج عن عدد الحالات التي نستقبلها، مما يتطلب منا طاقة بشرية ومرافقة مستمرة، وهو أمر لا يكون دائماً متوفراً".
واختمت مسؤولة الإدماج المهني بالجمعية فائزة المرزوقي حديثها بالقول "نواصل العمل بإيمان راسخ بأهمية ما نقدمه لهؤلاء النساء وبأثر الدعم الذي نوفره على حياتهن ومستقبلهن".