انتهاكات الاحتلال التركي في عفرين تطال الطبيعة

يعمد الاحتلال التركي إلى افتعال الحرائق في غابات وأراضي مقاطعة عفرين المحتلة، بهدف تحويلها إلى صحراء قاحلة لا تصلح للسكن، وتهجير سكانها الأصليين والقضاء على البيئة ونهبها.

فيدان عبد الله 

الشهباء ـ أضرم جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في أواخر الشهر الماضي النيران في القرى الممتدة ما بين قرية عدامو وعلبسكي في ناحية راجو بمقاطعة عفرين، لتمتد إلى تسعة قرى أخرى وتتسبب بأضرار مادية وبيئية.

اندلعت النيران في غابات وأراضي قرى ناحية راجو بمقاطعة عفرين في إقليم شمال وشرق سوريا، وبقيت مشتعلة لأكثر من أسبوعين، دون مساعي أو مبادرة من جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لإخمادها، وامتدت لأكثر من تسعة قرى في ناحية راجو وهي قرية (عدامو، علبسكي، بليلكو، جالا، خلولكو، كوسا، شنكيلة، بعريفه، درويش) وبحسب المصادر امتددت الحرائق بشكلٍ سريع في ظل عدم المساعي لإطفائها.

والتهمت النيران آلاف الأشجار المعمرة والمثمرة منها أشجار الزيتون، الكرز الجوز، الرمان والتين، إلى جانب الأشجار الحراجية كالصنوبر والسرو، وبحسب آخر إحصائية لمنظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا فإنه منذ احتلال عفرين وحتى الآن احترق أكثر من 391 ألف شجرة بالإضافة إلى 12 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وتم قطع حوالي نصف مليون شجرة زيتون وأكثر من 21 مليون شجرة من مختلف الأصناف.

ووفقاً للمعلومات الواردة من المنطقة سمع الأهالي أصوات انفجارات ألغام مزروعة على يد الاحتلال التركي ومرتزقتها في أراضي المنطقة بشكلٍ عشوائي، وهذا ما خلق لديهم الخوف في التوجه لإخماد النيران بين الأراضي.

وحول هذا الموضوع قالت عضوة بلديات الشعب في مقاطعة عفرين - الشهباء فاطمة محمد "منذ أكثر من أسبوعين والدولة التركية تضرم النيران بشكلٍ مفتعل في غابات وأراضي ناحية راجو بمقاطعة عفرين المحتلة وهذه الواقعة حاضرة منذ أكثر من ستة سنوات في الكثير من قرى ونواحي مقاطعة عفرين، وهذا ما تسبب في تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة والحراجية في المنطقة".

ونوهت إلى أن ما يرتكب من جرائم وانتهاكات بحق الطبيعة في عفرين المحتلة تدمر البيئة ليس على مستوى مقاطعة عفرين فحسب، إنما على مستوى الشرق الأوسط والعالم أيضاً، حيث أن هذه النيران وتدمير الطبيعة والدخان يؤثر بشكلٍ مباشر على التربة وطبقة الأوزون.

وترى فاطمة محمد أن الدولة التركية تسعى لإخفاء جرائمها بقطع الآلاف من الأشجار المثمرة والمعمرة، من خلال حرق ما تبقى من الأشجار وهو ما يتسبب في تدمير البيئة والطبيعة.

من خلال حرق الأشجار المثمرة والمعمرة إخفاء جرائمها في قطع الآلاف من الأشجار، وتغطي على الجريمة بإشعال النيران فيما تبقى من الأشجار وتتذرع بأن النيران هي التي كانت السبب في تدمير البيئة والطبيعة.

وطالبت المنظمات والمؤسسات المعنية بحماية البيئة والطبيعة بالتدخل وإيقاف الحرائق التي تفتعل في عفرين ومحاسبة الدولة التركية على ما ترتكبه من جرم وانتهاك بحق الطبيعة وممتلكات أهالي المنطقة الأصليين.

 

 

وعبرت حميدة عارف إحدى مهجرات مقاطعة عفرين في مخيمات الشهباء عن حزنها على ما يرتكبه الاحتلال التركي بحق الطبيعة في عفرين "هذه الأشجار ليست جزء من الطبيعة فحسب إنما هي شقاء الأجداد والأمهات والأبناء لعشرات السنين وكانت مصدر رزقهم على مدار سنوات طويلة ومستقبل لأبنائهم وجزء من تراثهم".

وأكدت أن الدولة التركية ومرتزقتها يعلمون أنهم ليسوا أصاحب الأرض وسيخرجون منها، ولهذا تدمر كل شيء من شجر وبشر وحجر "أن هذه الممارسات لن تضعف من إرادتنا سنقاوم لنعود مجدداً إلى عفرين ونقوم بزراعة الأشجار وإعادة بناء الطبيعة كما كانت".

 

 

بدورها قالت المهجرة هيفين عبدو تعرف عفرين بمساحاتها الخضراء وطبيعتها، لكنها اليوم تحولت إلى رماد بفعل انتهاكات الاحتلال التركي منذ اليوم الأول لهجماتها، مؤكدةً أن بقائهم في مخيمات الشهباء ما هو إلا تمسك منهم بأشجارهم المعمرة والمثمرة، لما قدموه من مجهود لسنوات طويلة، في سبيل إيصال هذه الأشجار لما هي عليه الآن.

وأنهت هيفين عبدو حديثها بالتأكيد على أنهم هم أصحاب الأرض يتخلوا عن ممتلكاتهم للاحتلال التركي مهما كلفهم الأمر، وسيواصلون المقاومة والصمود بوجه جميع الصعوبات التي تواجههم لإنهاء الاحتلال والعودة بكرامة.