ضحيتها نساء وأطفال... تراكم النفايات ينذر بأمراض وأوبئة
تنذر تراكم النفايات في مخيمات إدلب، حيث تفتقر النساء فيها لأدنى مقومات الحياة، بتفشي الأمراض والأوبئة.
هديل العمر
إدلب ـ تتراكم النفايات في 716 مخيم من مخيمات إدلب، بشكل ينذر بمخاطر ومشاكل صحية وبيئية، وخاصة بعد توقف مشاريع ترحيل القمامة المجاني من قبل عدد من منظمات المجتمع المدني عقب توقف الدعم الأممي عنها.
تحاول النازحات البحث عن حلول إسعافية يائسة تلافياً للأمراض والأوبئة والروائح الكريهة عبر حرق النفايات غير أن الدخان المنبعث من حرقها راح يسبب أمراض تنفسية وصدرية.
تقول النازحة مريم النجمة 41 عاماً والمقيمة في مخيمات كللي شمال إدلب أن مشاريع ترحيل القمامة توقفت منذ أشهر والنفايات راحت تشكل خطراً متزايداً خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأشارت إلى أنه قلما تفتح باب أو نوافذ خيمتها رغم ارتفاع درجات الحرارة منعاً للروائح الكريهة الصادرة عن القمامة المتجمعة في كل مكان في المخيم دون الوصول إلى حل ينهي مأساتهم اليومية.
أما فاطمة الأسمر 34 عاماً والمقيمة في مخيمات سرمدا شمال إدلب تشكو إصابة اثنين من أبنائها بالجرب بسبب انتشار مكبات القمامة في المخيم هنا وهناك، حيث تتكاثر الجراثيم ويصعب الحد من انتشار الحشرات.
وقالت إن الأمر لم يعد يحتمل ولم تجد شكواهم أي آذان صاغية من الجهات المعنية والمشكلة تزداد باستمرار، وهو ما دفعهن كنساء للعمل ضمن مجموعات تطوعية لترحيل القمامة من بين الكتل السكنية والخيام لوضعها على أطراف المخيم على الأقل.
ولفتت إلى أن الأمر لم يكن مجدي وسط استمرار انتشار الروائح الكريهة والمناظر المؤذية لأطراف المخيم "وكأن عبء النزوح والفقر وضيق الحال لم يكن يكفي لتأتي مشكلة القمامة وتلقي بثقلها على أحوالنا المتدهورة أساساً".
وتابعت "لا قدرة لنا على ترحيل النفايات، فنحن عاجزون حتى عن تأمين ثمن الخبز، وبات علينا البحث عن علاج لأطفالنا دون جدوى جراء استمرار المشكلة واستمرار انتشار النفايات ومعها الجراثيم والحشرات والقوارض الناقلة للأمراض".
وحول المخاطر الصحية لانتشار النفايات بين الأماكن السكنية وفي المخيمات قالت الطبيبة الجلدية حلا العثمان 30 عاماً أن النفايات تشكل بيئة ملائمة لتكاثر الجراثيم الدقيقة بشكل كبير ويؤدي استنشاقها والسكن بالقرب منها للإصابة بأمراض متعددة.
وأوضحت أن الأمراض ازدادت بين ساكني المخيمات وخاصة فئة الأطفال والنساء والمسنين وأكثر الأمراض شيوعاً الجلدية كالليشمانيا والجرب والتحسس، والمعوية كالتهاب المعدة والأمعاء والتسممات الغذائية والتهاب الكبد، والأمراض الصدرية وصعوبة التنفس بسبب انتشار الروائح الكريهة.
ولفتت الانتباه إلى المخاطر البيئية كتشويه المنظر والرائحة الكريهة، والذي يؤثر بدوره على النظام الحيوي في المنطقة عبر استجلاب القوارض والحشرات، وانتشار الغازات السامة كثاني أوكسيد الكربون الصادر عن تحلل النفايات.
وتنصح بالابتعاد قدر الإمكان عن مكبات النفايات ورش المبيدات الحشرية داخل المنازل وحول الخيام للقضاء على الحشرات الناقلة للأمراض، ومراجعة الطبيب فوراً حين ظهور أي عرض من أعراض الأمراض الجلدية أو التنفسية أو المعدية للحصول على العلاج المناسب منعاً لتفاقم الحالة.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، يفتقر "41 في المئة من المخيمات، أي 460 من بين 1100 مخيم، إلى دعم أساسي للمياه والصرف الصحي والنظافة من الشركاء الإنسانيين"، وتتوقع أن يتم قطع الخدمات عن 111 مخيماً آخر بنهاية أيلول/سبتمبر المقبل، ما يبرز "الحاجة الملحة إلى زيادة الدعم المالي للحفاظ على العمليات الإنسانية الأساسية في المنطقة".