الضوضاء وحرائق الغابات والتغيير في توازن الطبيعة... تحديات تواجه البشرية

سلط تقرير الحدود لعام 2022 الضوء على ثلاث قضايا تحمل آثاراً عميقة على المجتمع والاقتصاد والانظمة البيئية

مركز الأخبار ـ ، وهي الضوضاء وحرائق الغابات والتغيير في توازن الطبيعة بسبب تغير المناخ.
بحسب تقرير "الحدود لعام 2022: الضوضاء والحرائق وأوجه عدم التطابق" فأن تلك القضايا تمثل تحديات محددة وتهديدات تلوح في الأفق وتتطلب حلولاً مخصصة.
ويلقي التقرير الضوء على اشتعال حرائق الغابات بشكل أكثر حدة وعلى نحو متكرر، وزيادة التلوث الضوضائي في المناطق الحضرية وما يمثله من خطر عالمي على الصحة العالمية، والعواقب البيئية لأوجه عدم التطابق الفينولوجي "الاضطرابات في توقيت مراحل دورة الحياة في النظم الطبيعية".
 
التلوث الضوضائي
وأوضح التقرير أن الأصوات غير المرغوب فيها، والممتدة وذات المستوى العالي الصادرة عن حركة المرور على الطرق أو السكك الحديدية أو الأنشطة الترفيهية تؤدي إلى الإضرار بصحة الإنسان ورفاهيته.
كما أشار التقرير إلى أن الضوضاء تشمل الانزعاج المزمن واضطراب النوم، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب الحادة واضطرابات التمثيل الغذائي مثل مرض السكري وضعف السمع وضعف الصحة العقلية.
ويتأثر الشباب وكبار السن بشكل خاص والمجتمعات الهشة التي تسكن بالقرب من الطرق المرورية السريعة والمناطق الصناعة والبعيدة عن المساحات الخضراء، وتمثل تهديداً للحيوانات، وتحدث تغييراً في سلوك الأنواع المعينة، بما في ذلك الطيور والحشرات والبرمائيات.
ودعا برنامج الأمم المتحدة للبيئة من خلال التقرير إلى أن يقوم المخططون الحضريون بإيلاء الأولوية للحد من الضوضاء عند المصدر، والاستثمار في وسائل التنقل البديلة، والبنية التحتية الحضرية التي تخلق مناظر صوتية إيجابية مثل أحزمة الأشجار والجدران الخضراء والأسطح الخضراء والمزيد من المساحات الخضراء في المدن.
 
حرائق الغابات
أوضح التقرير أن بين عامي 2002 و2016، يتم كل عام حرق ما معدله 423 مليون هكتار أو 4.23مليون كيلو متر مربع من سطح الأرض، وكان ما يقدر بنحو 67 % من المساحة العالمية السنوية التي احترقت بسبب جميع أنواع الحرائق، بما في ذلك حرائق الغابات في القارة الأفريقية. 
وكشف التقرير أنه من المتوقع أن تصبح أحوال الطقس في حرائق الغابات الخطيرة أكثر تواتراً وأن تستمر لفترة أطول، بما في ذلك المناطق التي لم تتأثر من قبل بالحرائق.
وأشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة من خلال التقرير إلى أن ذلك يعود إلى تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وظروف الجفاف مع تكرار حالات الجفاف، وتغيير استخدام الأراضي هو عامل خطر آخر، بما في ذلك قطع الأشجار وإزالة الغابات للمزارع والمراعي وتوسيع المدن.
وأكد التقرير أن الآثار طويلة المدى تؤثر على صحة الإنسان على ما هو أبعد من مكافحة حرائق الغابات، أو الإجلاء أو الخسائر المتكبدة، ويؤدي الدخان والجسيمات الناتجة عن حرائق الغابات إلى عواقب وخيمة على الصحة في المساكن الواقعة باتجاه الريح، وأحياناً على بعد آلاف الكيلومترات من مصدر الحرائق، وغالباً ما تتفاقم الآثار بأمراض بين النساء والأطفال وكبار السن.
ونوه التقرير إلى أنه من المتوقع أن تؤدي التغييرات في أنظمة الحرائق إلى خسائر هائلة في التنوع البيولوجي، مما يعرض للخطر أكثر من 4.400 نوع من الأنواع البرية وأنواع المياه المعدنية.
ويدعو التقرير إلى زيادة الاستثمار في الحد من مخاطر حرائق الغابات وتطوير مناهج إدارة الوقاية والاستجابة التي تشمل المجتمعات الضعيفة والريفية والتقليدية والأصلية، وإجراء المزيد من التحسينات فيما يتعلق بقدرات الاستشعار عن بعد، مثل الأقمار الصناعية، ورادار الكشف عن الصواعق.
 
علم الفينولوجيا
علم الفينولوجيا هو توقيت مراحل دورة الحياة المتكررة، مدفوعة بالقوى البيئية وكيفية استجابة الأنواع المتفاعلة داخل نظام بيئي للظروف المتغيرة.
ويشير التقرير إلى أن مبعث القلق هو أن الأنواع المتفاعلة في نظام بيئي لا تُغير التوقيت دائماً في نفس الاتجاه أو بنفس المعدل، وتتعرض هذه التحولات الفينولوجية للاضطراب بشكل متزايد بسبب تغير المناخ مما يدفع النباتات والحيوانات بعيداً عن التناغم مع توازنها الطبيعي.
ويؤكد التقرير أن التأثيرات الكاملة لعدم التطابق الفينولوجي تتطلب المزيد من البحث والحفاظ على الموائل المناسبة والترابط البيئي وتعزيز سلامة التنوع البيولوجي وتنسيق الجهود الدولية على طول طرق هجرة الطيور، ودعم المرونة والحفاظ على التنوع الجيني داخل الأنواع هي أهداف مهمة للحفظ.
وأشار تقرير برنامج الامم المتحدة للبيئة إلى أن الحد من معدل الاحترار عن طريق تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يعد أولاً وقبل أي شيء أمراً ضرورياً.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الامم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن "يحدد تقرير الحدود ويقدم حلولاً لثلاث قضايا بيئية تستحق الاهتمام والعمل من جانب الحكومات والجمهور بوجه عام".
وأشارت إلى أن التلوث الضوضائي الحضري وحرائق الغابات والتغيرات الفينولوجية الموضوعات الثلاثة لتقرير الحدود لهذا العام هي قضايا تسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة الأزمات الثلاث للكوكب المتمثلة في تغير المناخ والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي.