تكافح صاحبات الحرف الصغيرة لعدم إغلاق محلاتهن في ظل الأزمة الاقتصادية
في تركيا حيث تشهد البلاد أزمة اقتصادية خانقة، يواصل الشعب التنديد والاستنكار تجاه ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي
النساء العاملات في المحلات والمشاريع التجارية الصغيرة واللواتي تأثرن بالأزمة الاقتصادية في تركيا تكافحن لعدم إغلاق أماكن عملهن على الرغم من الصعوبات. برغم أن دخلهن لا يغطي نفقاتهن، تقلن إنهن تعملن فقط من أجل قوتهن اليومي، مطالبات باستقالة الحكومة.
مدينة مامد اوغلو
آمد - في تركيا حيث تشهد البلاد أزمة اقتصادية خانقة، يواصل الشعب التنديد والاستنكار تجاه ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي. صغار التجار ينزفون وهم أحد أكثر القطاعات تضرراً من هذه الأزمة.
إن التجار الذين لا يكفي دخلهم لتغطية نفقاتهم بسبب انعكاس زيادات الفواتير عليهم، يبدون قلقين بشأن الأيام القادمة. في محاولة للبقاء على قيد الحياة في خضم هذه الأزمة، تكافح النساء في المتاجر واللواتي تعملن في الأعمال الصغيرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشاهدنها بقلق.
الأزمة أثرت على كلاً من البائع والمستهلك
طيبت سانكار هي واحدة من أصل ثلاثة مالكات لمتجر ويدرنه في حسن باشا بمدينة صور، بينت أن الأزمة الاقتصادية بالإضافة إلى الضغوطات الاجتماعية تسببت في الكثير من الصعوبات. وقالت إنهم لا يستطيعون شراء منتجات المحل. مشيرةً إلى أن المواطنين يتجنبون التسوق بسبب غلاء الأسعار "نحن التجار في وضع صعب للغاية أيضاً، علاوةً على هذه الأزمات، فواتير الكهرباء تخنقنا بشدة. نقترض المال ولكن لا يمكننا سداد القروض. إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو، فسيتعين علينا إغلاق متاجرنا في المستقبل. يعلم الجميع أن هذا سيحدث".
تكافحن من أجل حياتهن
وفي إشارة إلى أن المرأة تكافح من أجل إبقاء محلها مفتوحاً رغم الأزمة قالت طيبت سانكار "على المواطنين عدم دفع فواتير الكهرباء والغاز الطبيعي والاحتجاج ضد ارتفاع الأسعار. بعض الناس لا يستطيعون أخذ الخبز إلى المنزل، شخصاً ما يجب أن يفعل شيئاً حيال ذلك. نحن ثلاثة نساء نعمل في هذا المحل ونعاني كثيراً".
وأضافت "على الرغم من الصعوبات التي تتعرض لها المرأة تعمل وتقف على أقدامها. على الرغم من كل شيء، تكافح النساء من أجل البقاء".
دخلنا لا يغطي النفقات
وفي صور تأجلت كل أحلام صاحبة متجر الصابون بورجان توتان وبينت أن الدخل العائد لها لا يغطي مصاريفها ولا مصاريف مكان عملها "أبلغ من العمر 20 عاماً، وأفكر في العمل كتاجرة والقيام باستثمار في المستقبل لكن للأسف لا يمكنني ذلك، الراتب الذي أحصل عليه لا يلبي احتياجات المحل ولا احتياجاتي. نحاول إدارة هذه الأزمة ولكن للأسف العجلة الاقتصادية لا تدور. لدينا أحلام لكن أحلامنا صعبة المنال"، مضيفةً "يرى الناس أن ارتداء الملابس أو الذهاب في إجازة ترف، لكنه ليس كذلك".
نعيش كل يوم بيومه
ولخصت بورسين توتان وضعها بالقول "أعمل ستة أيام وأخذ إجازة ليوم واحد فقط، وليس لدي الوقت ولا وضعي الاقتصادي يسمح للذهاب إلى أي مكان في ذلك اليوم للترفيه عن نفسي، بصفتي شابة لا أرى مستقبلًا كتاجرة، جمدتُ أحلامي نحن نعيش كل يوم بيومه فقط".
ولفتت أيضاً إلى أن هناك أشخاص يعيشون في ظروف أسوأ مشيرةً إلى أن الناس لا يستطيعون حتى إحضار الخبز إلى منازلهم.
"لا أفكر في دروسي بل أفكر في الفواتير"
قالت ميرفه يلدز التي تعمل وتدرس في آن واحد إنها كانت تفكر في فواتير الكهرباء القادمة إلى منازلهم عندما كان يتوجب عليها أن تدرس.
ودعت الحكومة إلى الاستقالة "مئات الشباب/ات العاطلين عن العمل يجلسون في الشوارع، أين المستقبل؟ لا يتم إعطاء الطلاب أي تسهيلات. سوف يموت الناس جوعاً، ليس هناك أي تقدم لإصلاح الوضع، إنهم فقط يعصبون أعين الشعب. أنا أدرس وأعمل يأتون ويقولون، عليكِ أن تكوني ممتنة للنعمة التي تعيشين فيها"، متسائلةً "هل من الممكن أن أكون ممتنة لجوعنا؟".
وتضيف "لا أريد حتى التحدث عن فاتورة الكهرباء الناس جوعى جداً. الجميع يحاول العثور على وظيفة ولكن لا توجد فرص عمل. ونتيجة ذلك نطالب الحكومة إما أن تستقيل أو تعتني بالشعب، وإذا لم تستطع الحكومة أداء واجبها لتتركه للآخرين. لأن الوعود لا تشبعنا".
https://www.youtube.com/watch?v=iJ2nnDdv6eo