بجهود تطوعية... مشغل خياطة لتمكين الأرامل والمعيلات في إدلب
أكدت عدة نساء أن مشغل الخياطة الذي افتتحته ربا البكري وفر لهن العديد من المقومات التي استطعن من خلالها تحقيق اكتفائهن الذاتي.
لينا الخطيب
إدلب ـ في ظل كثرة أعداد النساء المعيلات والأرامل في إدلب، وحاجتهن للعمل والإنتاج، قامت ربا البكري من مدينة إدلب بافتتاح مشغل خياطة لتدريب النساء على المهنة وبهدف مساعدتهن على إيجاد فرص عمل، وإعالة أنفسهن وأسرهن.
عن مشروع مشغل الخياطة تقول ربا البكري (36 عاماً) "وجدَت الكثير من النساء في إدلب أنفسهن، وجهاً لوجه مع تحديات ومسؤوليات كبيرة، أجبرتهن على خوض صراع يومي بمفردهن، من أجل توفير سبل العيش والحياة لعائلاتهن، لذلك قررت دعم عدد من النساء وتمكينهن في المجتمع من خلال تعليمهن مهنة الخياطة وتأمين عمل لهن ضمن الإمكانيات المتاحة".
ولفتت إلى أن ورشتها تضم خمس ماكينات خياطة، ودعت عدداً من الأرامل والمعيلات للالتحاق بالورشة، لتعلم المهنة وبدء العمل، وتتنوع أعمال النساء بين حياكة ملابس الأطفال وحديثي الولادة، والعباءات النسائية وغيرها.
وأضافت "استفدت من مهارتي في الخياطة لتدريب النساء ومساعدتهن على امتلاك أساسيات المهنة، ليصبحن قادرات على الانطلاق بعمل خاص يساعدهن على تحمل أعباء الحياة، علماً أنه بإمكان المستفيدة من المشروع بعد إتقان المهنة أن تستمر بالعمل ضمن الورشة مقابل أجر يومي أو الاستقلال وافتتاح مشروع خاص بها".
وأكدت ربا البكري على ضرورة تفعيل ورشات الخياطة الصغيرة في إدلب، باعتبارها تسهم في تغطية احتياجات السكان من الملابس وبأسعار مناسبة، دون الدخول في تبعات استيراد الملابس وإغلاق المعابر والإتاوات المدفوعة، وأسعار صرف الدولار المتأرجحة. كما أن من شأنها أن تحقق فرصة عمل للنساء المعيلات المحتاجات للحصول على مصدر للرزق.
وأوضحت "تحتاج النساء المتدربات للحصول على منح مالية من قبل منظمات المجتمع المدني، تؤهلهن لدخول سوق العمل، وبذلك تحويل المرأة العاطلة عن العمل، لشخص فعال في المجتمع".
كاملة المواس (40 عاماً) نازحة من مدينة سراقب إلى مخيم على أطراف مدينة إدلب، أم لخمسة أبناء، التحقت بورشة الخياطة، وعن مدى استفادتها تقول "كان وضعي المعيشي مأساوي باعتبار زوجي مسن وعاطل عن العمل، وأحد أولادي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد التحاقي بدورة الخياطة استفدت كثيراً وبدأت أصنع ثياباً جميلة بإمكانيات بسيطة، استفدت من خبرتي في الحياكة واعتمدت على مكنة الخياطة اليدوية التي أملكها لأعيد تدوير الملابس القديمة وأجعلها مناسبة لمقاسات أولادي، كما تمكنت من بث الفرحة في قلوبهم بحياكة ملابس جديدة لهم في العيد".
من جانبها تقول سلوى العمر (31 عاماً) النازحة من قرية معردبسة إلى مدينة إدلب، التي استطاعت تأمين القوت اليومي لأسرتها "تعرض زوجي لإصابة حربية منعته من العمل، لذلك وجدت في تعلم مهنة الخياطة فرصة للإنفاق على المنزل وتأمين احتياجات أطفالي الأربعة".
وأوضحت أنها كانت تضطر لترك أطفالها طوال اليوم دون رعاية للعمل في الورشات الزراعية بأجر زهيد، لكنها بعد إتقان مهنة الخياطة بات عملها ضمن المنزل دون أن تضطر لإهمال الأطفال.
وأشارت إلى أن مسيرتها المهنية بدأت ضمن محيط معارفها الصغير، من خلال تقصير الملابس وإعادة تدويرها، ثم اكتسبت مهارة وخبرة استطاعت من خلالها تصميم الموديلات وقص الأقمشة وتفصيلها.
وعن أهمية عمل المرأة في إدلب قالت المرشدة الاجتماعية رؤى الغريب (41 عاماً) " أفرزت الحرب السورية عدد كبير من النساء المعيلات المسؤولات عن أسرهن وسط حاجتهن لتأمين مصدر دخل يحقق لهن الاكتفاء الذاتي مع حفظ الاستقلالية والكرامة".
وأشارت إلى أن الظروف المعيشية القاسية والغلاء وصعوبة إيجاد فرص العمل، دفع العديد من النساء إلى امتهان أعمال يمكن تنفيذها في المنزل كالطبخ أو الخياطة أو التجارة المنزلية.
ووصفت رؤى الغريب المشاريع الصغيرة والدورات المهنية بمثابة "حلول إسعافية" للنساء الأكثر ضعفاً اللواتي فقدن المعيل ولم يتمكن من إكمال تحصيلهن الدراسي.
وأوضحت أن الدورات المهنية التي تطلقها مراكز تمكين المرأة في إدلب لا تتابع النساء بعد انتهاء فترة التدريب، ولا تساعدهن على دخول سوق العمل، لذا تطالب المنظمات التي تؤهل النساء مهنياً الاستمرار في تنظيم دورات متقدمة لضمان تحقيق الفائدة المرجوة للمرأة.