سماح الصفدي: شغف المرأة هو أهم عناصر نجاح مشروعها الريادي واستمراريته

يعد تمكين المرأة اقتصادياً من أهم عناصر تحقيق مفهوم التنمية الاقتصادية في المجتمع حيث شهد العالم انجازات وتطورات ملموسة حققتها المرأة

نغم كراجة 
غزة ـ ، لكن واقع المرأة الفلسطينية في المشاركة الاقتصادية بات ضعيفاً وضئيل نسبياً فقد عانت من عدة معوقات أبرزها الفجوة الاقتصادية بينها وبين الرجل.
وعن تمكين المرأة اقتصادياً قالت الباحثة النسوية والناشطة المجتمعية سماح الصفدي لوكالتنا "التمكين الاقتصادي للمرأة هو العملية التي تستطيع المرأة من خلالها الانتقال من موقع قوة اقتصادي أدنى في المجتمع إلى موقع قوة اقتصادي أعلى، وذلك من خلال زيادة سيطرتها وتحكمها بالموارد الاقتصادية والمالية الأساسية، وهي الأجور ورأس المال والملكيات العينية، وهو ما يمنحها في الدرجة الأولى استقلالية مادية مباشرة".
وحول المعوقات التي تواجه النساء خلال العمل أوضحت "النساء يحاولن كثيراً، فطيلة فترة عملي في مجال التمكين الاقتصادي لاحظت أثناء التدريب على النساء كيف يتلهفن لحصولهن على فرصة التمويل لمشاريعهن لكن الأمور أقوى منهن وما أقصده هو سوء الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، ودائماً أقول أبدأوا بأقل القليل دون الاعتماد على التمويل، كما أن فكرة التسويق تساهم في رفع نسبة الإقبال على إنتاج المرأة، فالتسويق الإلكتروني تطور أكثر خلال جائحة كورونا مما جعل الناس يتعاملون مع الأونلاين، ثانياً فكرة العادات والتقاليد التي لا زالت سائدة حيث الكثير من الرجال ينتقدن فكرة أن النساء يعملن وهم عاطلون عن العمل، وحاولنا حل هذه المشكلة عن طريق المشاريع العائلية التي من خلالها يمكن تنفيذ المشروع بمشاركة الرجل والمرأة أو أحد الرجال المتواجدين في البيت، وبعض النساء تعتذر عن قبول التمويل خوفاً من استيلاء الرجل عليه".
وأضافت "العائق الثالث هو المنافسة الشديدة وتشابه المشاريع حيث أن المشاريع في قطاع غزة تقليدية الفكرة كالتطريز وصناعة المعجنات، ومن ضمن الحلول هنا أن نعمل على تقديم التعليم التقني مثل صيانة الهواتف والكوافيرة، وهناك الفرق ما بين الفكرة الريادية التي تكون جديدة ومميزة وتحقق تنمية اقتصادية في المجتمع والصغيرة البسيطة التي تكون موجودة ومنتشرة، غير ذلك هناك نساء يتخوفن من صناعة المشاريع فنبدأ بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي ونشجعهن على خوض التجربة".
ونوهت "هناك ما يسمى بالذمة المالية للمرأة والمقصود بها محفظة وحسابات المرأة، أي أن للنساء والرجال ذمة مالية مشتركة، وهذا مضر جداً للنساء حيث الكثير منهن منفصلات أو على وشك الانفصال أو لا يرغبن بالاشتراك مع الرجل، وأغلب المؤسسات تعمل على الذمة المالية المشتركة بين الرجل والمرأة ولا تفصل بينهما، ففي حال فصلت المرأة عن الرجل يصبح لديها استقلالية وتستطيع أن تستمر في مشروعها وفكرتها".
وعن عناصر نجاح المشاريع الريادية أوضحت "أن عناصر نجاح المشاريع الريادية تكمن في الشغف لدى المرأة، وإن كانت ضعيفة نسبياً نحاول أن ندعمها ونمكنها لوصولها، فالشخص المؤمن بفكرته سيصل مهما كلفته الظروف ووقفت أمامه الحواجز، ثانياً الفكرة فيجب اتباع احتياج سوق العمل بعمل دراسة سوقية وهذه الخطوة مهمة جداً، ومن ثم يأتي بعدها دراسة الجدول اقتصادياً من تحديد فكرة المشروع ورأس المال، ثالثاً دعم الأسرة ودورها في الانجاز واستمرارية المشروع، رابعاً جلب أفكار جديدة وتطوير المشروع والترويج عبر مواقع السوشيال ميديا والمشاركة في المعارض لكي تستعرض بها المرأة منتجاتها".
وأشارت سماح الصفدي إلى أنه "يوجد أساليب متبعة لتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل وتجديد روح الحياة فيها أهمها تكوين مؤسسة مجتمعية تنفذ مبادرات خارج السوشيال ميديا حيث لا يمكن الوصول للنساء جميعهم خلال الإنترنت، كذلك يجب أن يكون هناك دور هام للحكومة فعلى وزارة الاقتصاد مساعدة النساء صاحبات المشاريع الصغيرة سواء عبر تنفيذ معرض بشكل أولي مجاني ومن ثم دفع مبلغ بسيط في المرات القادمة لعرض منتجاتها"
وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في 7 آذار/مارس 2021 بلغ عدد السكان العاملين حتى منتصف عام 2021 في فلسطين، حوالي 5.23 مليون فرد؛ منهم 2.66 مليون رجل بنسبة 51% و2.57 مليون امرأة بنسبة 49%.
وحسب بيانات ديوان الموظفين العام حتى شهر شباط/فبراير2021 بلغت مساهمة النساء في القطاع المدني 45% من مجموع الموظفين، وتتجسد الفجوة عند الحديث عن الحاصلين على درجة مدير عام فأعلى حيث بلغت 14% للنساء مقابل 86% للرجال.