نساء غزة تمتهن النجارة متحديات المجتمع والنظرة الدونية
لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها المناطق المهمشة في قطاع غزة اتجهت العديد من النساء إلى احتراف مهنة النجارة، متحديات المجتمع والنظرة الدونية.
نغم كراجة
غزة ـ الافتقار للخدمات المعيشية وسوء الوضع الاقتصادي دفع النساء والفتيات في غزة إلى التفكير والبحث عن حرف تأمن من خلالها قوت يومهن.
تقول غدير تايه البالغة من العمر 30 عاماً، أن رحلة امتهان حرفة النجارة بدأت عام 2015، عندما أعلنت بلدية قرية "أم النصر" عن دورة تدريبية للنجارة وفنونها، وجرت مقابلات لاختيار أفضل مجموعة.
وأوضحت أنه في بداية الأمر عارضها زوجها فهو لم يقتنع بالفكرة كونه يقطن في مجتمع محافظ يعارض عمل المرأة في مهن يعتبرونها حكر على الرجال، إلا أنه بعد النقاش مراراً تقبل الفكرة.
وأضافت "أجريت المقابلة الشخصية مع 40 امرأة تقدمن للدورة التدريبية وتم اختياري من بين 10 نساء متألقات، خضعنا للتدريب لمدة 6 أشهر، بشكل مكثف ولجدارة المتدربات وبراعتهن قررت الجهة التمويلية بناء منجرة وتجهيزها في تشرين الثاني 2015".
وأشارت إلى أنه "قررنا تحويل المنجرة إلى تعاونية بحيث يصبح لدينا تمويل وترخيص أسرع وتشغيل أيدي عاملة من النساء والفتيات اللواتي بحاجة إلى عمل، في البداية قمت بتدريب مجموعة من النساء حول كيفية العمل واستخدام المعدات وتجهيز المنتجات".
وعن رحلة عملها تقول أنها كانت في البداية مجرد متدربة والآن أصبحت مدربة ومنسقة جمعية زينة التعاونية ورئيسة لجنة الرقابة في هيئة التعاونيات بالإضافة إلى حصولها على رتبة أمينة سر الصندوق، وفازت بجدارة في الانتخابات وصولاً إلى رئيس مجلس إدارة الجمعية، كما استطاعت توسيع المنجرة وزيادة المعدات والآلات".
لم يخلو الأمر من التحديات المجتمعية كما قالت "البدايات دائماً صعبة ولا شك أن التحدي الأول يبدأ من البيئة المحيطة التي تحتضن سلوكيات خاطئة مجحفة بحق النساء وتبعاً للهيكل الأبوي المتعارف عليه منذ أجيال طويلة بالرغم من أنها معيلة الأسرة ومربية الأبناء".
ولفتت إلى أن المجتمع المحيط بها حاول تسليط زوجها ضدها من خلال انتقادها "كيف بتخليها تشتغل بشغل الرجال" و"لا تطلع ولا تشتغل خليها بالبيت تربي ولادها أحسن"، مؤكدةً على أنها واجهت هذه التحديات؛ لتثبت أنها قوية وقادرة ولديها عزيمة وإرادة "إن اللذين كانوا يتنمرون علي بدأ يترددون على الجمعية من أجل تدريب فتياتهم في المنجرة".
وتسعى غدير تايه إلى توسيع خط الإنتاج لاستقبال أكبر عدد ممكن من النساء للعمل بحيث تعتمدن على أنفسهن وتحاربن النظرة الذكورية التي تمنعهن من الخروج والعمل.
بينما حاولت منى النحال البالغة من العمر 37 عاماً، تغيير مسار تخصصها حيث تخرجت من كلية التربية ولم يحالفها الحظ في إيجاد وظيفة ملائمة وثابتة بعد حصولها على عقد عمل مؤقت لمرة واحدة استمر ثلاثة أشهر منذ سنوات "حاولت كثيراً أن أبحث عن فرصة عمل في مجالي أو قريبة من مسار الدراسي لكن دون جدوى، فقررت العمل في مهنة النجارة حتى تواصلت مع جمعية زينة التعاونية".
وأوضحت أن الفكرة ذاتها في البداية صعبة كونها انتقلت من معلمة إلى نجارة وتعمل في مهنة شاقة "بعد عدة تدريبات استمرت أشهر ورهبة أمام المعدات والآلات الآن نحن محترفات وبارعات أكثر من الرجال في تصنيع المنتجات بلمسات عصرية ومبتكرة".