لم يوقفنَ دورة الإنتاج... نساء بنت جبيل صامدات رغم الحرب
تواجه المرأة في جنوب لبنان تبعات الحرب الدائرة منذ تسعة أشهر ونيف، إما نزوحاً وتهجيراً نحو مناطق أكثر أمنا، وأما صموداً تحت وابل القصف ورائحة الموت وهول الدمار، والنساء هن الأكثر تضرراً جراء الحروب والأزمات.
فاديا جمعة
بيروت ـ مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، اتجهت النساء للبحث عن فرص عمل لترفدن عائلاتهن بمقومات الصمود، ولا سيما في مجال التصنيع الغذائي، عبر إنتاج المؤونة البيتية، فهن تشترين الإنتاج الزراعي وتقمن بإعداده وتوضيبه وتسويقه، وخصوصاً في الأرياف.
في مدينة بنت جبيل ثمة نساء قادرات ومتمكنات، قررن ألا تستسلمن للواقع الصعب المستجد، واستطعن تأمين ديمومة عملهن في "الجمعية التعاونية للتصنيع الزراعي في بنت جبيل"، بعضهن اضطررن للنزوح وبعضهن قررن البقاء في المدينة بسبب القصف الإسرائيلي على مناطق الجنوب اللبناني، ولكل امرأة ظروفها العائلية والاجتماعية، وما بين الصامدات والنازحات استمر عمل الجمعية، واستمرت معها دورة الإنتاج، نساء تعملن في مركز الجمعية في بنت جبيل وسط القصف والدمار، ونساء نازحات تحولن سفيرات للجمعية في أماكن تواجدهن، وهذا التكامل بين المقيمات والنازحات أبقى فرص العمل على مستوى القطاع الزراعي من جهة، وعلى مستوى تصنيع هذا الإنتاج من جهة ثانية، خصوصاً وأن النساء رائدات في هذا المجال.
"رفع المستوى الاقتصادي للمرأة"
أوضحت غادة بزي رئيسة "الجمعية التعاونية للتصنيع الزراعي في بنت جبيل" أن الهدف من تأسيسها رفع المستوى الاقتصادي للمرأة "نحن نعمل مع المرأة مباشرة، ومساعدتها على تسويق منتجاتها، فالتعاونية مؤلفة من خمس عشرة امرأة، وعملها يتركز بشكل أساس على إعادة تصنيع المنتجات الزراعية، فنحن نشتري الإنتاج من المزارع ونقوم بتصنيعه ولدينا أشخاصاً نتعاون معهم في الجمعية وعدد من الدول الأخرى، وهي باتت معروفة جداً من خلال علامتها التجارية "زوادة"، وقمنا بتسجيلها في وزارة الاقتصاد".
وأشارت إلى أنه "قبل الحرب كنا بصدد المشاركة في عدد من المعارض، وكنا قد أعددنا منتجات جديدة لرفع اسم بنت جبيل، ولكن مع اندلاع الحرب هناك نساء نزحن إلى مناطق أخرى والبعض الأخر لم يغادر البلدة ومازال يعمل في التعاونية، وهناك تعاون بين الطرفين، فقسم ينتج والآخر يقوم بالتسويق، بحسب المناطق التي تتواجد فيها عضوات التعاونية بسبب الحرب واضطرارهن للنزوح".
وأضافت "التعاونية مستمرة في نشاطها، ونلبي طلبات الذين يتواصلون معنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الهاتف، أو من خلال معارفنا، فهدفنا تأمين استمرارية التعاونية وتطوير نشاطها".
وبدورها قالت فريال حجازي "أنا عضو في "الجمعية التعاونية للتصنيع الزراعي في بنت جبيل"، وقد انتسبت إلى الجمعية منذ تأسيسها، كنا نعيش ظروف جيدة ولكن الحرب أثرت علينا كثيراً، وبالرغم من هذه الظروف نعمل تحت القصف ونقوم بتلبية حاجة الزبائن ونتحمل مخاطر كثيرة".
ومن جانبها أوضحت أمل سعيد بزي "أعمل في الجمعية رغم الأوضاع الصعبة من أجل تأمين طلبات زبائننا، وبرغم القصف نذهب إلى الجمعية وسط أجواء من القلق، ونعمل في مجال إعداد المؤونة"، مشيرة إلى أن "النزوح فرض تكلفة اقتصادية كبيرة على الأهالي وهذا ما لم يكن في مقدورنا تحمله، ولذلك قررنا البقاء في بنت جبيل".
وأكدت أنه "نسعى للاستمرار في إنتاج المواسم الجديدة رغم الخسائر التي لا يمكننا تعويضها، فزبائننا لديهم ثقة بإنتاجنا وعلينا تقديم الأفضل دائم لهم".