جودة إنتاج محصول القطن تواصل الانخفاض

بدأ موسم قطاف محصول القطن في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وهذا العام انخفضت جودة الإنتاج مقارنة بالعام الماضي.

زينب خليف

دير الزور ـ تبدأ زراعة محصول القطن من أواخر شهر آذار/مارس إلى نهاية شهر نيسان/أبريل، وذلك بتحديد الوقت المناسب للزراعة استناداً إلى درجات الحرارة وكميات الأمطار المتوقعة، وتعد زراعة القطن أحد المصادر الرئيسية لدخل سكان مقاطعة دير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا.

تساهم زراعة القطن في رفع الاقتصاد المحلي فالقطن وعدا عن أنه يخلق فرص عمل لمختلف فئات المجتمع يعمل كذلك على تعزيز القطاع الصناعي، ولكن في السنوات الأخيرة ونتيجة التغير المناخي تراجعت زراعته وهذا العام واجهت الفلاحات تحديات عدة، منها ارتفاع أسعار الوقود والمياه، مما يؤثر سلباً على كميات الإنتاج.

تقول صبحة الأسود إحدى المزارعات وتعمل في أرضها "نخرج منذ الصباح الباكر، ونستمر في العمل حتى غروب الشمس، نعمل بجد رغم الظروف الصعبة لأن القطن هو مصدر رزقنا"، مضيفةً "نستخدم مياه الآبار الارتوازية المالحة وهي غير صالحة لسقاية المحاصيل، مما يجعل المهمة أكثر صعوبة".

ويعتبر القطن من أكثر المحاصيل التي تحتاج للمياه والسقاية تكون بشكل دائم ومنتظم حيث يحتاج لأكثر من 12 مرة ليضمن المزارع نجاح الموسم، ولفتت إلى أن "زراعة هذا الموسم غير ناجحة حيث نعتمد على سقاية الأرض من الآبار الارتوازية التي لا تكفي مياهها لسقاية الأرض بأكملها".

وبينما تقطف القطن وتضعه في أكياس قماشية أكدت أن إنتاج القطن انخفض هذا العام بشكل كبير "في اليوم الواحد لا نملئ إلا كيس واحد على عكس السابق".

وعن الصعوبات والتحديات التي واجهتهم من حيث تكاليف الإنتاج، بينت صبحة الأسود أنه "بلغت تكلفة زراعة القطن للدونم الواحد 115 دولار، ولوحِظ أن التكلفة نفسها كانت مُسجلة في العام الماضي، ولكن نحن مستمرين ومتمسكين في العمل بأراضينا لأنها تساعدنا كثيراً في تأمين قوت يومنا، وكذلك إطعام ماشيتنا".

من جهتها قالت العاملة عوفة القمر إنها تستيقظ منذ ساعات الصباح الباكر لإنجاز أعمال المنزل وما يترتب عليها أيضاً من أعمال أخرى، ومن ثم تتوجه إلى العمل في الأرض الزراعية حتى فترة الظهيرة، مضيفةً "أولاً نقوم بحرث الأرض وتنظيفها من النباتات الضارة والأشواك بالفأس وغيرها حيث نواجه صعوبة لأننا لا نمتلك الآلات الحديثة، ثم نقوم بنثر البذور في الأرض وتغطيتها بالتربة".

وأشارت إلى أن جودة الإنتاج في العام الماضي كانت أفضل مقارنةً بإنتاج هذا العام، بعد أن تضررت معظم المحاصيل بسبب استخدام المبيدات الزراعية بشكلٍ كبير.

فيما تقول أمل العلي إنه بعد الانتهاء من قطاف القطن يقومون بجمع الحطب، ومن بعدها يتم نقله من خلال سيارة خاصة إلى المنزل، لاستخدامه في المواقد لطهي الطعام، أو في التنور، وغيره.

وعن تصدير القطن، أوضحت أنهم يبيعون القطن للتجار وهم بدورهم يصدرونه إلى المناطق التي يتم فيها استخدامه، ويدخل القطن في العديد من الصناعات منها الملابس والخيوط والزيوت وله عدة استخدامات.

ورغم الصعوبات التي تواجههن، تظل نساء دير الزور الشرقي متمسكات بالأمل والعزيمة، وتعتبرن مثال حي على القوة والإرادة، حيث تسعين جاهدات لتأمين مستقبل أفضل لأسرهن من خلال جني محصول القطن.

وستكون المؤسسة العامة للأقطان في إقليم شمال وشرق سوريا، معنية بشراء وتخزين وتسويق وحلج القطن في المنطقة، كما أن المؤسسة جهزت مركز في مقاطعة دير الزور لاستلام محصول القطن.