"دقيق خالٍ من الجلوتين" مشروع مبتكر يعد الأول من نوعه في غزة

بمشروع ريادي تحارب الشابة الفلسطينية زينب عابد شبح البطالة وأزمة الفقر وتمنح مرضى حساسية القمح والسكري أمل في الحياة والتأقلم بشكل طبيعي.

نغم كراجة

غزة ـ أكدت زينب عابد على أن المرأة الفلسطينية أينما تواجدت لها بصمتها الخاصة حيث تستطيع تغيير واقعها وتحسين أوضاعها بأكثر من طريقة من خلال توظيف قدراتها ومهاراتها في إيجاد مصدر دخل لإعالة أسرتها.

أسست الشابة الفلسطينية زينب عابد البالغة من العمر 27 عاماً، وهي خريجة التصنيع الغذائي؛ مشروعها المبتكر والأول من نوعه في قطاع غزة كبديل للمنتج الوطني والذي استهدف مرضى حساسية القمح والسكري والتوحد.

وأكدت زينب عابد على أن الحاجة أم الاختراع "قبل خمس سنوات بحثت جاهدة عن موضوع مستحدث لبحث التخرج من تخصص تكنولوجيا التصنيع الغذائي وبالفعل نجحت في استلهام الفكرة، والصعوبات بدأت من هنا، فلم أجد عملاً مناسباً وفقاً لتخصصي، فاضطرت لتطوير موضوع بحث التخرج وتطبيقه على أرض الواقع؛ لأتمكن من خلق مصدر دخل لي".

وأوضحت أن فكرة مشروع "دقيق خالٍ من الجلوتين" انتشرت بعد الإعلان عن ميزاته في أرجاء القطاع كونه ينافس الدقيق المستورد وبأسعارٍ بسيطة ومتاحة للجميع "عام كامل والمنتج تحت التجربة، جلست أيام وأشهر أنظم المعايير بدقة حتى حصلت على النتيجة الأخيرة وهي قمح خال من الجلوتين".

وأشارت إلى أنها عرضت المنتجات على إحدى المؤسسات الداعمة للرياديات لتلقى دعم تمويلي تؤسس به فكرة المشروع وتجهزه بالمعدات والآلات اللازمة، وتوفير ثمن البقوليات كالأزر والعدس والذرة "حصلت على المنحة وقمت بشراء المطاحن، ومعدات التعليب والتغليف، وتجهيز معمل صغير للحبوب".

ولفتت إلى أنها توجهت إلى وزارتي الصحة والاقتصاد وقدمت المنتج لفحصه في المختبرات والتأكد من فائدته وجودته حتى تمكنت من الحصول على بطاقة القيمة الغذائية وصلاحية استعماله؛ لتستطيع ترويجه وبيعه، مضيفةً بأنها منحت عينات مجانية من المنتج لمرضى حساسية القمح والسكري وأشادوا لها بمدى استفادتهم وإمكانية تناول الخبز بشكل طبيعي بعد انقطاع طويل.

وتبدأ مراحل الإنتاج بطحن حبوب العدس والأرز جيداً ومن ثم تنخيلها وتصفيتها من القشور كما أوضحت، لتأخذ مقدار محدد من الدقيق المطحون وتضيف بعض المواد الخاصة التي تحفظ الجودة وصولاً للمرحلة النهائية ألا وهي التعليب والتغليف.

وواجهت زينب عابد الكثير من التحديات خلال عملها في المشروع، ففكرة عمل المرأة في المطاحن ليس متعارف عليها كونها تقتصر على الرجال "سمعت الكثير من الانتقادات والتنمر لكنني لم أستسلم وواصلت عملي دون الانصياع إلى الأعراف البالية"، مضيفةَ "من أكثر الصعوبات التي واجهتني هو انقطاع التيار الكهربائي أثناء تجهيز المنتجات، وارتفاع أسعار المعدات والمواد الخام بسبب الحصار، إلى جانب إقبال المؤسسات التي ترعى مرضى حساسية القمح والسكري التي تفضل شراء المنتج المستورد بدلاً من الوطني".

وفي ختام حديثها قالت زينب عابد أنها تعمل ضمن فريق من النساء العاملات عند زيادة الطلبيات والمواسم من باب تحسين دخلهن ومعيشتهن، كما أنها تطمح إلى توسيع خط الإنتاج وإتاحة فرصة لتشغيل عدد من الأيدي العاملة، مؤكدة أن المرأة الفلسطينية أينما تواجدت تضع بصمتها الخاصة "تستطيع النساء الفلسطينيات تغيير واقعهن وتحسين أوضاعهن بأكثر من طريقة وتوظيف قدراتهن ومهاراتهن من أجل إيجاد مصدر دخل لإعالة أسرهن".