اقتصاد المرأة يوفر فرص عمل متنوعة للنساء
يعتبر الاقتصاد أحد الأعمدة التي تستند المجتمعات عليها فكلما كان الاقتصاد ناجحاً كلما كان التطور مستمراً، لاسيما إذا كان تعاونياً أو تشاركياً.
شيرين محمد
قامشلو ـ في إقليم شمال وشرق سوريا ومع انطلاق ثورة روج آفا سعى الأهالي لتطوير أنفسهم في كافة مناحي الحياة منها الاقتصادية، كما أن المرأة بشكل خاص سعت للاستفادة من الثورة لتطوير ذاتها.
اقتصاد المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا من بين المؤسسات التي لعبت دوراً مهماً في تطوير اقتصاد المنطقة والمرأة بشكل خاص، فقد سعى لتوفير فرص عمل للعديد من النساء الراغبات في بناء اقتصادهن الخاص من خلال المشاريع المتنوعة والمنتجة.
للتعرف على أهمية اقتصاد المرأة والمشاريع التي قام بإطلاقها في ناحية تربسبيه التابعة لمدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، قالت الإدارية في اقتصاد المرأة لمى خليل إن "هذه المؤسسة تعمل على تطوير النساء من الناحية الاقتصادية وتوفير فرص عمل لهن، فمشاريعنا الحالية تتمثل في الأفران ومشاريع صغيرة تعاونية واشتراكية في القرى منها خبز الصاج والتنور، بالإضافة إلى المشاريع الزراعية، وفي كل مشروع يوجد نظام داخلي تسير عليه المشاركات معاً لعمل أفضل".
وتابعت "نهدف من خلال هذه المشاريع إلى بناء اقتصاد خاص بالنساء لمساعدتهن في إعالة أسرهن وذواتهن أيضاً"، مضيفةً "لدينا أربع مشاريع للخبز في تربسبيه، ومشروع للزراعة في قرية مجاورة تعمل فيه 20 امرأة، وهناك تقوم العاملات بزراعة وحصاد أرضهن بشكل مستمر ومنتظم وتعاوني لوحدهن دون الحاجة لأي شخص آخر".
ولفتت إلى أن لاقتصاد المرأة أهمية كبيرة في العالم أجمع، فهي خطوة تساهم في تطوير المرأة والمجتمع على حد سواء "يجب على النساء ألا تتركن عملهن في الزراعة وأن تطورن أنفسهن من هذه الناحية كونها خطوة مهمة"، مبينةً أن النساء تشاركن أو تنضممن للمشاريع بإرادتهن "في كل فترة نقوم بزيارة الكومينات للبحث عن النساء اللواتي ترغبن بالعمل في المشاريع التي نقوم باقتراحها، كما نقوم أحياناً بجمع اقتراحات النساء حول المشاريع المراد اطلاقها، ونعمل على بنائها كخطوة لتوفير فرص عمل لهن، من أكثر المشاريع التي يطلب منا إنشاءها أو الرائجة في المنطقة المشاريع الزراعية والخياطة ومحال الحلويات إلى جانب أفران الخبز والمعجنات".
وأضافت "نسعى لمساعدة النساء اللواتي تقمن بتربية المواشي وغيرها من الحيوانات في القرى من خلال بناء مشاريع خاصة بهن، بالإضافة للنساء اللواتي تقمن ببيع الحليب ومشتقاته على قارعة الطريق أو أرصفة الشوارع في المدينة، نعمل على تخصيص أسواق خاصة بهن، بهدف توفير الوقت لهن والراحة كونهن تعملن في الصيف تحت أشعة الشمس الحارقة وفي الشتاء تتعرضن للبرد القارص على أرصفة الشوارع".
وعن الصعوبات التي تواجه عمل المؤسسة قالت إن الأماكن المناسبة لبناء المشاريع أبرز التحديات التي تواجه عملهم، "القدرات والإمكانيات ضئيلة إلى جانب ضيق الأماكن المخصصة تقف عائقاً أمام ضم عدد أكبر من النساء للعمل في المشاريع".
وتابعت "المرأة هي من تحدد مسار المجتمعات، فالمرأة الواعية والمثقفة وذات الخبرة تبنى مجتمع حر ومتطور وبالعكس، لذا يجب على الجميع دعم المرأة ويقدم لها الفرص لتطور من ذاتها وبالتالي مجتمعها".