إيران... الأزمة الاقتصادية تدفع الطلاب للعمل إلى جانب الدراسة

قال طلاب عاملين في معمل لتخزين الفواكه "بالرغم من التعب الذي أوجهه في العمل إلا أنني سعيدة بهذا العمل لأنني استطيع تغطية نفقاتي الجامعية الخاصة".

لارا جوهري

أورمية ـ أثرت الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران على طلاب وطالبات الجامعات، فالعديد من طلبة مدينة أورمية التي تستقبل جامعاتها الطلاب من جميع أنحاء البلاد، يضطرون للعمل إلى جانب الدراسة.

إن الأزمة الاقتصادية وتزايد نسبة البطالة ونقص عدد الوظائف أجبر الشباب/ات على العمل في وظائف منخفضة الدخل، لأنه حتى في حال توفر عمل أو وظيفة فإنها تمنح لأبناء الأسر التي لديها علاقات مع الحكومة.

وكالتنا التقت مع عدد من الطلاب/ات العاملين/ات للتعرف على ظروف عملهم، فهم يبدون متعبين لكنهم مصممين على إنهاء دراستهم الجامعية بالاعتماد على ذاتهم.

سعيدة قادر زاده من إحدى مدن أورمية، تبلغ من العمر 19 عاماً وتعمل في إحدى المعامل لتخزين الفاكهة تقول "أنا في الفصل الدراسي الأخير من قسم تصميم الجرافيك، نفقات الجامعة مرتفعة لدرجة أنه من الصعب علي تأمين احتياجاتي اليومية، لذلك اتجهت للعمل في معمل لتخزين الفاكهة، حيث أعمل من الساعة 8 صباحاً وحتى الـ 6 مساءً مقابل مائتي ألف تومان".

وعن ظروف العمل الشاقة والطقس البارد أوضحت "العمل متعب للغاية ومكان العمل بارد جداً. علينا أن نعمل بطاقة عالية جداً، حتى أنهم لا يقدمون لنا الطعام، ولا أي مقومات أخرى، لكن مجبرة على العمل نظراً لأنني أخطط لمغادرة إيران، فسوف أعمل لمدة شهر لكسب بعض المال، حلمي أن يكون لدي وظيفة مستقلة لكن في إيران ليس هناك أي أمل".

فايزة أحمدي من إحدى قرى أورمية تقول "نذهب إلى المخزن البارد في معظم الأيام مع زملائنا للعمل لأننا لا نملك أي نقود، وهناك نغلف كل أنواع الفاكهة، يقول لنا صاحب العمل أنه لنا الحق في تناول الفاكهة، لكن لا ينبغي أخذها إلى المنزل، في نهاية الدوام يتم تفتيش مقتنياتنا الشخصية من قبل رئيس العمل وبعض الرجال، ليتأكدوا أننا لم نأخذ شيء معنا".

وأضافت "الطلاب والطالبات والمراهقون وربات البيوت يعملون معنا هنا، وكلهم بحاجة إلى المال، لكن مائتي ألف تومان حقاً قليلة جداً. ولأنني أعاني من فقر الدم، أحياناً يرتجف جسدي كله من برد المخزن، وبالكاد أستطيع الاستمرار في العمل".