شيرين محمد

قامشلو ـ التسويق الإلكتروني عمل مريح للبعض وغير مريح للبعض الآخر، فهو كمثل جميع الأعمال لديه سلبيات وإيجابيات، فللتسويق مزايا متعددة منها الراحة، التسوق في أي وقت ومن أي مكان، مقارنة الأسعار بسهولة، تجنب الازدحام وأسعار أفضل.

السلبيات كذلك متعددة مثل الاحتيال، التأخير في التسليم، لا يمكن معاينة المنتج، التكاليف الخفية ورسوم الشحن، خدمة العملاء وإرجاع المنتج، رغم ذلك أصبح هناك الكثير من الفتيات والنساء اللواتي تلجأن للعمل في مجال التسويق الإلكتروني، إلى جانب أن هناك فئة من المجتمع أصبحت تتسوق أو تجلب مستلزماتها من الإنترنت ومن خلال صفحات التسوق الإلكتروني.

آلاف علي البالغة من العمر (25 عاماً)، إحدى الشابات اللواتي تعملن في مجال التسويق الإلكتروني وتبيع منتجاتها على مواقع التواصل الاجتماعي في ناحية عامودا التابعة لمدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، فهي تقوم بتزيين الهدايا وإعداد مباركات للمناسبات ولوحات تعازي وخطوبة وغيرها "عملنا بشكل عام يعتمد على الإنترنت ويناسب جداً الفتيات اللواتي لا تسمح لهن الظروف بالعمل خارج المنزل أو الأشخاص الذين يرغبون بإضافة عمل إلى جانب أعمالهم الأساسية".

وأضافت "معرفة كيفية تصوير المنتجات مهم جداً في هذه المهنة، فعبر الإنترنت تصل المنتجات للعالم بأكمله، فالعين يجذبها جمال التصوير أو ألوان المنتج وهذا ما يجعل المنتجات أكثر رغبة من غيرها"، لافتةً إلى أنها بدأت بالعمل منذ فترة قصيرة، كما أن عملها صاحبه ضغوطات وظروف نالت من إرادتها لفترة قصيرة لتبدأ من جديد في مجال عملها "طورت نفسي في مجال التسويق والإعلانات وهذا ما شجعني للبدء من جديد وبقوة وإصرار، فالتطوير مهم جداً في عصر السرعة وعملنا يتطلب السرعة في تطوير الذات".

وأشارت آلاف علي إلى أن "التخطيط المسبق للعمل مهم جداً للمضي بالمشروع نحو النجاح، فالتخطيط للأعمال التي ستقومون ببيعها والفئة المستهدفة من قبل المجتمع اختيارها صعب وهذا ما يحدد مدى الربح والنجاح"، مبينة أنها تسعى لتطوير أسلوبها في الحديث مع الزبائن "من أهم النقاط التي أركز عليها الآن هو طريقة حديثي مع الزبائن فيجب أن نكون دقيقين في التعامل معهم، وهذا من أهم ما يجب على المرء تعلمه في مجال التسويق الإلكتروني".

وتقول إنها تستلم الطلبيات بشكل يومي وعملها جعلها ذات خبرة في مجال التسويق الإلكتروني "المرأة العاملة تكون صاحبة شخصية قوية، لأنها حين تعتمد على ذاتها من الناحية الاقتصادية لا تعود بحاجة أحد، ولكن لا يزال هناك الكثير من الفتيات لا تسمح لهن عائلاتهن بالعمل، فهذا ما يعيق تطورهن واعتمادهن على ذاتهن".

وأكدت على ضرورة اهتمام الفتيات اللواتي تعملن في مجال التسويق الإلكتروني بأدق تفاصيل هذا المجال لأنه حساس ويحتوي على ثغرات عديدة، كما أن هناك العديد من الصفحات أو المواقع والأشخاص الذين يحاولون استغلال الفتيات بشكل كبير، لذلك يجب أن تكنّ حذرات في التعامل مع الصفحات أو الأشخاص.

وبينت أنه "قد يمر عام بأكمله على بداية المشروع دون بيع أي قطعة، هذا شيء طبيعي في ساحة التسويق الإلكتروني، يجب ألا تنكسر إرادتنا بل نستمر لنشر أعمالنا أو منتجاتنا وتطوير أساليب الإعلانات لدينا وهذا يتطلب عمل مستمر".

وفي ختام حديثها، دعت آلاف علي الشابات اللواتي تعملن في مجال التسويق الإلكتروني، إلى أن تطورن من عملهن بشكل مستمر فالفرص كثيرة، والتسويق الإلكتروني لا يعني فقط بيع القطع أو شرائها، بل هناك العديد من الأشخاص يقومون بإنشاء مواقع إنترنت وبيعها عن طريق التسويق الإلكتروني لشركات كبيرة أو مؤسسات كبيرة، ولكن هذا لم ينتشر في المنطقة بعد.