'المرأة ركيزة الحياة، والعمل الجماعي يقويها'
عندما تتكاتف النساء يصبحن أعمدة وركائز لبعضهن البعض، وتمنحهن الحياة الجمال والنجاح.
أفين زندا
شنكال ـ في يومنا الراهن تخوض النساء في جميع أنحاء العالم كفاحاً كبيراً ضد ذهنية الرجل المهيمن والنظام الرجعي. إن هذا النضال الذي تواصله النساء منذ آلاف السنين في جميع مناحي الحياة ضد العقلية التي تهين المرأة وتحط من شأنها وتقول إن المرأة لا تستطيع فعل أي شيء، قد وصل اليوم إلى مستوى يمكن فيه للمرأة أن تغير أسرتها ومجتمعها أيضاً.
على الرغم من أنه كان للمرأة مكانة بارزة في الديانة الإيزيدية القديمة، إلا أن النظام السلطوي فرض نفسه على العالم، ومن خلال ذلك النظام نفذت الفرمانات (حملات الإبادة الجماعية) وطبق الرق والعبودية على الشعوب والمجتمعات، وفي المجتمع الإيزيدي أيضاً مارس الرجل سيطرته وهيمنته على النساء، وقد أدى ذلك إلى احتجاز معظم النساء وبقائهن سجينات داخل المنزل، وسُلبت منهن حقوقهم في التنمية والعمل والتوظيف.
بعد الفرمان الذي تعرض له المجتمع الإيزيدي في الثالث من شهر آب/إغسطس عام 2014، حدثت العديد من التغييرات في المجتمع الإيزيدي. كان أحدها أنه في الماضي كان ينظر إلى عمل المرأة خارج المنزل على أنه عار، ولكن الآن تم تجاوز هذا الأمر على مستوى عالٍ. حيث تعمل نساء شنكال اللواتي اعتنقن فكرة الحياة الحرة والمتساوية بلا كلل لجعل هذه الفكرة حقيقة واقعة.
فبعد الفرمان بدأت النساء في شنكال العمل في جميع مناحي الحياة على مستوى كبير، وكان أحد هذه الأعمال هي الخياطة. أرزان حجي ونسيمة حجي هما صديقان تعملان معاً في الخياطة منذ ثلاث سنوات لإعالة أسرتيهما.
روت لنا نسيمة حجي قصتها القصيرة وقصة صديقتها أرزان حجي، فقبل الفرمان كانت نسيمة تسكن في مجمع بوريك في شمال جبل شنكال، وكانت صديقتها أرزان تسكن في قرية تل قصب بجنوب جبل شنكال. بعد مرور عامين أو ثلاثة على الفرمان عادت نسيمة من المخيمات إقليم كردستان إلى شنكال وذهبت لتلقي دورة تدريبية على الخياطة، وهناك أصبحت صديقة لأرزان حجي.
"بدأت العمل بمساعدة صديقتي"
وعن عملها وعمل صديقته قالت نسيمة حجي "بعد الدورة التدريبية فتحت متجراً لنفسي ولكنه كان صغيراً جداً، قالت لي صديقتي أرزان حجي أن متجري كبير، فلنعمل معاً. لقد قبلت اقتراحها ونحن نعمل معاً في هذه المهنة منذ ثلاث سنوات".
"نحن نعيل أسرنا ونتدبر أمور معيشتنا"
وأضافت "أنا وصديقي أرزان حجي مثل شقيقتين ونساعد بعضنا البعض كثيراً، ونقوم بكل أعمالنا ونؤمن احتياجاتنا معاً وأزواجنا لا يتدخلون ولا يمانعون ذلك. فنحن نذهب إلى مدن مختلفة لنؤمن احتياجاتنا ومستلزماتنا بأنفسنا. ونخيط الملابس حسب رغبة ورضا كل عملائنا. في الغالب نقوم بخياطة الزي الفلكلوري الخاص بثقافتنا. وأولئك الذين يزوروننا من أجل أن نخيط لهم الملابس ينبهرون عندما ينظرون إليّ وإلى أرزان ويتأثرون بنا ويريدون أيضاً العمل مثلنا. إنه لمصدر فخر وسعادة لنا عندما نجد أنفسنا قد أصبحنا قدوة لمحيطنا".
"لا يجب منع وإعاقة النساء"
وجهت نسيمة حجي دعوة إلى النساء وقالت "في المجتمع يقولون إن المرأة لا تستطيع العمل ويخلقون العقبات أمامها، لكن هذا خطأ. إذا لم يتم قطع مسار المرأة، يمكنها القيام بكل الأعمال بنجاح. الآن نقوم أنا وأرزان بإعالة أسرنا، ولا ننتظر أزواجنا أو نمد يد الحاجة إليهم. أدعو جميع النساء إلى العمل. لا ينبغي للمرأة أن تستمع إلى الناس، بل يجب عليها أن تزيح جميع العقبات من أمامها".
وبدورها تحدثت أرزان حجي عن أهمية العمل وقالت "قبل العمل في الخياطة لم تكن حياتنا جيدة بسبب تأثير الفرمان الكبير علينا، كان الأمر صعباً عندما كنت وحدي في المنزل ولكن بعد صداقة نسيمة وعملنا تحسنت حالتي النفسية. يجب على جميع النساء الإيزيديات بناء حياة لأنفسهن خارج المنزل من أجل إزالة آثار الفرمان من أنفسهن ومن المجتمع".
"يجب على المرأة تجاوز العقبات"
وأكدت "مهما كان العمل يمكن للمرأة القيام به، فنحن الآن نقوم بأعمالنا المنزلية وعملنا في الخياطة معاً. يجب ألا يقف المجتمع في طريق المرأة. أدعوا جميع النساء إلى الكفاح والنضال والوقوف في وجه العقبات التي تعترض طريقهن".
https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/13-06-2022-sengal-dema-jin-ji-hev-re-dibe-situn%20%281%29.mp4