سعاد سليمان والدة الشهيدة آفاشين كسرى التي استشهدت في الثامن من آذار/مارس، يوم المرأة العالمي على أرض عفرين، باركت استشهاد ابنتها وقالت "آفاشين قاتلت دائماً من أجل حماية أرضها. وحتى اللحظة الأخيرة كانت معنوياتها قوية وعالية، لقد زرعت وردة لي في عفرين، أن يوم استشهادها هو يوم تاريخي".

 

عبير محمد

قامشلو - . خلال الثورة في روج آفا على وجه الخصوص ومع قرع أجراس الحرب، قاتلت آلاف النساء من أجل الحرية وشاركن في المعارك في الخطوط الأمامية للحرب، ومثال على ذلك هي وحدات حماية المرأة، وقوى الأمن الداخلي ـ المرأة، وقوات الحماية الجوهرية للمرأة. والعديد من القوات الأخرى التي تشارك فيها النساء. ومن بين هؤلاء النساء آفاشين كسرى من مقاطعة قامشلو في شمال شرق سوريا، التي انضمت إلى المقاتلين من أجل الحرية في سن مبكرة وشاركت في الصفوف الأمامية. في يوم المرأة العالمي في مدينة عفرين وصلت آفاشين إلى مرتبة الشهادة، حيث وصف المحيطين بها هذا اليوم بيوم النصر والمقاومة. والدتها سعاد سليمان تحدثت لنا عن حياة ومقاومة ومسيرة الشهيدة آفاشين كسرى.

 قالت سعاد سليمان عن طفولة آفاشين كسرى "ولدت آفاشين في قامشلو في ربيع 1999. كنت سعيدة جداً عندما ولدت آفاشين. لفتت أفاشين انتباه الناس منذ طفولتها، وكانت لها علاقة قوية مع شقيقها الأكبر. كانت ذكية وقوية للغاية، لكن في المدرسة كانت تعاني من ضعف لأنها كانت خائفة ولا تحب القراءة. كان الشيء الأكثر إثارة بالنسبة لها هو الرقص، فانضمت إلى فرقة بوطان للثقافة والفن منذ أن كانت في الصف السابع ".

 

"دعم آفاشين لأصدقائها وحبها للحماية"

لفتت سعاد سليمان الانتباه إلى تواضع آفاشين كسرى ودعمها لأصدقائها وحبها لحماية أرضها "قررت آفاشين الانضمام إلى قوى الأمن الداخلي - المرأة عام 2013، في ذلك الوقت ضحكت وقلت أن عمرك صغير  وغير مسموح له بالمشاركة، فكان جوابها "أنا صغيرة السن ولكنني طويلة واللباس العسكري يليق بي". كان عمرها صغيراً، لكن أفكارها ومواقفها كانت أكبر من عمرها. مكثت في أسايش  المرأة لمدة عامين وشاركت في العديد من المعارك، كل من تعرف على آفاشين أحبها. غالباً ما كانت تناوب عوضاً عن زملائها أثناء مرض أحدهم، ولم تكن تتخلى عن زملائها.  تقترب الذكرى السنوية الرابعة لاستشهادها، منذ يوم ولادتها حتى يوم استشهادها كنت دائماً فخورة بها. كانت آفاشين هي فرحة هذا المنزل، وكانت دائماً متحمسة وواسعة المعرفة."

 

"قرار الالتحاق بصفوف حركة الحرية والانتقام للشهداء"

تقول سعاد سليمان أن آفاشين كسرى قررت في عام 2014 الانضمام إلى مقاتلي الحرية حيث ازدادت لديها رغبة الانتقام بعد استشهاد اثنين من رفاقها، "في عام 2014 وخلال مراسم تشييع الشهداء صعدت آفاشين على المنصة وأعلنت بأعلى صوتها وقالت إنني أعاهد هذين الشهيدين، وفي ذلك الوقت قررت الانضمام إلى حركة الحرية. قلت لها هل سوف ستوفين بعهدك للشهيدين وأنت مريضة؟ فقالت لو لم أكن واثقة من ذلك لما عاهدتهم بذلك. تعرفنا على الحركة منذ مدة طويلة، ولقد نشأنا على هذا الدرب، ونقول لقد حان وقت الثورة. فلوا عارضت أنا انضمام ابنتي إلى الثورة لكان ذلك خيانة للثورة. لقد ساندت آفاشين وقلت أنها يجب أن تكون وفية لعهدها، وهي كانت واثقة من نفسها".

 

"أذا استشهدت يجب أن تكوني فخورة"

قالت سعاد سليمان أن آفاشين كسرى كانت دائماً تتحلى بروح معنوية قوية ولا تخشى الموت "كانت آفاشين دائماً مبتسمة وسعيدة، ويظهر هذا في صورها، كانت قوية وقد محنت القوة لأصدقائها. بعد سنوات عديدة تمكنت من رؤيتها، أصيبت في معركة منبج، لم تظهر الألم، كانت دائماً في حالة معنوية جيدة. قالت لي "أمي لا تخافي علي، لن استشهد وعندما استشهد فيجب أن تكوني فخورة بي، لأن هذا هو ما أحب". قولها هذا أثر علي كثيراً. في عام 2016 توجهت إلى عفرين، ولم أكن أدري وقتها أنها تودعني للمرة الأخيرة. أنا اخترت لها اسم آفاشين، وكنت أشعر بسعادة كبيرة عندما كنت أسمع رفاقها ينادونها باسم آفاشين. منذ أن ولدت وحتى يوم استشهادها كنت أشعل الشموع في يوم ميلادها، رغم أنني كنت أعلم أنها لن تأتي".

 

"صعدت آفاشين مرتبة الشهادة في يوم 8 آذار"

قالت سعاد سليمان أن آفاشين كسرى وصلت إلى مرتبة الشهادة في الثامن من آذار/مارس، اليوم العالمي للمرأة، وهو يوم تاريخي بالنسبة لها، "لم تفقد معنوياتها في ساحة المعركة وكانت دائماً على استعداد للمشاركة في الدفاع عن هذا البلد، وعندما رأيت قوتها ومعنوياتها العالية، شعرت بالراحة. على الرغم من كل الحرب التي دارت، كان الشيء المهم بالنسبة لي هو أن ابنتي لم تفقد روحها المعنوية. كانت هناك حرب عنيفة في مدينة عفرين أثناء هجمات الدولة التركية، وكنا كعائلة نستعد لمثل هذا اليوم، لأنها عندما عاهدت بالانضمام إلى قوات الدفاع، علمنا أن آفاشين كانت مشروع شهادة. في 8 آذار/مارس 2018 وصلت آفاشين إلى مرتبة الشهادة في مدينة عفرين، في يوم استشهادها كانت معنوياتها قوية. وقبل استشهادها احتفلت مع جميع رفيقاتها باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 آذار".

 

"زرعت وردة لي في عفرين"

زرعت وردة في عفرين ... بهذه الكلمات عبّرت سعاد سليمان عن فخرها بابنتها، قائلة "لم يكن لدي أي فرصة لرؤية ابنتي في عفرين، ما يسعد قلبي هو أن قلبينا التقيا. عندما أنظر إلى تاريخ ميلادها وانضمامها واستشهادها، أقول أن آفاشين ولدت لتسطر التاريخ، وأن تترك ورائها حدثاً تاريخياً. ولدت آفاشن ليلة رأس السنة، ووصلت إلى مرتبة الشهادة في يوم المرأة العالمي، وتمت مراسم تشييعها الأخيرة في 12 آذار، يوم انتفاضة قامشلو. أقول دائماً إنني زرعت وردة في عفرين".

 

"أبارك شهادتها على جميع نساء العالم"

وفي نهاية حديثها باركت سعاد سليمان استشهاد آفاشين كسرى على جميع نساء العالم "لم أستطيع وصف لحظات سماعي خبر استشهادها أو التعبير عنه بالكلمات، لقد كان امراً مؤلماً جداً، رغم هذا الألم أنا فخورة جداً باستشهادها ومقاومتها. خسارة أن يفقد العالم ضحكتها، وكذلك جميع شهدائنا. في ٨ آذار ٢٠٢٢ يدخل استشهاد آفاشين عامه الرابع. أبارك استشهادها على كل نساء العالم وأهالي الشهداء. آفاشين وجميع رفاقها الذين استشهدوا في سبيل الحرية هم الذين ينيرون دربنا، وسوف نلتزم بنهجهم، الشهداء أحياء إلى الأبد، والنساء هم الحياة الحرة".

 

https://www.youtube.com/watch?v=C0SyDeV8nhk&feature=emb_title

 

https://www.youtube.com/watch?v=sN7oOqg2yEw