من الاتحاد إلى قيادة ثورة المرأة (10)

لقد تم تحديث وإحياء الثقافة من قبل النساء ويمكن رؤية مثالها مرة أخرى في روج آفا. تم الحفاظ على الثقافة الأم من قبل المرأة - الأم على الرغم من إخفائها من قبل السلطات

'أحدثنا ثورتنا الثقافية داخل الثورة'

حول عمل ونشاط الهلال الذهبي قالت روكن محمد الإدارية في الهلال الذهبي "الثقافة ركيزة أساسية لأمة ديمقراطية تقوم على المساواة بين الشعوب". 
 
 روناهي نودا
قامشلو - . كما يتم نقلها إلى الأجيال الجديدة حفاظاً عليها من الضياع. وعندما يتم ذكر الثقافة، فإن أول ما يتبادر إلى ذهن المرء هي الأشياء القديمة والحرف اليدوية للأمهات والقصص والأدب واللغة والغناء الشعبي والأدوات التاريخية. وقد لعبت الثقافة والفن أدوراً مهمة في ثورة روج آفا أيضاً. حيث تم إنتاج العديد من الأغاني والمسرحيات والرقصات والأفلام السينمائية والأفلام الوثائقية حول المقاومة. كما تركت الثقافة والفن بصماتهما على تاريخ الحروب والانتصارات. وفي عام 2016 تم إنشاء الهلال الذهبي الذي يعتمد أيضاً على ثقافة وفن المرأة. انضمت العديد من الأمهات والنساء والشابات والأطفال إلى الهلال الذهبي وأعادوا ثقافة المرأة بآلاتهم وأغانيهم ورقصاتهم. كما يقومون بحماية الثقافة الأم من الضياع. وحول عمل وأنشطة الهلال الذهبي شاركتنا روكن محمد الإدارية في الهلال الذهبي آرائها.
 
"نشأت ثقافة وفن المرأة في ثورة التاسع عشر من تموز" 
بينت روكن محمد أنهم دافعوا عن استقلاليتهم بشكل عام "قبل ثورة روج آفا كانت هناك أعمال ثقافية وفنية. في تلك الأيام، كان عمل الثقافة والفن عاماً، وعلى الرغم من ذلك استطعنا أن نحمي هوية المرأة. ونظراً لتقاليد المجتمع، لم تستطع المرأة المشاركة في عمل وأنشطة الثقافة والفن. ولكن مع ثورة التاسع عشر من تموز أنشأنا ثقافة وفن المرأة وهدفنا إلى كشف القوة الخفية للمرأة. فقد تعرضت ثقافة الشعوب للصهر من قبل الحداثة الرأسمالية والدول ذات السيادة، لذلك كنا بحاجة إلى العمل بشكل مستقل من أجل إعادة إحياء ثقافتنا وإنتاجها ورعايتها ونشرها. وبجهد كبير أنشأنا مراكز مستقلة بشكل رسمي في عام 2016".
 
"حافظنا على إرث المرأة"
أوضحت روكن محمد أن مهمتهم كانت إحياء إرث ثورة روج آفا "لقد أعددنا لوائحنا وفقاً لهدف حركة وتاريخ المرأة. بعد إعداد المركز تم توسيع فروع ثقافة وفن المرأة سنة بعد سنة. كان هدفنا الأول الحفاظ على إرث ثورة روج آفا التي عُرفت بثورة المرأة. ومهمتنا كنساء هي نشر ثقافة الأم في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2017 عقدنا أول مؤتمر لنا وحضره 200 مندوب من المكونات الكردية والعربية والآشورية والشركسية. في المؤتمر الأول أطلقنا على أنفسنا اسم الهلال الذهبي. بعد المؤتمر افتتحنا مكاتبنا الأولى في حلب وعفرين. كما تم فتحها على مستوى منطقة الفرات. كما فتحنا مدارس للأطفال. ومع توسع فروعنا، أنشأنا نشاطاً في العمل من ناحية الغناء الشعبي والأغاني وألحان النساء وعواطفهن".
 
"أظهرت الأمهات الثقافة الأصيلة للمرأة"
وأشارت روكن محمد إلى أن السلطات تهاجم ثقافة الشعوب، "تهاجم الدول ذات السيادة باستمرار ثقافة الشعوب وتاريخها، واتضح ذلك من خلال الهجمات على عفرين التي تتميز بتاريخ عريق وطبيعة مميزة. كما تم استهداف تل حلف في سري كانيه. وقد أظهر احتلال المدن التاريخية أن دول الاحتلال كانت تقوم بهجوم إبادة على ثقافة الشعوب. وعلى هذا الأساس قمنا بجمع أرشيف المرأة وصوت النساء في بداية عملنا. كان هناك العديد من النساء المنسيات وتواصلنا مع هؤلاء النساء من خلال أعمالنا الأرشيفية وقمنا بإظهار أصواتهن التراثية القديمة إلى العلن. بالإضافة إلى أصوات النساء قمنا بكشف وإظهار فولكلور وطعام والآلات القديمة وأغاني وألحان وأزياء الثقافات. هدفنا هو إحياء ثقافة الشعوب وجعلها موطن التاريخ. وكان من بين الأعمال التي قمنا بها تشكيل فرقة فلكلورية للغناء الشعبي من الأمهات. في البداية واجهت تلك الأمهات الصعوبات بسبب عادات وتقاليد المجتمع، ولكنهن في كل مرة خرجن فيها على المسرح تخطين تلك الصعوبات. قادت الأمهات لجنة الثقافة والفن، ومن خلال مساهمتهن أظهرن الثقافة الأصيلة للمرأة ـ الأم".
 
"نريد نقل ثقافة رواية القصص إلى الأجيال الجديدة"
لفتت روكن محمد إلى القصص القديمة "أثناء جمع الأرشيفات قمنا أيضاً بجمع القصص القديمة. أنشأنا مشروعاً وأردنا تقديم وعرض هذه القصص بطريقة مختلفة على قناة JIN TV.  بعد أن قمنا بإعداد خمس حلقات وعرضها على التلفاز فرحت الأمهات بها جداً. نريد أن ننقل ثقافة القصة إلى الأجيال القادمة لحمايتها من الضياع. كما أنشأنا قسماً للغناء الشعبي للأمهات والأطفال فقط. أردنا نقل تراث الغناء الشعبي من جيل إلى جيل المستقبل. لقد أدخلنا ثقافة جميع الشعوب في عملنا ونشاطاتنا وفقاً لثقافة الأمة الديمقراطية. فالثقافة ركيزة أساسية لأمة ديمقراطية تقوم على المساواة بين الشعوب. أردنا إضفاء لوننا على العالم بأسره من خلال عمل الثقافة والفن. منذ بداية تأسيسنا وحتى الآن قمنا بإنشاء العديد من المشاريع الكبيرة للنساء ولعبت فيها المرأة العديد من الأدوار المهمة. نحن شعب شمال وشرق سوريا نعيش مع العديد من المكونات، لذا فإن ثقافاتنا قريبة من بعضهما البعض. وتشارك جميع المكونات بثقافتها وفنها في الأعمال والأنشطة التي نقوم بها. ووفقاً لهيئة الثقافة، يقام مهرجان مشترك للمكونات مرة كل سنة. تكون الثقافة من طبيعة المرأة. وقد تمت كتابة العديد من الأغاني الثورية بأقلام النساء. شاركت فرق مستقلة لأول مرة في مهرجان أوركيش، حيث شاركت بآلاتها ومعداتها الخاصة. كما فازوا بالجائزة الأولى. قامت النساء بالعديد من الأنشطة الكبيرة من أجل العودة إلى الوطن ويمكننا القول إنه تم تحقيق نتائج إيجابية أيضاً. لقد لعبت الثقافة والفن دوراً في الثورة".
 
"المرأة العربية رائدة الثقافة والفن"
لفتت روكن محمد إلى المناطق العربية "عملنا يشمل جميع المكونات. في البداية أرسل المكون العربي أطفالهم، لكن عندما كانوا يبلغون 12 أو 13 سنة يقولون إنهم قد كبروا ويجب أن يبقوا في المنزل، لكننا كنا نهدف إلى تغيير هذا المعتقد وأحدثنا ذلك التغيير بالفعل، والآن تشارك الأمهات بملأ إرادتهن وعن طيب خاطر في أعمال الثقافة والفن. في البداية واجهنا صعوبة، وهن أيضاً كن مرتابات بسبب عادات وتقاليد المجتمع، ولكن بعد أن افتتحنا المراكز في المناطق العربية، كان هناك إقبال جيد. حيث كافحت النساء العربيات لإظهار ثقافتهن وفنهن الأصيل. ويمكننا القول إن المرأة العربية أيضاً فهمت مشروع الأمة الديمقراطية الذي قدمه القائد عبد الله أوجلان. كما ظهرت العديد من فرق المسرح والرقص والغناء والموسيقى المستقلة في المناطق العربية. والمرأة العربية رائدة الثقافة والفن.  وقد قمن بإعداد المسرحيات التي تتحدث عن تعدد الزوجات وزواج القاصرات والتي هي الأكثر شيوعاً في المجتمع العربي ووجهن رسالة إلى مجتمعهن".
 
"افتتحنا دورات التعليم المهني والثقافي"
ذكرت روكن محمد أنهم قاموا بثورة ثقافية داخل الثورة "إن النساء اللاتي يقمن بأعمال الثقافة والفن كان لهن دور كبير في احتفالات يوم الثامن من آذار وعيد نوروز وكذلك ذكرى الشهيدة مزكين. ونحن كالهلال الذهبي قمنا أيضاً بتأليف أغنية عن الشهيدة مزكين. نحن نعتبر عيشة شان ومريم خان والمغنية مزكين مدرسي الفن بالنسبة لنا، ولهن تأثير مختلف على الناس. قمنا بثورة ثقافية داخل الثورة، طبعاً ظهرت أيضاً بعد النواقص وأوجه القصور لدينا. حاولنا معارضة النظام الرأسمالي، لذا أنشأنا نظامنا الخاص. تم إنشاء العديد من مشاريعنا مثل الأزياء والملابس الشعبية التقليدية، وافتتاح الورشات وتطوير الحرف اليدوية. كما كانت مشاهدة الأفلام التركية والهندية قد أصبحت واسعة النطاق في المجتمع، لذا قمنا بتنبيه وتحذير المجتمع من متابعتها، وأوجدنا بدائل لنصنع أفلام المقاومة الخاصة بنا. لقد افتتحنا دورات التعليم المهني والثقافي ونقوم بتعليم النساء والشابات والأطفال. كما قمنا بإعداد العديد من المعلمات".
 
"الأطفال هم مستقبلنا"
أوضحت روكن محمد أنهم أنشأوا مشاريع للأطفال أيضاً، "يبقى كل ما يتعلمه الناس منذ الطفولة في ذاكرتهم، لأن أدمغتهم لا تزال نظيفة. كان الأطفال يركزون جميعاً على آلة البزق (الطمبور)، لكننا جعلناهم يحبون آلات أخرى مثل القيثارة والمزمار والكمان والعديد من الآلات الأخرى. بدأنا العديد من التدريبات المهنية. كما قدمنا دروساً في الرقص وحول كيفية استخدام تعابير الجسم والوجه. أيضاً قمنا بتنفيذ العديد من المشاريع في مجال الرقص والمسرح، وطورنا المشاريع في كل منطقة حسب ثقافتها. وحاولنا منحهم تدريباً نظرياً وعملياً. والآن يوجد لدينا في شمال وشرق سوريا عشرات الفرق والمئات من الأطفال. الأطفال هم مستقبلنا لذا نقوم بتطويرهم ثقافياً ولغوياً. يقام مهرجان الأطفال كل عام وقد أقيمت ستة مهرجانات حتى الآن. وقد تم تنظيم المهرجانات الأربعة الأخيرة من قبل الهلال الذهبي. في البداية اهتممنا بفن الأطفال فقط ولكننا اهتممنا بالثقافة أيضاً فيما بعد. لقد أنشأنا فرق وتنسيقيات الأطفال الخاصة في مراكزنا. ونظراً لأن الأطفال الآن ينشغلون جداً بالهواتف أو التكنولوجيا، قدمنا لهم مشاريع لعب الأطفال بالطين والألعاب القديمة والأطعمة الشعبية من أجل إبعادهم عن التكنولوجيا. وصنعنا لهم السليقة (الدانوك) في أحد المهرجانات. يقوم الأطفال بأنفسهم بالعزف على الآلات الموسيقية ويغنون الأغاني الخاصة بهم".
 
"الثقافة ملك الشعوب والمجتمعات"
وفي نهاية حديثها كشفت روكن محمد عن الخطط والمشاريع المستقبلية "لقد مر عام تقريباً منذ أن أنشأنا استوديو الشهيدة برجم حيث تقدم الفرق فنها هناك. قمنا بتأليف أغنيتين عن حفتانين والشهيدة زيلان. سنفتتح أكاديمية للثقافة والفن. كما سنقوم بتوسيع مدرسة الأطفال. وبالنسبة لزوجات الشهداء نريد أيضاً مساعدتهن في مجال الفن والاهتمام بهن. ونقوم بإعداد أكاديمية المرأة للثقافة والفن. كما سنفتح دورات للغة. وأخيراً، أدعو كل امرأة إلى الحفاظ على هويتها ولغتها. لا يجب حصر الثقافة ضمن إطار، فالثقافة هي ملك الشعوب والمجتمعات. نحن مرآة المجتمع ويجب أن نحافظ على ثقافة الشعوب وأن ننسج الثقافة الأصيلة معاً".
 
غداً: لجنة البيئة  
 
https://www.youtube.com/watch?v=lMPxCmt1LZo
 
https://www.youtube.com/watch?v=Otp20FgqMrQ
 
https://www.youtube.com/watch?v=35idCSPN1AI&feature=emb_title