للمرأة الأفغانية دور هام في تاريخ الفن والحرب (6)
في السنوات العشرين الماضية في ظل حكم الناتو والدول القمعية، وقع الغبن مرة أخرى على النساء الأفغانيات وواصلت النساء نضالهن. مع سيطرة طالبان مرة أخرى، ورغم كل الصعوبات والمخاطر، لم تقف النساء مكتوفات الأيدي، واستمرين في القتال.
بهاران لهيب
كابول ـ هاجمت الولايات المتحدة، بالتحالف مع 45 دولة قوية أخرى، أفغانستان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2001 تحت ستار محاربة الإرهاب ومنح المرأة حقوقها، فمن 7 تشرين الأول/أكتوبر 2001 وحتى 15 آب/أغسطس 2021، حولت الحكومة الديكتاتورية الأمريكية في أفغانستان البلاد إلى أكثر دول العالم فساداً وانعداماً للأمن ومعادية للمرأة وأكثرها بؤساً.
لم يكن هدف أمريكا وحلفائها من خلال غزو أفغانستان توفير السلام والاستقرار وحقوق المرأة للأفغان، ولكن مصالحهم السياسية والاستراتيجية والاقتصادية كانت في المقدمة.
خلال هذه السنوات اندلعت الحرب بين طالبان والقوات الحكومية في كل جزء من أفغانستان. تظهر الإحصاءات الرسمية التي أعلنتها الحكومة نفسها أن أكثر من مائتي جندي أفغاني يقتلون كل يوم. كان عدد كبير من المناطق والقرى في أفغانستان في أيدي طالبان. يوماً بعد يوم تزداد إحصائيات الفقر والبطالة والهجمات الانتحارية والقتل المتسلسل وقتل النساء والعنف الأسري وجرائم الشرف والاغتصاب والرجم ومئات الجرائم الأخرى في المجتمع.
مع الإطاحة بحكومة طالبان وتشكيل حكومة جديدة بدعم من الولايات المتحدة، تم تشكيل اللويا جيركا "هيئة استشارية قبلية" لوضع دستور جديد للبلاد والموافقة عليه. كان معظم الأشخاص الذين شاركوا في هذا المجلس هم قادة المجموعات الرئيسية في أفغانستان الذين شاركوا في الحرب الأهلية في الأعوام 1989ـ 1992 وارتكبوا جرائم حرب. كما شاركت النساء في المجلس، ومن بينهن امرأة تدعى مالالي جويا من إقليم فرح. ألقت مالالي جويا خطاب قصير لكن كان له أثر كبيرة، فكسرت حالة الصمت والخوف ضد المجرمين ووصفتهم بمجرمي الحرب وطالبت بمحاكماتهم. وبعد ذلك اليوم، أصبحت مالالي جويا رمزاً للشجاعة وقدمت عملاً قيماً في النضال ضد الأصولية ومناهضة الاحتلال.
في عام 2005، دخلت مالالي جويا البرلمان الأفغاني كممثلة لأهل فرح. ولم تبقى هناك مكتوفة الأيدي واستمرت في نضالها، ووصفت البرلمان الأفغاني بـ "الطويل" وكان هذا سبب قيام فريق الإخوان بطردها من البرلمان.
بلقيس روشان كانت ممثلة للشعب الأفغاني في البرلمان من ولاية فرح. في الجولة الأولى من انتخابات مجالس المحافظة، انتخبت لعضوية مجلس فرح، وبسبب الخدمات العديدة التي قدمتها لأهالي ذلك الأقليم، وخاصة أبناء القرى النائية، ترشحت للجولة الثانية من الانتخابات. وفازت في انتخابات مجالس المحافظات بإصرار وتأييد السكان المحليين، ووصلت إلى مجلس الشيوخ الأفغاني بغالبية الأصوات.
في عام 1392، عندما دعت الحكومة الأفغانية بقيادة كرزاي 2500 ممثل لمناقشة توقيع الاتفاقية الأمنية بين أفغانستان وأمريكا، كانت بلقيس روشان المرأة الوحيدة التي عارضت توقيع هذا الاتفاق. ومع ترديد شعار "الاتفاق مع أمريكا خيانة!" غادرت قاعة لويا جيركا.
في الانتخابات النيابية لعام 2017، كانت بلقيس روشان هي المرشحة البرلمانية لإقليم فرح، وأصبحت صوت شعب بلادها المعذب ورفعت صوتها ضد كل أنواع الظلم مستخدمة البرلمان والمنصات الإعلامية.
في عام 1999، عقدت "لويا جيركا" اجتماع في كابول وأطلقت سراح 5000 من عناصر طالبان من السجن. وقالت بلقيس روشان، التي شاركت في هذه الجلسة، وأطلقت شعارها "منح الفدية لطالبان الوحشية خيانة وطنية". وعبرت عن رفضها، وتعرضت لهجوم مسلح من قبل إحدى نساء أمن غاني.
على الرغم من أن بلقيس روشان كانت ممثلة لشعب فيريت في المجلس، إلا أن أفكارها وآرائها دائماً كانت على صواب، ولهذا السبب كان لها مكانة في قلب كل شعب أفغانستان ويحترمها الشعب دائماً باعتبارها امرأة بطلة وشجاعة وجريئة.
كانت سيلي غفار المتحدثة باسم "حزب الوحدة الأفغاني" (أحد الأحزاب الديمقراطية القليلة في أفغانستان التي كان لها أنشطة مكثفة ومساهمة قيمة في توعية الشعب)، من خلال نشاطاتها كانت سيلي غفار هي صوت شعب أفغانستان ودائماً ما كانت تفضح المجرمين والفاسدين.
بعد عودة طالبان تغيرت حياة الشعب، احتجت النساء الأفغانيات في جميع أنحاء البلاد، وعلى الرغم من أنهن واجهن عنف طالبان، إلا أنهن لم تنزلن راية الحرية.