لأول مرة استخدام القنابل العنقودية في تل تمر... ما الهدف؟
انتهك الاحتلال التركي آلاف المرات الاتفاق الذي وقع في 17 و22 تشرين الأول/أكتوبر 2019، بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة على وقف إطلاق النار في منطقة سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض في شمال وشرق سوريا.
سوركول شيخو
الحسكة ـ يظهر انتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار أن الدولة التركية لم تلتزم بالقانون الإنساني الدولي وقصفت قرى مدنية. وسقط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، فضلاً عن قصف أماكن عامة كالمدارس والمؤسسات العامة مثل بلدية الشعب ومجلس المدينة، بالإضافة إلى أماكن العبادة.
وخلال هذا الأسبوع يمكن القول إن الدولة التركية تريد الإعلان ضمنياً عن هجمات على مناطق شمال وشرق سوريا بما في ذلك تل تمر وقراها. وتعرضت كنيسة مار ساوا بقرية تل طويل غربي ناحية تل تمر للقصف هذا الأسبوع من قبل الدولة التركية التي تدعي الإسلام ويفترض أنها تحمي المساجد والكنائس. وقبل عدة أشهر تعرض مسجد بقرية دردارة شمال الناحية مجدداً لقصف مدفعي. ومما لا شك فيه أن الهجمات التي تحدث اليوم وتعرض حياة المدنيين للخطر ليست جديدة وليست بشيء خارج نطاق المألوف. يجب على العالم أن ينظر إلى مناطق شمال وشرق سوريا من هذا المنظور وأن يوقف خطة الإبادة الجماعية لشعوب المنطقة بكل مكوناتها على يد القوى الدولية المهيمنة. يجب أن يعلموا أن أولئك الذين يعيشون هناك هم أيضاً بشر ولهم الحق في الحياة، ولم يأتوا إلى العالم ليموتوا.
قصف كنيسة مار ساوا في تل طويل
كما فجرت مرتزقة داعش 8 كنائس آشورية في منطقة تل تمر عام 2015، فإن الدولة التركية المحتلة اليوم تفعل الشيء نفسه دون تمييز، وقامت بقصف كنيسة مار ساوا التي أصبحت معبداً للشعب الآشوري، حيث كانوا يقومون بأداء طقوسهم الدينية، وكانت أصوات أجراس الكنيسة تبعث الأمن والطمأنينة في نفوس الناس. يجب حماية أماكن العبادة في الحرب، لكن الدولة التركية استهدفت الكنيسة عن عمد، وسط صمت دولي. قُتلوا الآشوريون والأرمن والسريان بالسيوف، والآن يريدون قتلهم بالمدافع، بينما الشعب الآشوري يقاوم جنباً إلى جنب مع الكرد والعرب، وهذه الوحدة أدت إلى إثارة جنون الدولة التركية وقصف كل مكان.
استخدام القنابل العنقودية
ولم يقتصر الأمر على ذلك، ففي 4 حزيران/يونيو الجاري، قصف الاحتلال التركي ومرتزقته قرية أم الكيف التي يقطنها مئات المدنيين. لكن القنابل كانت مختلفة هذه المرة، لم تكن مثل المدافع التي كانت تُلقى دائماً. هذه المرة ألقوا قنابل عنقودية أمام مرأى العالم. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إلقاء قنابل عنقودية في ناحية تل تمر. عندما يتم إلقاء قنابل عنقودية، فإنها في بعض الأحيان لا تنفجر وتصبح بمثابة الألغام، وتنتشر في الأرض. بالطبع عندما يحدث ذلك فإن هذه القنابل تبقى لأيام وشهور وسنوات. وهذا يشكل خطراً كبيراً على النساء وكبار السن والأطفال. خاصةً على الأطفال الذين يلعبون في الحقول وكذلك الرعاة.
استخدمت القنابل العنقودية على نطاق واسع في النزاعات الأخيرة، من حرب كوسوفو إلى العراق وجنوب لبنان. كما أن 40% من هذه القنابل لا تنفجر وقد تستمر لعدة قرون. القنابل العنقودية التي استُخدمت على نطاق واسع في حرب فيتنام، ومئات قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ التي تناثرت على مساحات واسعة، لا زال البعض منها لم ينفجر.
القنابل غير المتفجرة مثل أفعى جريحة
القنابل الغير منفجرة يمكن أن تبقى لسنوات طويلة، ولكنها تنفجر حين تلمسها الأيادي. هذا النوع من الذخيرة يثير انتباه الأطفال بشكل خاص بسبب لمعانها وألوانها الزاهية. وحين يلمسها الأطفال، أو يصيبها الأطفال بحجر فإنها تنفجر مما يؤدي إلى فقدانهم حياتهم. وتحدث هذه القنابل انفجاراً قوياً يمكن أن يمتد تأثيرها لنحو كيلومترين.
بالحصول على موافقة استخدامها ستكون هناك هجمات جديدة
استخدام هذه القنابل يعتبر جريمة حرب وهو محظور دولياً. لهذا السبب يجب على القوات الضامنة روسيا والولايات المتحدة أن تنظر إلى هذه الأحداث بجدية شديدة وأن تجد حلاً، لأنه إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن تركيا سوف تستخدم مستقبلاً أسلحة محظورة أخرى دون أن تبدي أية جهة أي رد فعل يذكر.
إذا كان الاحتلال التركي قد حصل اليوم على الموافقة على استخدام الأسلحة المحظورة، فليس من المستبعد أن تشن غداً هجوماً شاملاً على مناطق شمال وشرق سوريا. نحن نواجه هجوماً وحرباً كبيرة، وعلى الجميع التصرف وفقاً لمهامهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم.