عام النساء في مخيم مخمور

مخيم الشهيد رستم جودي "مخمور" هو أحد الأماكن التي ناضلت فيها النساء وقاومن ضد جميع أنواع العنف وسياسات الاحتلال والاعتداءات خلال عام 2022.

كولان آفريل

مخمور ـ بالنسبة للشعب الكردي فإن كل عام يصبح أكثر أهمية من العام الذي سبقه. كان عام 2022 عاماً صعباً من النضال للشعب الكردي وخاصة للنساء، حيث أظهر أن المرأة الكردية أقرب إلى الثورة والحرية أكثر من أي وقت مضى.

نتيجة للمزيد من التضحيات الجسام اقتربت المرأة الكردية إلى حد الانتصار والحرية. هذه الموجة من الحرية التي حققتها المرأة الكردية بدمائها وتضحياتها وعملها الدؤوب أصبحت شعلة نار، وجميع المناضلين من أجل الحرية يصبحون شرارة في هذه النار ويساهمون في تصاعدها، أما الأشخاص الذين يعارضون الحرية فإنهم يحترقون بهذه النار. فالشعب الكردي وكردستان يمر بمرحلة مهمة للغاية من الثورة، مرحلة الثورة الاجتماعية.

إحدى تلك الثورات هي ثورة النساء. فثورة المرأة الكردية بشكل خاص منحت الشجاعة والأمل لجميع النساء في أنحاء العالم. مما لا شك فيه أنه في عام 2022 كان الشعب الكردي في كل مكان في خضم النضال والمقاومة. وبشكل خاص النساء اللواتي شاركن في المقاومة والنضال والأنشطة في جميع مجالات الحياة ومن أجل قائدهن وضد حرب الإبادة الجماعية والاحتلال. ومن الميادين والساحات التي تخوض نضالاً دؤوباً منذ ثلاثين عاماً ضد الظلم والاضطهاد والقمع والسلطوية، وكذلك ضد الذهنية الذكورية، هي مخيم الشهيد رستم جودي أو ما يعرف بـ "مخيم مخمور".

يناضل أهالي مخمور دائماً من أجل الحصول على هوية حرة وفكر حر وإدارة ذاتية حرة ضد كل أشكال التخلف والهجمات. في عام 2022 تمت هذه المقاومة والنضال على مستوى عالٍ تحت قيادة نساء المخيم، ولم يسمحوا بالاعتداء على حياتهن ووجودهن ونظامهن بأي شكل من الأشكال. لقد تعرضن لمختلف المخططات والهجمات، ولكنهن بنضالهن وإيمانهم هزمن تلك الخطط والحسابات إلى حد ما. في عام 2022 واصلت نساء مخيم الشهيد رستم جودي "مخمور" نضالهن بنشاط.

كما تم تنظيم مسيرة جماهيرية بقيادة مجلس عشتار في ذكرى مجزرة باريس التي راح ضحيتها المناضلات الثلاث سارة وروجبين وروناهي. في هذه المناسبة، عبرت نساء المخيم عن غضبهن وكراهيتهن لذهنية الرجل القاتل ووعدن بالانتقام من الثوريات الثلاث، وفي ذكرى استشهادهن قدم الهلال الذهبي أغانٍ ثورية لأجل نساء المخيم وذلك في دار الشعب، كما تم عرض سنفزيون حول هذه المناسبة.

في الوقت نفسه أطلق أهالي المخيم سلسلة فعالياتهم الخاصة بيوم 15 شباط/فبراير ضد المؤامرة الدولية التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان. وشارك أهالي المخيم في العديد من النشاطات وصولاً إلى يوم 15 شباط/فبراير، ونظم الأهالي مسيرة حاشدة في ذكرى المؤامرة الدولية وقالوا بصوت واحد "ندعو الشعب الكردي والشعب الكردستاني والديمقراطيين إلى الدفاع عن الحرية الجسدية للقائد. حولوا الساحات إلى ميادين للنضال".

وفي التاسع من شباط/فبراير، وتحت قيادة مجلس عشتار في مخمور تم إحياء ذكرى الشهيدة فيان صوران ووعدن بتحقيق آمال الشهداء، كما بدأ المجلس فعاليات يوم 8 آذار اليوم العالمي للمرأة تحت شعار "سنصعد النضال ونحقق النصر بقوة المرأة المنظمة"، وانتهت الفعاليات باحتفال كبير بمشاركة نساء المخيم.

بالإضافة إلى ذلك، احتفل أهالي المخيم بعيد النوروز بأنشطة مختلفة العام الفائت، واحتفل مجلس عشتار في مخمور بعيد ميلاد القائد عبد الله أوجلان الـ 74 بإعداد المأكولات الشعبية والأغاني التراثية، كما أقيم حفل في حديقة الرابع من نيسان.

للفت الانتباه إلى وضع آيسل توغلوك والسجناء المرضى والظلم الذي يتعرض له المعتقلون السياسيون في السجون، أدلى مجلس عشتار ببيان قال فيه "كل يوم تغادر الجثث السجون، هذا ظلم بحق المعتقلين السياسيين"، وبرعاية المجلس تم إحياء الذكرى التاسعة والعشرين لوفاة الأم عويش في مؤسسة عوائل الشهداء.

وأصدر أهالي المقاتلين والشهداء بياناً عن اعتداءات الدولة التركية وشريكها الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقالوا "إننا نقف إلى جانب أبنائنا حتى النهاية".

برعاية مجلس عشتار تم الإدلاء ببيانات تستنكر هجمات الحكومة العراقية على شنكال، وإدانة الهجمات على حزب الشعوب الديمقراطي.

وفي العاشر من أيار/مايو بدأت لجنة الجنولوجيا جلسة تثقيفية لرجال المخيم باسم الشهيد أسمر دفريم.

تم استذكار الفنانة والمناضلة الكردية غوربت آيدين "مزكين" خلال احتفالية أقامها الهلال الذهبي في الذكرى السنوية لاستشهادها.

في 26 أيار/مايو وبرعاية مجلس عشتار أدلت نساء وأمهات المخيم ببيان للتنديد بهجمات دولة الاحتلال على جنوب كردستان. وعاهدن بتصعيد النضال والمقاومة، وأكدن وقوفهن إلى جانب مقاتلي الكريلا.

أصدر إعلاميو وصحفيو الإعلام الحرة بياناً صحفياً في 9 حزيران/يونيو برعاية مجلس عشتار للتنديد بالاعتداءات على الصحافة الحرة واعتقال الصحفيين في شمال كردستان.

وفي 28 حزيران/يونيو نظم أهالي المخيم مسيرة حاشدة للتنديد بالعزلة المشددة في إمرالي وطالبن بالحصول على معلومات عن وضع القائد عبد الله أوجلان.

وفيما يتعلق بمقتل الطفلة الإيزيدية آخين ووالدها فاروق ميرزا خلف، أصدر مجلس عشتار بياناً أعلنت من خلاله أن حوادث قتل وحرق ونهب الإيزيديين في مخيمات إقليم كردستان هي استمرار لمجزرة 2014 بحق شنكال.

واستنكر أطفال المخيم قتل الأطفال في روج آفا "لا نريد أن نكون هدفاً لقذائف أكبر من أجسادنا بعد الآن".

نظمت نساء المخيم مسيرة حاشدة في 19 آب/أغسطس برعاية مجلس عشتار حول العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان.

أدلت أمهات المخيم برعاية مجلس عشتار ببيان دعماً للأم أمينة شنيشار التي تعتصم أمام المحكمة في مدينة رها بشمال كردستان من أجل تحقيق العدالة، كما صدر بيان صحفي في مبنى وقف المرأة في مخمور ضد مقتل الشابة الكردية جينا أميني في شرق كردستان.

كما أدلت عضوات مجلس عشتار ببيان دعماً لسلمى غوزيل وجميع النساء اللواتي تقاومن في السجون، مؤكدات أنهن ستقفن إلى جانبهن دائماً.

وفي التاسع والعشرين من أيلول/سبتمبر، نظمت نساء المخيم مسيرة حاشدة لدعم الانتفاضة في شرق كردستان الذي بدأ بقيادة النساء، هذه الانتفاضة التي بدأت في ظل فلسفة القائد عبد الله أوجلان بشعار "Jin Jiyan Azadî" وانتشر في كل مكان في العالم.

ونظمت مسيرة حاشدة برعاية مجلس عشتار في 18 تشرين الأول/أكتوبر للتنديد بالهجمات الكيماوية على مناطق الدفاع المشروع.

وعقدت ورشة العمل الثانية للجنة الجنولوجيا في 21 تشرين الأول/أكتوبر تحت شعار "سيتم إنشاء الثورة الزراعية والريفية الثانية عبر الجنولوجيا".

وفي 24 تشرين الأول/أكتوبر وبرعاية مجلس عشتار، ووقف المرأة والهلال الذهبي انطلق مهرجان الشهيدة بيريتان هيفي "كولناز كاراتاش" الثامن للثقافة والفن. واستمر المهرجان لمدة يوميي، تخلل فعاليات اليوم الأول معرض ومأكولات شعبية كردية، وفي اليوم الثاني تم إقامة احتفالية بمشاركة عدد من الفنانين.

وبرعاية مجلس عشتار أصدر عوائل الشهداء والمقاتلين/ات في 26 تشرين الأول/أكتوبر، بياناً عن الهجمات الكيماوية التي شنها الاحتلال التركي على قوات الكريلا.

ونظم أهالي المخيم برعاية مجلس عشتار في الرابع من تشرين الثان/نوفمبر، وقفة احتجاجية ضد مقتل الناشطة وعضوة مركز الجنولوجيا ناكيهان آكارسال، ووعدن بالانتقام وتصعيد النضال.

وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر، نظم أهالي المخيم مسيرة حاشدة برعاية مجلس عشتار للتنديد باستخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة ضد مقاتلي الحرية في كردستان.

ولإحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة نظمت نساء المخيم مسيرة حاشدة برعاية مجلس عشتار في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.

وفي العاشر من كانون الأول، أقيم في المخيم فعالية "اعتصام الحرية" تحت شعار "أمس مضى، غداً سيكون الوقت متأخر، لنعمل اليوم من أجل كسر العزلة"، وذلك من أجل لفت الانتباه إلى العزلة المشددة التي تحولت إلى تعذيب ضد القائد عبد الله أوجلان، وباتت تؤثر على جميع مجالات الحياة، وتستمر هذه الفعالية حتى اليوم.