الواقع المظلم لداعش ودول العالم... مخيم الهول

أقدم داعش على قتل 178 شخصاً خلال أربع سنوات بسبب عدم مبايعتهم لهم، وعملوا على عسكرة الأطفال واستغلالهم جنسياً، إذاً كيف تحول مخيم الهول إلى قنبلة موقوتة؟

بريتان ساريا

مركز الأخبار ـ مخيم الهول أحد أخطر المخيمات في العالم ويعد قنبلة موقوتة في شمال وشرق سوريا، ويقع على بعد 45 كم شرق مدينة الحسكة، ويبلغ عدد المقيمين فيه 49 ألفاً و69 شخصاً، ويضم عائلات داعش.

إن اللاجئون من سوريا والعراق، الذين عاشوا في المناطق التي احتلتها داعش وتأثروا بعقليتهم، ويقيمون في المخيم الذي سكنت فيه عائلات داعش من 60 دولة مختلفة، قُتل منهم 178 شخصاً منذ عام 2019 حتى نهاية عام 2022.

استمرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدعوة الدول التي ينتمي إليها داعش المقيمين في المخيم، إلى قبول مواطنيها وإعادتهم إلى بلدهم الأصل، ولكن منذ عام 2018، تمت إعادة 907 من نساء وأطفال داعش فقط إلى بلدانهم.

إذاً ما هو الوضع في مخيم الهول، ماذا حدث منذ إنشاء المخيم؟ وما موقف الأمم المتحدة ودول العالم؟ كل تلك الأسئلة سيتم الإجابة عليها في هذا الملف.

 

أصبح أكبر مخيم في الشرق الأوسط

يعد مخيم الهول أكبر مخيم للاجئين ليس في شمال وشرق سوريا، بل في الشرق الأوسط بأكمله، بعد تحرير قوات سوريا الديمقراطية (QSD) الهول في عام 2015، استقر السوريون الفارون من ضغوط حكومة دمشق وداعش في مخيم الهول، الذي أنشأ عام 1991 بعد حرب الخليج، وبعد تحرير الموصل عام 2017 تم نقل اللاجئين العراقيين إلى المخيم، وثم تم إيواء زوجات وأطفال داعش الذين استسلموا وتم القبض عليهم في البداية بين اللاجئين في مخيمات روج وهول وعين عيسى، ولكن بعد مواجهة العديد من المشاكل هناك، تم إنشاء وحدات إيواء خاصة لنساء داعش وأطفالهن في الهول ومخيمات أخرى.

وبعد أن قامت قوات سوريا الديمقراطية (QSD) في إطار حملة عاصفة الجزيرة، في آذار/مارس 2019 بتحرير الباغوز آخر معاقل داعش، وضعت عائلات الآلاف من عناصر داعش الذين استسلموا وتم أسرهم في مخيم الهول، حيث لم يتوقف التوسع السريع للمخيم عند هذا الحد فقط، ونتيجة لاستهداف الدولة التركية لمخيم عين عيسى أثناء عملية الاحتلال التي شنتها على كري سبي (تل أبيض) في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2019، وإقدامها على اختطاف العشرات من نساء داعش، تم إحضار ما يقارب ثلاثة آلاف امرأة داعشية وأطفالهن إلى مخيم الهول.

 

يقيم ما يقارب 50 ألف شخص في ست أقسام

بعد هذه المرحلة انخفض عدد المقيمين في المخيمات التي بلغت 80 ألف نسمة، حيث قامت الإدارة الذاتية بتهيئة الظروف لعودة السوريين، الذين ثبتت بأن هويتهم غير متورطة في أعمال إرهابية، وأعادت آلاف اللاجئين العراقيين إلى بلدانهم في إطار الاتفاقية مع العراق، ويبلغ عدد سكان المخيم حالياً 49 ألفاً و69 نسمة.

ورتبت المستوطنات في المخيم في ست أقسام، اللاجئون العراقيون في ثلاث أقسام، واللاجئين السوريين في قسمين، ونساء داعش وأطفالهن من خارج سوريا والعراق في قسم آخر، ويوجد في المخيم 24 ألف و123 شخص عراقي، و17 ألف و459 شخصاً سورياً، و7 آلاف و476 من نساء وأطفال داعش من خارج سوريا والعراق، في حين أن 33 ألف من سكان المخيم هم من فئة الأطفال و15 ألف منهم من النساء، فيما بلغ عدد الرجال البالغين الذين يعيشون في الشقين العراقي والسوري 1969.

وتم إنشاء قسم كمخيم منفصل للمخيم يوجد فيه نساء داعش، ويحتوي هذا القسم على طبيب وسوق ومشفى منفصل عن الأقسام الأخرى، كما لا يوجد انتقال بين الأقسام الأخرى.

 

داعش تقتل من لا يتبع قواعدها

ويشكل مخيم الهول خطراً كبيراً على مستوى المنطقة وإذا لم يتم اتخاذ التدابير ضدهم فسوف يعيدون تنظيم وتقوية أنفسهم حيث يقومون بتحويل المخيم إلى مكان للتدريب والتنظيم وفق أفكارهم المتطرفة، كما أقامت النساء ملحقاً للقسم داخل المخيم يسمى "الحسبة"، فإذا أرادت إحدى النساء ترك داعش أو رفضت تربية أطفالها وفق فكر داعش أو لم تقبل بارتداء البرقع والخمار الأسود فسوف تتعرض للتهديدات من قبل "الحسبة"، وبهذا الشكل تعرضت العديد من هؤلاء النساء للهجوم، وأحرقت خيامهن أو قتلن، وخاصة أن أطفال القسم الذي تقيم فيه نساء داعش الأجنبيات تم تنظيمهم داخل هيكل أشبال الخلافة (أطفال الخلافة)، التابع لتنظيم داعش من أجل خلق قتلة من الأطفال.

وتم ارتكاب العديد من جرائم القتل في مخيم الهول منذ عام 2019، وعلى الرغم من العمليات الأمنية العديدة التي قامت بها قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، قتل داعش عشرات الأشخاص في المخيم ممن لم يرغبوا في العيش وفق تعاليم السلفية الجهادية والذين أرادوا ترك داعش، واستخدم داعش عدة طرق لقتل هؤلاء الأشخاص منها الأسلحة النارية والسلاح الأبيض، الخنق، الضرب حتى الموت، قطع رؤوس وتعذيب بأشكال مختلفة، ووفقاً للبيانات التي تلقتها وكالتنا من إدارة مخيم الهول، قُتل 13 شخصاً في عام 2019، و32 شخصاً في عام 2020، و96 شخصاً في عام 2021، و44 شخصاً في عام 2022.

 

تم أسر المئات من عناصر داعش خلال حملتين كبيرتين

إن الهجمات المستمرة للدولة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا والخلايا التي شكلها جهاز المخابرات التركية (MIT) من داعش والجيش الوطني السوري، وبالإضافة إلى فشل دول العالم في الوفاء بمسؤولياتها، أدت إلى اكتساب تنظيم داعش القوة في مخيم الهول.

أن قوات سوريا الديمقراطية QSD ووحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ وقوى الأمن الداخلي، التي كانت تناضل في وجه هجمات الدولة التركية على مناطقها، كانت تكافح من ناحية أخرى تنظيم داعش في مخيم الهول أيضاً، بالإضافة إلى عشرات العمليات التي نفذتها قوى الأمن الداخلي في مخيم الهول، فقد تم تنفيذ عمليتين تحت مسمى حملة الإنسانية والأمن، واحدة في عام 2021 والأخرى في عام 2022، وكنتيجة للعملية الأولى التي نفذت في عام 2021 تم القبض على ما يقارب 300 عنصر من عناصر داعش وأمرائهم.

وفي العملية الثانية لحملة الإنسانية والأمن، التي بدأت في 25 آب/أغسطس 2022 واستمرت لمدة 24 يوماً، فقد اثنان من عناصر قوى الأمن الداخلي حياتهما في الاشتباك مع خلايا داعش داخل المخيم، ونتيجة للعملية تم إلقاء القبض على 226 شخصاً من بيهم 36 امرأة من المتورطين في جرائم القتل والتهديد، وتم تحديد 25 نفقاً وخندقاً كانوا قد أخفوا الأسلحة فيها، بالإضافة إلى تلك الأسلحة كانت هناك، 3 بندقيات من طراز AK-47، ومدفعين آر بي جي مع الذخيرة، ومسدسين، و25 قنبلة يدوية، و25 كجم من المتفجرات من مادة TNT، و11 بندقية كاتمة للصوت، و388 طلقة من طراز AK-47، و10 مخازن من طراز AK-47، و9 سترات مفخخة، والعديد من الأدوات الحادة والتعذيب، ومخزن صغير يحتوي على وسائل الاتصال، كما وفي هذه العملية أنقذت وحدات حماية المرأة 4 نساء تم تقييدهن وتعذيبهن بوحشية من قبل نساء داعش.

 

'هناك العديد من الهجمات ولكن إمكانياتنا الأمنية محدودة'

وأكدت إحدى عضوات إدارة مخيم الهول جيهان خنان، أنه لم تكن هناك أي حوادث للقتل داخل المخيم خلال العام الحالي "كانت هذه نتيجة إيجابية لحملة الإنسانية والأمن، وبالرغم من عدم حدوث أي عملية قتل في عام 2023، إلا أنه كانت هناك العديد من محاولات الهجوم حيث ذهبت نساء داعش إلى العديد من خيام النساء في هذا العام وقاموا بتهديدهن وضربهن، ومثال على ذلك، فقد هاجمت نساء داعش، قبل شهر تقريباً، امرأة كانت تعمل مصففة شعر في المخيم، حيث ذهبن إلى خيمتها ليلاً وهاجمنها بسكين، وتمكنت المرأة من الفرار مع إصابتها واستطاعت الوصول إلينا".

وأشارت إلى أن نساء داعش قمن بمراقبة مواقع العديد من المنظمات الإغاثية العاملة في المخيم، وذهبن إليها ليلاً وقمن بتهديدهم ومطالبة الأموال منهم، وأحرقن 3 أماكن تابعة لمنظمات إغاثة، كانت إحداها خيمة مجلس المرأة السورية، وأحرقن المكان الذي بني كمدرسة للأطفال، وبالطبع النساء اللواتي نفذن هذه الأعمال من العنف والتهديدات تقمن بتغطية وجوههن وتحملن سلاح. مع عملية 2022، كان هناك بعض الاستقرار من حيث الأمن في المخيم، ولكنهم الآن أعادوا تنظيم أنفسهم من جديد وشكلوا مجموعات للقيام بهذه الأنشطة التخريبية.

وأوضحت أن "المخيم يقع في منطقة واسعة جداً، وقوات الأمن والدفاع عن النفس التي تعمل على توفير الأمن لنا وللمخيم لا تملك التكنولوجيا المتطورة لتوسيع نطاق الأمن، بمعنى آخر، ليس لدينا إمكانيات تجهيز الوسائل اللازمة مثل إحاطة المخيم بكاميرات، وتوزيع القوات في كل مكان، وملاحظة تطور الأحداث مثل قتل، هروب، تهديدات، إلخ في الوقت المناسب وهناك أمور كثيرة تحدث خلال الليل".

 

خلال ست سنوات تم استلام 907 فقط من نساء داعش وأطفالهن

وبينما يتجاوز حل مشكلة بقاء داعش وعائلاتهم في المخيمات قدرات وسلطات الإدارة الذاتية وحدها، فإن الأمم المتحدة والدول المعنية لا تفي بمسؤولياتها تجاه هذه المشكلة، حيث يشير الوضع الحالي، إلى توجب محاكمة داعش إما عن طريق نقلهم إلى بلدانهم أو كحل منطقي بإنشاء محكمة دولية في مكان الأدلة أي شمال وشرق سوريا.

وبالرغم من ذلك لم يتم اتخاذ أي خطوات في الساحة الدولية بهذا الخصوص، كان يجب عليهم إظهار المساندة في أن تأخذ الدول مواطنيها من نساء وأطفال داعش المتواجدين في مخيمي الهول وروج، وفي إعادة تأهيل نساء داعش السوريات، ولكن لم يتم القيام بأي من هذه الأمور وترك العبء على عاتق الإدارة الذاتية فقط.

لغاية اليوم، قامت 35 دولة فقط باستعادة قسم قليل جداً من مواطنيها من المخيم الذي يضم أشخاص ينتمون لـ 60 دولة، ولا تزال هناك دول كثيرة لم تسأل بعد عن مصير مواطنيها من داعش. في عام 2019 تم نقل 157 شخصاً من بينهم 57 امرأة و100 طفل، وفي عام 2020 تم نقل 30 شخصاً من بينهم 22 طفل و8 نساء، وفي عام 2021 تم نقل 170 شخصاً من بينهم 112 طفل و58 امرأة، وفي عام 2022 تم نقل 356 شخصاً من بينهم 272 طفل و84 امرأة، وذكر أنه في الأشهر السبعة الأولى من عام 2023، تم تسليم 192 شخصاً بينهم 146 طفل و46 امرأة، من المخيمات إلى بلدانهم الأصلية، وبالنظر إلى معدل السكان في مخيم الهول والسنوات الأربعة الماضية، تظهر هذه الأرقام اللامبالاة تجاه هذه المشكلة وسياسة ترك الحل معلقاً، وأن الأمم المتحدة والدول ذات الصلة لا "تذكر" هجمات تركيا وشراكتها مع داعش، ولا تعمل على نقل مواطنيها ولا توافق على إنشاء محكمة دولية، ومن جهة أخرى تؤدي كل هذه السياسات معاً إلى خلق مشكلة أكبر، وزيادة التطرف لدى المقيمين في المخيم، وتحويل المخيم إلى منطقة احتضان لداعش.

كما هو الحال في مخيم الهول الذي تحول إلى قنبلة موقوتة في شمال وشرق سوريا، مرة أخرى شهدت الانضمام إلى داعش طوعاً في مخيم روج، بالإضافة إلى النساء اللواتي ما زلن تفرضن عقلية وممارسات داعش، هناك أيضا العديد من النساء من دول الشرق الأوسط حيث يكون دور الجنس الاجتماعي في المقدمة، واضطررن على الانتقال إلى سوريا مع أزواجهن بسبب انضمامهم إلى داعش، كما وهناك العديد من النساء العاجزات اللواتي انتهكت إرادتهن، وتجبرن على الرضوخ لداعش بسبب احتلال التنظيم لقراهم ومدنهم في سوريا والعراق أو بسبب ارتباطات أزواجهن أو عائلاتهن مع داعش.

 

هناك جهود لإعادة تأهيل عناصر داعش وحماية النساء

وذكرت جيهان خنان أن منظمات الإغاثة التي تعمل في المخيم تعمل فقط لتلبية الاحتياجات المالية لأولئك الموجودين في المخيم، على الرغم من أن المنظمات النسائية في مناطق الإدارة الذاتية والإدارة الذاتية في مخيمي الهول وروج تبذل الجهود لإعادة تأهيل نساء داعش، إلا أنها غير كافية لذلك وكما تواجه هجمات من قبل نساء داعش.

وأشارت جيهان خنان إلى الوضع القائم في المخيم والإجراءات التي قاموا باتخاذها بشأن النساء اللواتي يهددن من قبل نساء داعش "تقوم نساء داعش بتهديد أو قتل النساء اللواتي تكشفن عن شعرهن ووجههن ولا تقمن بتغطية أنفسهن بالعباءات والخمار، والنساء اللواتي تكن على تواصل مع منظمات إغاثة، في الشهر الماضي أحرقن خيمة مركز مجلس المرأة السورية في المخيم، لأنهم كانوا يعملون على تطوير دراسة تربوية حول موضوع تعدد الزوجات للنساء في المخيم، وكونه تعدياً على حقوق المرأة، في اليوم التالي لبدء التدريب، قامت نساء داعش بإحراق المكان، وبسبب هذه التهديدات، التي تتعرضن لها تتجنب العديد من النساء القدوم إلينا وإخبارنا عن المشاكل والصعوبات التي تواجههن، كما تعجز منظمات إغاثية أخرى عن دخول أماكن النساء الأجنبيات لداعش بسبب هجماتها، إنهم يقومون بكافة أعمالهم خارج تلك الدائرة، ولا يوجد أي جهد لتخليص هؤلاء النساء من تلك الأفكار الإرهابية، وعندما نسمع أو نلاحظ أن هناك نساء تتعرضن للتهديد والاعتداء من قبل نساء داعش الأخريات، فإننا نخرج هؤلاء النساء من ذلك القسم وننقلهن إلى مكان أكثر أماناً قمنا بإنشائه لهن في المخيم".

 

الاستغلال الجنسي للأطفال

وقامت المقررة الخاصة للأمم المتحدة فيونوالا ني أولاين بانتقاد إخراج الصبية الذين تتجاوز أعمارهم عن 13 عاماً من أقسام النساء في مخيمي الهول وروج المكان الذي يتم فيه إيواء نساء داعش، ووصفته بأنه عملية "فصل بين الأم والطفل".

وتقوم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بإخراج الصبية الذين تبلغ أعمارهم 13 وما فوق من قسم نساء داعش ونقلهم إلى مركزين لإعادة التأهيل والتدريب في شمال وشرق سوريا من أجل منع الإساءة للأطفال وتنشئتهم وفق أفكارهم الجهادية، أن هناك سببان رئيسيان لاتخاذ مثل هذا القرار، الأول منع نمو الأطفال على أساس أفكار داعش حيث تقوم نساء داعش بتلقينهم أيديولوجية داعش المتطرفة، بغية إنشاء جيل جديد من داعش، والثاني هو اغتصاب نساء داعش في المخيمات للأطفال الذكور بالزواج منهم تحت مسمى "زواج الإمام".

وقامت العضوة في إدارة مخيمي الهول وروج سارة ديريك، بشرح الظروف العملية التي دفعتهم إلى اتخاذ هذا القرار "قررنا اصطحاب أطفال داعش من المخيم ونقلهم إلى المراكز التعليمية، عندما تلقينا العديد من الوثائق التي تظهر كيفية تعليم هؤلاء الأطفال في المخيم وفقاً لفكر داعش، كما وقعت حادثة في المخيم خلال تلك الفترة وشهدنا حدوث مثل هذه الأمور بعد ذلك، حيث قاموا بتزويج صبي كان يقيم في قسم نساء داعش لأربع نساء وكانوا يقومون باستغلال الصبي، وعندما قابلنا هذه الحادثة، قمنا بالبحث وعلمنا أن هناك حالات أخرى مثل هذه ونفذت من قبل نساء داعش بطريقة مخططة، وشاهدنا هجمات وكراهية هؤلاء الأطفال أولئك الذين دخلوا المخيم مع أمهاتهم أي نساء داعش، وعثرنا على العديد من الأسلحة البدائية التي صنعها هؤلاء الأطفال من الأشجار والحجارة للهجمات".

وأوضحت أنه "بسبب كل تلك الأمور معاً، قررنا إخراج الصبية من المخيم ونقلهم إلى مراكز إعادة التأهيل والتعليم، فمراكز إعادة التأهيل ليست زنزانات أو سجن، كما أن مستويات المعيشة داخل تلك المراكز جيدة للغاية، والظروف فيها أفضل بكثير من المخيمات. إن بعض الأمهات تبقين صامتات في وجود نساء داعش، ولكنهن لا تردن أبداً أن يكبر أطفالهن في المخيم وأن يتم استغلالهم، حيث تتقدمن إلينا وتطلبن منا أن نأخذ أطفالهن من هنا، كما نقوم بتمكين الأمهات من إجراء مكالمات صوت وصورة مع أطفالهن في كل من مخيم روج والهول، وفي الفترة الأخيرة قمنا باصطحابهن لرؤية أطفالهن أيضاً، إذا لم نقم بتطوير هذه الإجراءات، لكانت قد تطورت أحداث أكبر بكثير داخل المخيم، ولكانت أوضاع هؤلاء الأطفال سيئة للغاية وتم تحويل كل واحد منهم إلى قاتل".