"الجنولوجيا" علم ومعرفة ووعي النساء (2)
قالت المعلمة والمتحدثة باسم الجنولوجيا دجلة كوليك أنهم أسسوا قسم الجنولوجيا في جامعة روج افا في عام 2017، وأوضحت أن ثورة روج آفا هي ثورة المرأة وأن الثورة الثانية هي تأسيس كلية الجنولوجيا في جامعة روج آفا
دجلة كليلك: كلية الجنولوجيا انتصار لجميع النساء
روناهي نودا
قامشلو - .
خلال ثورة روج آفا حدثت العديد من التغييرات والتحولات الجديدة، من بينها تأسيس علم الجنولوجيا الذي افتتح أيضاً فروعاُ له في الجامعة. افتتحت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية قسم الجنولوجيا في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2017 في قامشلو، وتم إنشاء قسم الجنولوجيا في الجامعة. إنها المرة الأولى في العالم التي يصبح فيها فكر ومعرفة ووجود المرأة ولونها علماً في الجامعة.
قبل أن يبدأ الطلاب الدارسة في كلية الجنولوجيا، فإنهم يتلقون خلال التعليم الثانوي مواد أخرى مثل اللغة الكردية، والحاسوب، والأمة الديمقراطية، كمدخل إلى علم الجنولوجيا. يضم منهاج كلية الآداب والعلوم الاجتماعية وقسم الجنولوجيا، مواد التاريخ والفلسفة والبيئة والمرأة في الأديان والمعتقدات وعلم اجتماع الحرية والأخلاق وعلم الجمال وأساليب البحث وطرق التدريس وعلم التربية.
يستقطب قسم الجنولوجيا في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية الكثير من الاهتمام في جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى الزيارات من العديد من البلدان، وقد تم عقد العديد من الاجتماعات مع قسم الجنولوجيا. وتمت متابعته باهتمام كبير في جميع أنحاء العالم وهو في طريقه لأن يصبح نموذجاً للحياة المتساوية والحرة.
وعن قسم الجنولوجيا في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، تحدثت لنا المعلمة والناطقة باسم الجنولوجيا دجلة كوليلك حول الهدف من افتتاح الكلية والتطورات التي طرأت خلال السنوات الاربعة المنصرمة.
وقالت دجلة كوليلك حول الخطوات الأولى لافتتاح كلية الجنولوجيا "قسم الجنولوجيا في جامعة روج آفا هو الوحيد من نوعه في جميع أنحاء العالم. في بداية عملنا واجهنا عقبات حقيقية، لأن علم الجنولوجيا لم يكن معروفاً في المجتمع. عند تنظيم قسم الجنولوجيا في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية كنا نمر بوقت عصيب بسبب قلة عدد المعلمين لأنه لم يدرس أحد الجنولوجيا سابقاً، وللتغلب على الصعوبات التي نواجهها، قمنا أولاً بتعيين المدرسين وتدريبهم على علم الجنولوجيا. بدأ التسجيل في الجامعة لأول مرة في عام 2017 ومع مرور الوقت تزايد عدد الطلاب المسجلين في القسم، وكان الطلاب جميعاً يتعاملون مع قسم الجنولوجيا باهتمام كبير، كما كنا نشرح لهم في البداية أهمية الجنولوجيا. كان عدد الطلاب المسجلين قليلاً، والسبب هو أنهم لم يكونوا على دراية بالجنولوجيا. ومن أجل التعريف بعلم الجنولوجيا، قمنا بتوزيع العديد من الكتيبات بين الأهالي. كما بذلنا مساعي حثيثة في مجال الإعلام من أجل التعريف بالجنولوجيا. مع مرور الوقت، أصبح علمنا معروفاً في الكلية ونظمنا العديد من الندوات حول علم الجنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك قمنا بإعداد الكثير من الدراسات والبحوث. كان عامنا الأول تجربة بالنسبة لنا، كنا نناقش بشكل متواصل ونجد الحلول حتى نتلافى عيوب العام الماضي".
"يمكن للمرأة إبراز طاقاتها المكنونة منذ آلاف السنين"
تشرح دجلة كوليلك الغرض من علم الجنولوجيا في الكلية "علم الجنولوجيا تم طرحه من قبل القائد أوجلان في كتاب سوسيولوجيا الحرية في عام 2008. عندما تم تأسيس الجنولوجيا في روج آفا، كان سؤالنا الأول هو؛ على أي أساس سنقوم بتوعية النساء؟ قبل معرفة علم الجنولوجيا كان طلابنا يعتمدون بشكل كبير على آراء آبائهم أو إخوتهم. نريد القضاء على الأيديولوجية التي تضطهد المرأة، نريد القضاء عليها وكشف حقيقة المرأة".
وأضافت "بعد التعرف على الجنولوجيا، كان الطلاب يتعرفون على الذهنية الذكورية. وهدفنا هو أن تتمتع النساء بالعزيمة والقوة في اتخاذ القرار وإظهار الطاقة المخبئة بداخلهن منذ آلاف السنين. نريد أن نتخلص من فكرة أن المرأة ضعيفة ونكشف حقيقة المرأة. تُعرف الثورة في روج آفا بثورة النساء. نظمت المرأة طاقتها في هذه الثورة وأظهرت قوتها ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا ودبلوماسيا وعسكريا وسياسيا. الثورة الثانية يمكننا أن نقول إنها ثورة الجنولوجيا".
"كلية الجنولوجيا موجودة منذ عامين"
وأوضحت دجلة كوليلك منهاج ودروس كلية الجنولوجيا "مدة الدراسة في كلية الجنولوجيا سنتان وتتكون من مرحلتين كل عام. قبل الكلية كانت الجنولوجيا تدرس في المدارس الإعدادية. ومع المدرسة الإعدادية تصبح دراسة الجنولوجيا على خمس مراحل. قبل أن يبدأ الطلاب بالدراسة في قسم الجنولوجيا، نقوم بداية بإعداد الطلاب حتى لا يواجهوا صعوبات في بداية العام نقدم لهم نفس الدروس التي نقدمها في الثانوية مثل اللغة الكردية والكمبيوتر ومفاهيم الأمة الديمقراطية، بداية الجنولوجيا وعلم الاجتماع وأساس العلم والبحث. تقدم كلية الجنولوجيا مناهج تعليمية مثل تاريخ المرأة منذ بدء الخليفة، وكيف عُرفت النساء والرجال في التاريخ، ودور المرأة في الأديان، الفلسفة والفلاسفة النساء، المواد البيئية، المرأة في الأديان والمعتقدات، علم الاجتماع والحرية، علم الأخلاق، علم التربية، طرق البحث والتدريس، والمرحلة الأخيرة هي مرحلة التدريب العملي في المدارس. كما أن أهم الجوانب التعليمية هو التعايش الحر ونظرية تحرير المرأة، ويتم تدريس كل هذه المواد نظرياً وعملياً".
"بعد التخرج من الكلية، تعمل الطالبات في المنظمات"
وحول مسؤوليات وواجبات الطلاب بعد التخرج تقول دجلة كوليلك "بعد التخرج، تبدأ الطالبات العمل في المنظمات النسائية. ويصبحون أيضاً مدرسين لمادة الجنولوجيا في المدارس في صفوف المرحلة الثانوية. عندما يتخرج طلابنا من قسم الجنولوجيا يذهبون إلى المدارس والمؤسسات للتعريف بعلم الجنولوجيا. نحن دائماً نتابع طلابنا ونزورهم. تتغير شخصياتهم أيضاً بشكل كبير. الأشخاص الذين يدرسون الجنولوجيا تتغير شخصيتهم بشكل واضح. لم يبقى أي من طلابنا عاطلاً عن العمل حتى الآن، لأنهم ينقلون ما يتعلمونه في الكلية إلى المجتمع".
"درست أربع مجموعات هذا القسم منذ عام 2017"
ووصفت دجلة كوليلك أوضاع الطلاب في الكلية على النحو التالي "منذ عام 2017 تم تشكيل 4 مجموعات من الطلاب، المجموعة الأولى تخرجت وتعمل في المؤسسات. كما أن المجموعة الثانية أكملت مشروع التخرج منذ بضعة أشهر. والمجموعة الثالثة الآن في سنتهم الثانية ويواصلون التعليم، والمجموعة الرابعة أنهت المرحلة الثانوية وبدأت الدراسة في كلية الجنولوجيا، ليس هناك رقم محدد ولكن في قسمنا هناك العديد من الطالبات. كما يقوم أبناء المكون العربي بالتسجيل. حتى أن العديد من أبناء المكون العربي يقترحون تدريس الجنولوجيا في قسم الأدب العربي. بالطبع، نحن ندرس هذا الاقتراح".
"الحياة متساوية في الكلية"
وأنهت دجلة كوليلك حديثها بالقول "أسسنا مجتمعاً داخل الكلية، فعدا عن روج آفا، فقد جذبت كلية الجنولوجيا اهتمام النساء الألمانيات. حتى أننا عقدنا عدة ندوات مشتركة مع الألمانيات حول ذلك. حالياً نقوم بإعداد كتاب عن العنف ضد النساء. عندما افتتحنا كلية الجنولوجيا، جاء العديد من الضيوف الأجانب وحضروا محاضراتنا. المجتمع الذي أنشأناه يؤثر على الجميع. نشكل مجموعات لإلقاء محاضرات لتعزيز الارتباط بين الطلاب. الآن لا يوجد فرق بين الطلاب والمعلمين. نحن نعيش حياة متساوية في هذه الكلية. والطلاب والمعلمين يستفيدون من بعضهم البعض في الدروس. ليس لدينا نظام قائم على أن المدرس يعطي الدرس والطالب يخضع للامتحان. يجب أن يعرف كلا الطرفين مسؤولياتهم وبالتالي المشاركة في التعليم. حالياً في النظام التعليمي نعتمد بشكل أكبر على النقاش والجدال، لقد علمت طلابي طريقة البحث وقاموا أيضا بشرح البحث الذي أجروه لي، وهذا إنجاز كبير".
غداً: قرية المرأة "جينوار"
https://www.youtube.com/watch?v=t7pYtQMldpU
https://www.youtube.com/watch?v=f6pKzIjroDk