زينب كارادوغان: السلطات التركية تتبع حيل انتخابية في مدينة سمسور

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا التي من المقرر إجراؤها في الرابع عشر من أيار/مايو المقبل، تم الكشف عن حيلة انتخابية تقوم بها الحكومة في مدينة سمسور.

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ لم يتبقى سوى أيام قليلة على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لعام 2023، ولا زال العمل مستمراً من أجل الانتخابات التي تعتبر أنها ستكون نهاية حزب العدالة والتنمية التي استمرت في السلطة لمدة 21 عاماً الماضية في تركيا.

مع اقتراب الانتخابات يطرح سؤال كيف سيصوت أولئك الذين اضطروا للعيش في الخيام أو إلى الهجرة بسبب الزلازل التي حدثت السادس من شباط/فبراير الماضي، حيث أن العديد من الأهالي فقدوا حياتهم ولا يزال عددهم الإجمالي غير واضح، ومن أحد الأماكن التي ظهرت فيها هذه المخاوف هي مدينة سمسور "أديامان"، فقد زعم أن تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الذي بدأ العمل الانتخابي في سمسور، قاموا بإظهار المساحات الفارغة في الدوائر والمراكز تبدو وكأنه هناك من يعيش فيها.

من بين الأماكن التي يتم فيها تسجيل الناخبين في منطقة كاهاتاي هي أرض زراعية خالية، حيث لا يمكن العثور على أي مبنى سكني أو منازل قابلة للتنقل وغيرها على تلك الأرض الخالية، واتضح أنه تم تسجيل ١٣٤ ناخباً بالضبط على هذه الأرض، تم تقديم الاعتراض على أعمال التسجيل في الأرض التي لا يسكن فيها أحد، ولكن للأسف هذه الاعتراضات رفضت، وبحسب الوثيقة التي تم الحصول عليها، ما لفت الانتباه هو أن المستوطنات السابقة للناخبين هنا كانت لمرعش وهاتاي، وهناك أمر آخر يلفت الانتباه هنا وهو أن معظم الناخبين المسجلين في هذه الأرض تتراوح أعمارهم بين الـ 25 و29 عاماً، ومعظمهم من الرجال.

 

يستمر العمل الميداني

أوضحت المتحدثة باسم حزب اليسار الأخضر في مدينة سمسور زينب كارادوغان أن الناخبين ظهروا في منازل أو أراض خالية، مشيرةً إلى أن اعتراضاتهم التي قدموها على هذا الأمر تم رفضها، لافتةً إلى أنه إثر الكارثة الكبيرة التي دمرت المدينة وفقد على إثرها أكثر من 30 ألف شخص حياتهم، لم يتم الكشف بعد عن الرقم الحقيقي عن عدد اللذين فقدوا حياتهم حتى الآن.

وأشارت إلى أنه في المدينة التي انهارت ودمرت فيها آلاف المباني وشهدت هجرة الآلاف لم يتم إجراء أي دراسة حول عدد الوفيات أو عدد الأشخاص الذين هاجروا من المنطقة "يتم استغلال هذا الوضع في عملية الانتخابات، يقومون بإظهار الأماكن الفارغة على أنها مكتظة، خلال العمل الميداني نسعى لمعرفة عدد الوفيات واللذين قدموا من أماكن أخرى إلى المدينة والمهاجرين".

وأضافت "إننا نذهب إلى الأماكن التي يسجلونها وكأنه هناك من يعيش فيه، ولكن لا نجد أي أحد، قمنا بالتقدم بطلب إلى مكتب المحافظ بخصوص ذلك، لكن اعتراضنا قوبل بالرفض بحجة أن الناس وقوات الأمن يسكنون هناك، وحالياً هناك مبنى خالي ويظهرونه على أنه هناك من يعيش فيه، يسجلون أشخاص غير موجودين في المنطقة وكأنهم ناخبين، هذا الأمر يحدث في أماكن كثيرة".

 

"يمكنهم الإدلاء بتصويت جماعي باستخدام أسماء الموتى"

ولفتت إلى أن قرار التعداد العام الذي اتخذه حاكم المدينة حيث عدد القتلى غير واضح، تم تركه لما بعد الانتخابات، مشيرةً إلى أنه سيتم استغلال ذلك في الانتخابات أي بالإمكان اعتبار أولئك الذين فقدوا حياتهم أنهم أحياء "هناك خطر التصويت الجماعي، وهو ما حدث خلال الانتخابات السابقة، أطالب العاملين على صناديق الانتخاب، بالتواجد أثناء الانتخاب ساعات مبكرة جداً، سنعمل معاً لعدم إفساح المجال للقيام بالتصويت الجماعي، مات عشرات الآلاف هنا، ولكن لا توجد بعد إحصائيات دقيقة بعدد اللذين فقدوا حياتهم وأسمائهم، لذلك قد يكون من الممكن التصويت بأسماء الأشخاص الذين فقدوا حياتهم".

وتابعت "بغض النظر عن أولئك الذين فقدوا أرواحهم، فإن نصف سكان المدينة في الخارج في الوقت الحالي، لقد بحثنا في هذه الهجرات لفترة طويلة ونعمل على تأكيد إلى أين يذهب الأهالي، ولكن هناك دورة تنقل مستمرة، إننا نواصل بذل قصارى جهدنا من أجل الانتخابات المقبلة، فليتقدم الناس ليأتوا لتقديم أصواتهم في أرضهم، كما أن أولئك الذين ليس لديهم ميزانية ولا يستطيعون القدوم سنحاول الوصول إليهم وتقديم كافة أنواع المساعدة".

وقالت في ختام حديثها "إن الشعب سوف يحمل غضبه الناتج عن الزلزال ويتقدم إلى صناديق الانتخاب، وسيقوم بمحاسبتهم المسؤولين عن تفاقم معاناتهم، الناس هنا يعلمون جيداً من قام بتقديم المساعدة لهم، سيقوم أهالي سمسور بمطالبتهم بهذا الحساب على صندوق الانتخاب، وفي ذلك اليوم الذي سوف نتجه فيه نحو صناديق الانتخاب لن ننسى أبداً من فعل كل هذا بنا".