زين فدوياف و31 عاماً من العمل
ولدت زين فدوياف عام 1938 في قرية تفليس في أرمينيا ضمن أسرة كردية لاجئة
ليلى قادر
أرمينياـ . قبل ولادة زين كانت عائلتها قد هاجرت من قرية سبيكانيكا في قرس التابعة لمنطقة سرحد شمال كردستان إلى أرمينيا واستقرت في قرية تفليس. لطالما سمعت من العائلة ومن والدها على وجه الخصوص معلومات عن قريتها. ولطالما خبأت في أعماقها رغبتها في رؤية قريتها؛ لأن والدها كان يتحدث دائماً عن العودة ولم يتمكن من إقناع قلبه وعقله بقبول اللجوء.
ونظراً لعدم وجود اختصاص علم الأحياء في قرية تفليس، توجهت مع أبناء أعمامها وأخوالها إلى روان حيث تلقوا التعليم في مدارسها. درست جميع بنات عائلتها مثل ابنة عمها بورسورا صبري وابنة عمتها دلال وعملن جميعاً لسنوات طويلة.
عندما كبرت زين فدوياف تقدم ابن خالها لخطبتها ووافقت العائلة على تزويجها. كتقليد ووسيلة لحماية السلالة وعدم الاختلاط، لم يكن جد زين وكبار شيوخ القبيلة يسمحون بتزويج بناتهم خارج العائلة أو العكس. فكانوا يزوجون أبناء الأقارب من بعضهم البعض. فتزوجت زين التي لم ترَ موطنها أبداً من ابن خالها في بلد اللجوء ورزقت بثلاثة أطفال.
بينت زين التي درست علم الأحياء وعملت في صيدلية لمدة 31 عاماً، أن زوجها لم يتدخل في حياتها المهنية ولم يعارضها يوماً، وتابعت قائلةً "أثناء العمل حرصت على رعاية أطفالي والاعتناء بهم وحثهم على التعلم والدراسة. لم أحرمهم من أي شيء ولم أقصر معهم. ولأنني كنت أيضاً طالبة في السابق عرفت كيف أرعاهم. في الحقيقة للأم المتعلمة تأثير كبير على تنشئة ورعاية الأطفال، فقد أحب جميع أطفالي الدراسة وهم الآن متفقون وناجحون في العمل".
دار الكرد
أشارت زين فدوياف إلى أنه عدا العمل في الإذاعة، كان لديها مجموعة من الأصدقاء من النساء المثقفات، وأضافت "أنا ونورا جواهري وأختها زين، كنا مجموعة كبيرة جميعنا كنا من النساء المتعلمات وكل واحدة منا كانت تعمل في مؤسسة مختلفة، كنا نجتمع سوياً ونذهب معاً إلى دار الكرد. كان هناك دارٌ للكرد في روان في ذلك الوقت، فنذهب إليه ونبقى هناك حتى وقت متأخر. حتى أن العديد من هؤلاء النسوة كن يصطحبن أزواجهن. ولأن صحبتنا ومحادثاتنا كانت ممتعة جداً لم يكن أحد يرغب في المغادرة والعودة إلى المنزل. لقد كان دار الكرد مجمعاً وملتقى لنا جميعاً ونرتاح فيه كثيراً. فيتحدث أولئك الذين رأوا الوطن ويروون قصصاً عنه، أنا شخصياً لم أر الوطن كنت أتوق لرؤية قريتي دائماً وأشارك أصدقائي هذا الشعور".
لم يعد بإمكان زين العمل بسبب تقدمها في السن وهي الآن تعيش في إيريفان بأرمينيا.