يوم المرأة يقرع الأبواب ونساء شمال وشرق سوريا يتحضرن لاستقباله
مع اقتراب يوم المرأة العالمي، انطلقت فعاليات متنوعة لاستقبال هذا اليوم والتعريف بماهيته في شمال وشرق سوريا
مركز الأخبار ـ ، وتعمل كل مؤسسة على استقباله بطريقة مختلفة.
مدن منبج والرقة وهجين في دير الزور، ثلاث مناطق تشتهر فيما سبق بالسطوة العشائرية، وما أزم وضع المرأة أكثر سيطرة مرتزقة داعش على تلك المدن، إلا أنه وبعد تحرير تلك المناطق تغيير واقع المرأة، وها هن اليوم يتحضرن لاستقبال الثامن من آذار/مارس كلٍ بطريقته الخاصة، فمنها من ألقى المحاضرات ومنها من كتب على الجدران وزين مدينته بالرسومات.
الرقة
ضمن سلسلة الفعاليات التي أطلقتها نساء المناطق المحررة في مدن الرقة، الطبقة، منبج، دير الزور، في الأول من آذار/مارس الجاري، بالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي للمرأة تحت شعار "مسيرة هند وسعدة مسيرتنا وعهدهن عهدنا"، نظم مجلس المرأة السورية في مدينة الرقة وريفها محاضرة بعنوان "النساء المناضلات من أجل السلام والحرية"، ضمت المئات من نساء مدينة الرقة وريفها، وذلك وسط مدينة الرقة الواقعة في شمال وشرق سوريا.
وتضمنت المحاضرة العديد من البنود والمحاور، وشرح ماهية اليوم العالمي للمرأة وما هي الأحداث التي جرت في ذلك اليوم.
وبدورها شرحت الإدارية في مجلس المرأة السورية في مدينة الرقة وريفها شمس سينو، للحضور أحداث الثامن من آذار ولماذا يتم استذكار هذا اليوم قائلة "في الثامن من آذار من كل عام تحتفل البشرية بعيد المرأة العالمي، تخليداً لذكرى المناضلات النسويات الأُوائل اللواتي تَصدرنَ صفوف الاحتجاجات والإضرابات، اللواتي ضحين بحياتهن من أجل تحسين ظروف عمل المرأة، ثم من أجل حقها في التصويت والانتخاب وحقوقها السياسية، ومن أجل المساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات، وذلك خلال مسيرة شاقة بدأت من معامل نيويورك، وانتهت في أروقة الأمم المتحدة عبر محطات دولية عديدة وعقود من السنين، ليتم بقرار أممي اعتماد الثامن من آذار يوم عطلة رسمية، وعيداً خاصاً بالمرأة على مستوى العالم".
وتابعت شمس سينو سرد قصة مناضلات معمل النسيج، مشيرةً إلى أنه في عام 1856 خرجت آلاف من النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل فيها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية للنقاش.
ونوهت إلى أن شرارة الثامن من آذار هي ثمرة نضال المرأة عبر التاريخ ضد الذهنية الذكورية والأنظمة الاستبدادية القمعية "ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا مثلت لون وطابع المرأة، ودورها الطليعي في تحقيق الإنجازات والمكتسبات الثورية التي هي اليوم مثال يُحتذى به في العالم".
وبدورها تطرقت الإدارية في مجلس المرأة السورية في مدينة الرقة وريفها سعاد الكردي إلى ضرورة الدفاع عن حقوق النساء، مبينةً أنها لم تنشأ من فراغ بل ينطلق بشكل أساسي من الحاجة والضرورة الموضوعية لحمايتهن من كافة التجاوزات التي تسلب حقوقهن الأساسية التي يجب أن تتمتعن بها، وقالت "يجب منع مظاهر التمييز والتعسف بحق المرأة في كافة المجالات، إذ تكمن هنا الحاجة الموضوعية لوجود وتطور مفهوم هذه الحقوق سواء على الصعيد الوطني أو على الصعيد الدولي".
هجين
بينما نظمت إدارة المرأة في ريف دير الزور الشرقي بهجين، محاضرة للتعريف بيوم المرأة العالمي الذي هو ثمرة مقاومة المرأة الحرة، تحت شعار "مسيرة هند وسعدة سننتصر"، وذلك في قاعة الشبيبة وتم تزيين القاعة بـ لافتات كتب عليها "بالتنظيم والإرادة والحياة الحرة سنعطي المعنى ليوم الثامن من آذار"، "بروح الشهيدة هفرين يفوح ياسمين الثامن من آذار", "بروح هند وسعدة سنحطم إرهابكم"، وأيضاً تم تعليق صور للشهداء.
وتحدثت خلال المحاضرة الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب في هجين عايدة الجولان، عن الأوضاع التي كانت تعيش فيها المرأة عبر التاريخ حتى الوصول إلى المعنى الحقيقي ليوم المرأة.
ومن ثم تم عرض فلم وثائقي عن النساء اللواتي تم حرقهن في معمل النسيج، والأحداث التي أدت إلى إعلان الثامن من آذار، والتي راح ضحيتها الآلاف من النساء، والذي أصبح فيما بعد يوماً عالمياً للمرأة ويحتفل به العالم كل عام.
كما تحدثت غادة عادل أن المرأة عملت على تطوير أدوارها بعد انخراطها في الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وتقدمت في عدة مجالات ومنها السياسية، ومشاركتها في المؤسسات المدنية "نحن فخورون بهذا الإنجاز، ويجب علينا مساندة بعضنا البعض لنيل كافة حقوقنا".
منبج
في منبج منذ البدء بفعاليات يوم المرأة العالمي، تعمل اللجنة التحضيرية على جملة من الفعاليات، إذ قامت بزيارة المؤسسات المدنية والعسكرية من أجل تبادل التهاني بهذا اليوم، وتعليق اللافتات وتزيين المدينة، حيث أشارت عضوة اللجنة التحضيرية لحملة الـ8 من شهر آذار ابتسام عبد القادر، أن الحملة انطلقت تحت شعار "نضالنا هو ضمان ثورة المرأة"، إذ أنهن بدأن بتزيين جدران المدينة بأقوال القائد عبد الله أوجلان.
ومن جانبها أشارت ابتسام عبد القادر بأن الهدف من الفعالية إيصال فكرة ضرورة حرية المرأة لكافة الفئات في المجتمع، وبأن المرأة عنصر أساسي ضمن مجتمعنا، ولعل هذا ما يتضح من خلال العبارات التي كتبت على الجدران والتي تضمنت الحديث عن دور المرأة في المجتمع، وأن إرادتها ستتصاعد في هذه المرحلة باتحاد المرأة الحرة.
وقالت ابتسام عبد القادر أن هذه العبارات تعطي دافعاً للمرأة لتستمر بثورتها بمعنويات مرتفعة، ولهذه العبارات رسالتها الواضحة التي تعمل على تحفيز كل امرأة لتبحث عن الحرية، مشيرةً إلى تعليق الفيليكسات "علقنا فيلكسات تتضمن شعار الحملة وصور الشهيدات أمثال زهرة بركل، سعدة وهند وهفرين خلف وغيرهن", مؤكدة على وجوب السير على دربهن، وحمل رسالتهن للعالم أجمع.