'يطالب المعلمون بتغيير جذري للهيكل السياسي في إيران'
شددت إحدى المعلمات المشاركات في الانتفاضة الشعبية، على أن مطالب المعلمين/ات لم تعد تتوقف على تنفيذ قرار التصنيف الوظيفي فقط، بل تغيير الهيكل السياسي من جذوره.
ديلان محمدي
مهاباد ـ استمراراً لاحتجاجات المعلمين على مستوى البلاد خلال الأشهر الماضية، تجمع المعلمون في الأيام الماضية في أكثر من مائة مدينة في إيران للمشاركة في الإضراب والاحتجاج.
لم تعد تتوقف مطالب المعلمين على الظلم والقمع، بل بدأوا يطالبون بتغيير جذري في الهيكل السياسي، ويشاركون في التظاهرات احتجاجاً على الوضع القائم إلى جانب جميع أفراد المجتمع، مرددين شعارات "يجب إطلاق سراح المعلمين المعتقلين"، "لم تشهد أي أمة هذا الظلم قط"، "سمعنا الكثير من الوعود لكننا لم نرى العدالة".
وحول مطالب المعلمين وارتباطهم بالانتفاضة التي تشهدها إيران، أوضحت إحدى المعلمات (ب. ح) لوكالتنا أنها من بين المعلمين الذين شاركوا في الاحتجاجات ولها حضور فاعل في احتجاجات المعلمين وقد تم استدعاؤها من قبل قوى الأمن واستجوابها.
"لم يعد يطالب المعلمون بتنفيذ التصنيف الوظيفي فقط"
إذا لم يتم تنفيذ مطلب التصنيف الوظيفي على أكمل وجه، فستبدأ احتجاجات المعلمين مرة أخرى في مختلف المدن الإيرانية، وسينضمون للاحتجاجات والإضرابات. فقد أثار مصادقة المشرعون الإيرانيون في الخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي، على المادة 6 من قانون التصنيف الوظيفي للمعلمين بغية زيادة رواتب المعلمين بعد أن ظلت مسودة المشروع 18 عاماً تنتظر قرار البرلمان، غضب المعلمين الذين وصفوا تمرير القانون بأنه محاولة برلمانية بهدف "لملمة الوضع" وهذا القانون لا يلبي مطلب التصنيف الوظيفي.
ويدعو المعلمين/ات والعاملين/ات في وزارة التربية والتعليم في إيران، السلطات إلى إيجاد حلول لظروفهم المعيشية الصعبة المتأثرة بالتضخم المطرد والغلاء المتصاعد، مطالبين بتشريعات عادلة.
وأكدت المعلمة (ب. ح) أن طلب المعلمين لم يعد تنفيذ التصنيف الوظيفي "في الواقع، قبل بدء النمو الهائل للتضخم في إيران، يمكن القول إن المعلمين كانوا يعتبرون من الطبقة الوسطى، ولكن بعد ذلك، لم ترتفع رواتب المعلمين بأي شكل من الأشكال بما يتناسب مع معدل التضخم الحقيقي، فبعد كل فترة تضخم تضعف القوة الشرائية للمعلمين. لذلك، انخفض وضع المعلمين في هذا التصنيف. لكن هذه المرة مطالبنا لا تقتصر على خطة التصنيف وزيادة الرواتب، فنحن مع الأهالي في الاحتجاجات. ليس لدينا مطالب نقابية فقط. أنا أقوم بإعطاء دروس خصوصية بالإضافة إلى وظيفتي كمعلمة. ليست لدي أي مشاكل مالية، لكني أعترض على نظام الظلم والتفكير في الكتب المدرسية والرقابة وانعدام حرية التعبير. لهذا السبب شاركت في جميع الاحتجاجات".
"قالوا إذا كنتِ غير راضية عن هذا النظام فغادري إيران"
وحول استدعائها من قبل قوى الأمن لمشاركتها في الاحتجاجات تقول "لقد تم استدعائي من قبل المخابرات لحماية تعليم المنطقة، وهددوني خلال مكالمة هاتفية بالطرد من العمل، في الحقيقة قالوا إذا لم تكوني راضية عن هذا النظام فغادري إيران، وكرروا هذه التهديدات وبدأوا في ملء استمارات تحوي تهم كإزعاج الرأي العام، والدعوة إلى التجمع، والتعاون مع مثيري الشغب والمحتجين. كان السبب وراء كل تلك التهم نشاطي على مواقع التواصل الاجتماعي".
"بالتقاط الصور يثيرون الخوف في المدارس"
ولفتت إلى أن السلطات تخشى انتشار الشعارات المناهضة للنظام في المدارس "دائرة المخابرات تخشى بشدة انتشار الشعارات المناهضة للنظام في المدارس، لذا يتم قمع الطلاب في المدارس الابتدائية. وفي بعض المدارس قام بعض المدراء بإحالة الطلاب الذين رفعوا الشعارات، أو فرضوا عقوبات جسدية ونفسية مع حراسة أمنية مشددة، لقد تم تهديدهم بالطرد، وأجبروهم على التعهد بعدم المشاركة في الاحتجاجات، إنهم يخلقون جواً مرعباً فهم يهددون الطلاب بفحص الكتب باستمرار حتى لا يقوموا بتمزيق صورة المرشد الأعلى السابق. معظم المعلمين وبعض المدراء والمساعدين غير راضين عن هذه الممارسة".
وأكدت (ب. ح) في ختام حديثها أن مطالب معلمي المناهج الديمقراطية تتماشى مع البيئة السياسية الديمقراطية لأن المعلمين غير راضين عن المحتوى المفروض، ويريدون الاهتمام والتمويل الكافي للتعليم.