وسط تفاقم الأزمة الصحية... مناشدات أممية لإجلاء المرضى والمصابين في غزة
جددت منظمة أطباء بلا حدود، دعوتها للمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفتح أبواب الإجلاء أمام آلاف المرضى والجرحى في قطاع غزة، محذرةً من تفاقم الأزمة الصحية بعد تراجع وتيرة الإجلاء منذ إغلاق معبر رفح.
مركز الأخبار ـ تواجه عمليات إجلاء المرضى والمصابين في غزة عراقيل معقدة أبرزها إغلاق المعابر ونقص التنسيق الدولي، وتؤكد المنظمات الإنسانية أن آلاف المرضى لا يزالون ينتظرون السماح لهم بالخروج لتلقي العلاج، فيما يواجه كثيرون خطر الموت بسبب تأخر الإجراءات.
دعت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم الأربعاء الثالث من كانون الأول/ديسمبر، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفتح أبواب الإجلاء أمام عشرات الآلاف من المرضى والجرحى في قطاع غزة، مؤكدةً أن أوضاعهم الصحية تتطلب نقلاً فورياً لتلقي العلاج خارج القطاع، محذرةً من أن عدداً من الأشخاص قد قضوا بالفعل خلال فترة انتظارهم الطويلة للحصول على الرعاية الطبية المناسبة.
وقال منسق عمليات الإجلاء الطبي في منظمة أطباء بلا حدود، إن أعداد المرضى الذين استقبلتهم الدول حتى الآن "لا تمثل سوى قطرة في محيط"، مشيراً إلى أن الحجم الفعلي من المرضى لمن يحتاجون إلى مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج يتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف الأرقام المسجلة رسمياً، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتسريع عمليات الإجلاء وإنقاذ حياة آلاف المرضى والجرحى.
ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، تم إجلاء أكثر من 8 آلاف مريض من قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فيما لا يزال أكثر من 16 ألف و500 شخص بحاجة ماسّة إلى العلاج خارج القطاع، وتشمل الحالات الحرجة أطفالاً مصابين بأمراض خطيرة مثل السرطان وعيوب القلب الخِلقية، إضافة إلى أمراض أخرى تتطلب رعاية طبية متقدمة غير متوفرة داخل غزة.
وقال منسق عمليات الإجلاء الطبي، إن وتيرة الإجلاء الطبي شهدت تباطؤاً شديداً منذ إغلاق معبر رفح في أيار/مايو من عام 2024، موضحاً أن متوسط عدد المرضى الذين كانوا يغادرون القطاع شهرياً تراجع من 1500 مريض إلى 70 فقط، وهو انخفاض حاد أدى إلى تفاقم معاناة آلاف المرضى.
وأكد أن العملية المعقدة والمسيسة لقبول المرضى من قطاع غزة في الدول المستقبلة، إلى جانب تركيز كثير من الدول على استقبال الأطفال تجاهل احتياجات البالغين، يفاقمان الأزمة ويطيلان فترة انتظار المرضى التي قد تنتهي بوفاتهم.
ودعا منسق عمليات الإجلاء الطبي في منظمة أطباء بلا حدود الحكومات إلى التوقف عن التعامل مع ملفات الإجلاء الطبي وكأنها "قوائم تسوق"، مطالباً بتركيز الجهود على الحالات الأكثر إلحاحاً لإنقاذ المرضى الذين يواجهون خطراً مباشراً على حياتهم، مؤكداً أن استمرار التراجع في أعداد المرضى الذين يتم إجلاؤهم يهدد بوقوع مزيد من الوفيات بين أولئك الذين ينتظرون علاجاً لا يحتمل التأجيل.