وصلت روزا التي تم إنقاذها من مرتزقة داعش إلى أسرتها في شنكال

مرت ثمانِ سنوات على هجمات داعش على شنكال في الرابع من آب/أغسطس عام 2014. خلال هذه السنوات الثماني

روزا أمين بركات امرأة إيزيدية، وصلت إلى عائلتها في شنكال بمساعدة شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية، وقوات الأمن النسائية في كوباني وقوات سوريا الديمقراطية. عبرت روزا عن سعادتها بوصولها إلى أرض شنكال على النحو التالي قائلةً "عندما رأيت قوات الأمن النسائية في كوباني عادت لي الروح من جديد. لا أستطيع بالكلمات التعبير عن فرحتي بالوصول إلى شنكال".
 
شنكال ـ ، تم اعتقال وخطف وقتل واغتصاب آلاف النساء الإيزيديات في الهجوم الذي عُرف باسم الإبادة الجماعية أو الفرمان. وفي هذه السنوات الثماني، حاولت كل من وحدات حماية الشعب (YPG)، ووحدات حماية المرأة (YPJ)، وقوات سوريا الديمقراطية (QSD) بمساعدة شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية والمنظمات النسائية الإيزيدية، تحرير وإنقاذ النساء الإيزيديات اللواتي وقعن في أيدي عصابات داعش وبذلوا جهود كبيرة. وبمساعدة هذه القوات، يتنامى الأمل في الحرية لدى النساء المختطفات لدى داعش ويتم إنقاذ النساء يوماً بعد يوم من أيدي القوى الظلامية والوحشية. روزا أمين بركات هي إحدى النساء الإيزيديات اللواتي وصلن إلى عائلتها بعد سنوات عديدة من الوحدة واليأس.
 
"برؤية قوى الأمن النسائية في كوباني عادت لي الروح من جديد"
كانت الإيزيدية روزا أمين بركات تبلغ من العمر 11 عاماً عندما وقعت في أيدي مرتزقة داعش عام 2014. وشهدت في هذه السن المبكرة العديد من الأعمال الوحشية وقد سبب لها ما شاهدته وتعرضت له في ألم شديد. وقعت روزا مع عائلتها وأقاربها جميعاً في أيدي داعش في قرية حردان. بقيت روزا وحدها تحت ضغط مرتزقة داعش لمدة 8 سنوات. على الرغم من كل الآلام والمعاناة والعذاب الذي تعرضت له، كان لديها أمل بالعودة إلى موطنها وقد خبأت هذا الأمل دائماً كنقطة صغيرة في زاوية قلبها. كانت روزا في ربيع عمرها وتبحث عن الحياة، ولم تكن تعرف ماذا سيحدث لها وأنها ستقع في أيدي المرتزقة. ولأنها كانت طفلة لم تكن تعرف ماذا تفعل وإلى أين ستمضي في أيدي هؤلاء القتلة. انتهت قصة كفن الموت والظلمات الخانقة التي لا تطاق عندما حاولت العصابات أخذها وعبور الحدود إلى تركيا حيث تم القبض عليهم من قبل قوات الأمن النسائية في كوباني. شعرت روزا بركات بالأمان في ذلك الوقت، لذا كشفت عن هويتها فوراً وقالت إنها امرأة إيزيدية. فبسبب الحرب الخاصة التي كانت تنفذها داعش عليهن، لم يكن باستطاعتهن القول إنهم من الإيزيديين. بينت روزا أنها بهذا الشكل استعادت أملها في الحياة وقررت أن تحيا حياة جديدة.
 
"نشكر قوات الأمن النسائية في كوباني وكل القوى التي قدمت المساعدة"
بفضل قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن النسائية في كوباني وشبكة مساعدة المرأة الإيزيدية، اليوم في شنكال وأمام مبنى شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية وصلت روزا أمين بركات إلى إخوتها وأخواتها الذين تمكنوا من إنقاذ أنفسهم. بشوق وحسرة كبيرة احتضن الجميع عودة روزا وتوقها إلى حياتها الجديدة. بعد وصول روزا إلى عائلتها، أدلت شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية ببيان قُرأ من قبل عضوة شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية هدية فليس.
أشارت هدية فليس إلى إنه تم إنقاذ وتحرير روزا أمين بركات بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن النسائية في كوباني، وإنهم بصفتهم شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية يتقدمون بالشكر لهذه القوات على مساعدتهم "سلمنا روزا لعائلتها اليوم. سنسير على هذا الطريق حتى نتمكن من إنقاذ وتحرير جميع النساء وإعادتهن إلى أرضهن وموطنهن. نشكر مرة ثانية كل من قدم المساعدة".
 
"وصلتُ إلى أرض شنكال مرة أخرى"
كما شكرت كل من روزا أمين بركات وجدتها خنسا خلف أمن المرأة في كوباني وقوات سوريا الديمقراطية على إنقاذ روزا التي أوضحت أنه بعد إنقاذها تم نقلها إلى دار الإيزيديين في روج آفا، وقالت خنسا خلف "أشكر كل من ساعد في وصول ابنتنا إلينا. لن أنسى هذا الفضل أبداً. نأمل ونتمنى أن يتم إنقاذ وتحرير جميع النساء اللواتي ما زلن في قبضة عصابات داعش".
 
"سعادتي الآن وأنا في شنكال لا توصف"
تقول روزا أمين بركات لوكالتنا "لقد تم إنقاذي من قبل قوات الأمن النسائية في كوباني وقوات سوريا الديمقراطية. لقد ساعدوني كثيراً. أنا سعيدة جداً الآن. لقد أبصرت الحياة من جديد. كل الأشياء التي زرعت في رأسي خلال ثمان سنوات كانت مزيفة وخاطئة، خاصة عندما كنت في دار الإيزيديين، شعرت كيف أجبرتني العصابات على قبول ما يريدون. لقد كنت صغيرة عندما وقعت في أيديهم ولذلك لم أكن أعرف كيف أتصرف وكنت أطيعهم بسبب خوفي منهم. فرحتي الآن لا توصف. تم إنقاذي منذ شهر ونصف تقريباً".
 
"دار الإيزديين في روج آفا رحب بي واستقبلني بحفاوة"
دعت روزا جميع النساء الإيزيديات اللواتي ما زلن في أيدي داعش إلى العودة لأن الواقع الحالي والحقيقة ليس كما يظنون، فشنكال الآن أجمل وحرة أكثر من أي وقت مضى "أتمنى أن تعود كل النساء اللواتي ما زلن في أيدي مرتزقة داعش. ما كنا نفكر فيه من قبل ليس صحيحاً. لقد استقبلوني ورحبوا بي بشكل جميل جداً وخاصة دار الإيزيديين في روج آفا الذي أظهر اهتماماً كبيراً بنا نحن النساء الإيزيديات".
 
"كانوا يقتلون النساء الشيعيات"
تابعت روزا بركات حديثها بوصف اللحظات المؤلمة والصعبة التي عاشتها في أيدي المرتزقة "كنا تحت ضغط كبير لنصبح مسلمين ونتبع كل طرقهم وعاداتهم. كانوا يجبروننا على أن نفعل ذلك. ليس فقط النساء الإيزيديات فلقد كان هناك نساء مسيحيات أيضاً. الشيء الأصعب كان سوق بيع النساء. كانوا يعتبروننا مثل النعاج وكنا فقط للخدمة. كانت الحياة معهم صعبة جداً. كانوا يقتلون النساء المنتميات للطائفة الشيعية".
في نهاية حديثها أعربت عن أملها في حياة جديدة "لأنني رأيت الكثير من الألم والمعاناة في الحياة، قررت أن أكمل دراستي وأن أصبح طبيبة وأحل مشاكل وأمراض الآخرين".
 
"أصبح عيد الخضر ألياس عيدان بعودة روزا"
قالت عضوة شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية نجوى شنكالي والتي كانت هي نفسها أسيرة في يد المرتزقة "أنا سعيدة جداً لأننا أنقذنا امرأة إيزيدية أخرى اليوم. أنا أيضاً كنت في أيدي داعش. سعادتي الآن كبيرة جداً. اليوم هو عيد الخضر ألياس لقد أصبح هذا العيد عيدين بعودة روزا. نشكر كل من ساعدنا".
 
https://www.youtube.com/watch?v=H5ZJgLQZmEw