ورشة عمل تناقش دور الوسيطات المحليات والقرار 1325
سعت المشاركات في ورشة عمل حول دور النساء الوسيطات المحليات في لبنان، من خلال توعية المرأة وتعريفها بالقرار الأممي 1325 المتعلق بالمرأة والأمن والسلم، وإشراكها في حل النزاعات وكيفية تعاملها مع العنف بكافة أشكاله.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ في سياق الدعوات للعمل بالقرار الأممي 1325 المتعلق بالمرأة والسلام والأمن في البلدان العربية، نظمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان ورشة عمل تحت عنوان "النساء الوسيطات المحليات في لبنان" بحضور أكثر من 50 وسيطة من مناطق مختلفة من لبنان.
ورشة العمل التي امتدت لثلاثة أيام من 7 ـ 9 حزيران/يونيو تمحورت حول الوسيطات المحليات في لبنان والقرار 1325 المتعلق بالمرأة والسلام والأمن، في سياق برنامج المرأة والسلام والأمن في البلدان العربية.
وتخلل الورشة عرض المشروع وأهدافه، وتناول معايير اختيار النساء للمشاركة في حل النزاعات والوساطة عبر تأسيس شبكات نسوية شملت 240 امرأة من 11 منطقة بهدف التشبيك بينها، والوصول لحل النزاعات عبر تقنيات الوساطة والتسيير.
ودارت النقاشات في المجموعة الأولى حول أجندة المرأة والسلام والأمن، والعنف ضد المرأة والرصد والإحالة الآمنة والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في عمل الوساطة، أما المجموعة الثانية فناقشت تاريخ النزاعات في لبنان وكيفية التعامل معها للوصول إلى مرحلة السلام، كما تم التطرق إلى مفهوم الضغط النفسي والقلق والتعرف على علامات الاكتئاب وكذلك متلازمة ما بعد الصدمة والتوتر.
وعلى هامش ورشة العمل قالت المديرة بالإنابة لمنظمة "إنترناشونال ألرت" ليال أسعد "نعمل في المنظمة على تمكين مجموعات نسائية تضم نساءً من إحدى عشرة منطقة، في كيفية التعامل مع النزاعات المحلية، ونعمل من أن أجل أن تؤمن المرأة بقدراتها، وتأخذ دورها ومكانتها في الحياة الاجتماعية، والمشاركة السياسية، وألا تظل ضمن أدوارها النمطية التي تمت "قولبتنا" عليها كأم وأخت، المرأة دورها أكبر وأبعد من ذلك، هي صانعة سلام فعلية، وبإمكانها أن تُحدِثَ التغيير، وأن تكون في البلدية والوزارة وفي الإعلام، وبإمكانها أن توصل صوتها وصوت كل النساء إلى أماكن صنع القرار، كما نعمل على برامج تمكين تطبيقية، وننشئ تعارف بين النساء خاصة مع هؤلاء اللواتي تمكّن من إحداث تغيير وإيصال صوتهن، أي أننا نعمل على التمكين من الداخل إلى الخارج".
وأضافت "هدفنا ليس أن نزيد العدد، وإنما تحسين نوعية العطاء والجهود التي يتم تقديمها، لأنه وللأسف، وبعد جهود سنوات طويلة من التدريب ما تزال المرأة تشعر أن دورها يقتصر على محيطها الضيق، لذا نسعى لإخراجها من هذا النطاق".
من جهتها قالت الرئيسة المشاركة في مجموعة العمل الجندري في هيئة الأمم المتحدة للمرأة جمانة زبانة "تماشياً مع أجندة المرأة والسلام والأمن التي هي أجندة طورها مجلس الأمن لزيادة عدد المشاركات في مسارات السلام في العالم، تترجم الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، محلياً الخطة الوطنية للمرأة والسلام والأمن التي طورتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، وإحدى محاورها تمكين النساء من التعاطي والوقاية من العنف والنزاعات".
وأوضحت أن هدفهم من ورشة العمل هذه الاجتماع مع خمسين امرأة من مختلف المناطق اللبنانية لتمكينهن من القيام بهذا الدور من خلال مهارات الوساطة، والاستماع إلى الآخر والحوار بين المجموعات التي تتعاطين معها في مجتمعاتهن المحلية.
وأضافت "الهدف الأبعد هو أن يكون عدد لا بأس به من النساء الكفؤات اللواتي في مقدورهن المساهمة في بناء السلام في لبنان، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي نمر بها، كخطاب الكراهية، الخوف، لبنان اليوم يعيش حرباً ومن الضروري جداً أن تكون لدينا مجموعة نسائية كفؤة قادرة أن تساهم في بناء السلام، وتشبك مع بعضها وتلتقي بالآخر في مناطق أخرى، لذلك لدينا اليوم نساء من زحلة وبيروت والمتن الأعلى والبقاع يلتقين مع بعضهن البعض ويتبادلن الخبرات والنظر في أهم دور يمكن أن تلعبه النساء في هذا الوضع الذي نحن فيه اليوم، لجهة التخفيف من النزاعات، بناء الجسور بين النساء، خاصة مع الفئات الشبابية التي هي أكثر عرضة للتجييش والعنف".
وقالت منسقة مركز الدعم في منظمة كفى سيلين الكك "في مداخلتي ركزت أكثر على العنف المبني على النوع الاجتماعي، التمييز ضد المرأة، وتطرقنا لمفاهيم مثل ما هو العنف وما هي السلطة، وما هو العنف المبني على النوع الاجتماعي، وتحدثنا عن كيفية الإحالة إلى مركز الدعم في "كفى" عندما يكون هناك عنف يمارس على النساء".
وأوضحت أنها تطرقت خلال مداخلتها إلى تطبيق "نفس" الخاص بالعنف الأسري، وتطبيق "اختيار" للرجال المعنِّفين بهدف مساعدتهم وتوعيتهم بالمشاكل التي يعانون منها من حيث العدائية والتعريف بأشكال العنف للحد من هذه الظاهرة.
وقالت المشاركة في الورشة منال أبو علوان "التفاعل مع الآخرين هو بحد ذاته استفادة، وانتشار معرفي، وتطلع نحو مهارات جديدة وخلفيات جديدة، ولمشاكل ونزاعات جديدة، وكيفية التعاطي معها، وكيف يمكن حل هذه النزاعات بشكل سلس، دون إيذاء النفس والآخرين".
وأضافت "شاركت في هذا البرنامج لأنني شعرت أننا بحاجة لهذا النوع من النشاط، أو لهذا النوع من المفهوم الجديد وهذه الممارسة الجديدة، لأننا كلبنانيين وكعنوان وساطة محلية، يعني أننا في بلد متنوع، متنوع اللغات، والإثنيات، والطوائف، أي فيه تنوع وتعددية، وعاش الحروب والنزاعات، سنبدأ من الفرد، لندخل إلى المجتمع والدائرة الأكبر، والهدف بناء السلام".
من جانبها قالت سناء حسن وهي إحدى المشاركات في الورشة "خلال العام الماضي خضعنا لدورة وساطة وحل نزاعات مع CPM وكانت دورة مفيدة جداً، وعلى الصعيد الشخصي أعطتنا أدوات وتقنيات لتلافي النزاعات ولكيفية التدخل في حالة النزاعات بطرق تقنية ومهنية، واستفدنا منها كثيراً وغيرت في شخصيتنا وحررتنا من أمور كثيرة كالموروث الثقافي الذي يعطلنا عن القيام بأدوارنا كنساء قياديات".
وأوضحت "هذه الورشة كانت فرصة لجمع المتدربات من كل المناطق اللبنانية، وعززت قوتنا المشتركة، وخلقت بيننا روابط تضامن لمشاريع مستقبلية مشتركة، وهذا الأمر على صعيد كل لبنان، وهو قوة للبنان وللقياديات في البلاد، لقد كان التفاعل جيداً، وكانت الورشة مفيدة على صعيد الأفراد وعلى صعيد المجموعات ككل، إننا كنساء مؤمنات بأن دورنا مهم جداً في بناء السلام".