ورشة عمل حول تغطية الموضوعات الصحفية للمهاجرات في ليبيا

يهدف البرنامج التدريبي للصحفيين الليبيين إلى تسليط الضوء على قضايا الهجرة من منظور النوع الاجتماعي، وتعزيز دور المؤسسات في تعديل قوانينها لمتابعة أثار هذه الهجرة وتداعياتها على الفئات الهشة.

هندية العشيبي

بنغازي ـ تحت عنوان "النساء المهاجرات في ليبيا حول تغطية إعلامية حقوقية عادلة"، اختتمت منظمة "نوازي" للنوع الاجتماعي بالشراكة مع مؤسسة "فريديريش ايبريت"، أمس الأحد 26حزيران/يونيو، البرنامج التدريبي الأول للصحفيين والصحفيات الليبيات حول الهجرة من منظور النوع الاجتماعي.

منذ بداية 2022، لقي ما لا يقل عن 475 شخصاً حتفهم خلال محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية في نيسان/أبريل الماضي، بينهم نساء وأطفال.

تناول البرنامج التدريبي الذي أنطلق تحت عنوان "النساء المهاجرات في ليبيا حول تغطية إعلامية حقوقية عادلة" واستمر لعدة أيام، محاور وتدريبات عملية ونظرية، منها القوانين والمواثيق الدولية التي تنظم الهجرة عبر الدول، وآليات الحماية القانونية الدولية للمهاجرين، بالإضافة للنوع الاجتماعي والهجرة والوجه النسائي للهجرة، كما تضمن الورشة تدريبات عملية حول دور الصحافة النسوية في قضايا الهجرة واللجوء، والسرد القصصي من منظور النوع الاجتماعي.

وعلى هامش الورشة التدريبية التي تعد الأولى من نوعها في ليبيا، قالت رئيس منظمة نوازي للنوع الاجتماعي حنين بوشوشة، أن مشروع المهاجرات في ليبيا "الهجرة العادلة والأمنة"، هو مشروع امتد على عدة مراحل، منها جلسات عبر منصة الزوم استهدفت مجموعة من الناشطين والحقوقيين والمهتمين بموضوع الهجرة، ثم تلتها ورش عمل ميدانية داخل مدينة بنغازي حول قضايا الهجرة وتداعياتها في ليبيا، وأطلقنا استبيان مطلع العام الجاري حول هذا الموضوع لمعرفة آراء الليبيين حول قضايا الهجرة وتداعيتها".

وأوضحت أن الورش التي سبقت التدريب خرجت بمجموعة من التوصيات أبرزها التأكيد على ضرورة تسليط الضوء على قضايا الهجرة خاصة من منظور النوع الاجتماعي، لرفع الوعي وزيادة المعرفة حول هذه القضية، بالإضافة لتعزيز دور المؤسسات في تعديل قوانينها وقراراتها لمتابعة أثار هذه الهجرة وتداعياتها على هذه الفئة الهشة من المهاجرين وهم الاطفال والنساء.

وأضافت أن الوعي الاجتماعي حول هذه الظاهرة لا يكتمل إلا من خلال استهداف الأوساط الإعلامية والصحفية لتغطية قضية الهجرة بمنظور النوع الاجتماعي، وأثارها على المهاجرات بصفة خاصة، داخل ليبيا.

وبينت أن عدد المشاركين في هذا المشروع بلغ حوالي 300 صحفي وصحفية، من كامل المدن والمناطق الليبية، وتم اختيار حوالي 18 صحفي للمشاركة لحضور الورشة التي أقيمت بمدينة الحمامات بتونس.

وأكدت حنين بوشوشة على ضرورة تقديم المتدربين موضوعات صحفية تتعلق بالهجرة من منظور النوع الاجتماعي، بحيث يتناول الموضوعات المتعلقة بالمهاجرة والاعتداءات التي تعرضت لها خلال رحلتها.

 

 

وحول التدريب والمادة التدريبية التي تلقاها المشاركين والمشاركات في هذه الورشة قالت الخبيرة في النوع الاجتماعي شذى عبد اللطيف، أن التدريب شمل ثلاثة قضايا هامة، وهي الهجرة والإعلام والنوع الاجتماعي، ليتعرف الصحفيين على أهمية هذه الموضوعات في التغطيات الصحفية، وتتشكل لديه خلفية كاملة عن الموضوع قبل كتابته.

وأوضحت شذى عبد اللطيف مدى استجابة الصحفيين والصحفيات للتدريب "خلال التدريب أتضح أن المشاركين على قدرة عالية من الوعي، وأنهم يرغبون في تعلم آلية تغطية هذه الموضوعات".

وأكدت على أهمية الإعلام باعتباره السلطة الرابعة في كل الدول بتغيير ثقافة المجتمعات والمنظور الذي ترى به هذه المجتمعات القضايا المتعلقة بالمرأة.

وأوضحت أن تأثير الإعلام في أي قضية أو ملف ينعكس على السياسات العامة للدولة، على المعاملة اليومية التي تمارس على المهاجرين غير النظاميين وخاصة النساء، من خلال الحد من العنصرية وخطاب الكراهية، وكذلك ينعكس هذا التأثير على أعمال الصحفي وتقاريره التي تتضمن بعد حقوقي وإنساني في تناول الموضوعات وكتابتها.

 

 

وخلال التدريب التقينا بعدد من المشاركات للحديث معهن حول استفادتهن من هذا التدريب، وتحدثنا مع مديرة مكتب الإعلام بالأمانة العامة ومسؤولة ملف العنف ضمن مشروع الحماية مع الاتحاد الدولي والصليب البريطاني حنان السعيطي، التي أوضحت أن التدريب تناول موضوعات جديدة لم يتم التطرق لها أو التدريب عليها من قبل في ليبيا، من خلال التدريب على سرد القصص الصحفية المتعلقة بالنساء المهاجرات بشكل إنساني وحقوقي، ومعرفة احتياجات ومتطلبات هؤلاء المهاجرات الغير نظاميات أو اللاجئات عند تقديم المساعدة لهن من قبل الهلال الأحمر الليبي داخل مراكز الإيواء أو خارجها.

يذكر أن المنظمة الدولية للهجرة أعلنت في نيسان/أبريل الماضي أن أكثر من 4000 مهاجر أعيدوا إلى ليبيا منذ بداية عام 2022 بينهم 122 قاصراً، فيما فقد آخرين حياتهم في البحر الأبيض المتوسط خلال محاولتهم العبور إلى الدول الأوروبية.