ورشة عمل بمشاركة أكثر من 30 أخصائية للتوعية بمخاطر الانترنت في المدارس

نظراً لمخاطر الانترنت المختلفة على طلبة المدارس في ليبيا، بالتزامن مع قلة التوعية بمخاطرها وطرق الوقاية منها، نظمت ورشة عمل حول الخصوصية، والحماية والتوعية من مخاطر الانترنت، تستهدف الإخصائيات الاجتماعيات في مدارس التعليم العام في مدينة بنغازي.

هندية العشيبي

بنغازي ـ  تعد التوعية من أهم الوسائل التي تحمي الطلاب والطالبات داخل المؤسسات التعليمية من مخاطر الانترنت، من خلال التوعية بأهمية الاستخدام الجيد للإنترنت والابتعاد عن السلوكيات السيئة مثل التنمر والإساءة والابتزاز.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أكدت أن مخاطر الإنترنت تشمل عدة سلوكيات منها التنمر الإلكتروني، والتشويه ونشر معلومات كاذبة، وإرسال صور مؤذية، أو إشاعات عن شخص ما، والابتزاز الإلكتروني، والتحرش بالإضافة لاختراق حسابات شخصٍ على مواقع التواصل الاجتماعي أو انتحال شخصيته.

ونظمت الجمعية الليبية للإنترنت الآمن وبالتعاون مع ديوان المنطقة الشرقية للاتصالات والمعلوماتية ووزارة التربية والتعليم بالحكومة الليبية، ورشة عمل حول الخصوصية، والحماية والتوعية من مخاطر الإنترنت، تستهدف الإخصائيات الاجتماعيات في مدارس التعليم العام في مدينة بنغازي.

وانطلقت أولى المحاضرات العملية والنظرية للورشة في مسرح مدرسة السد العالي النموذجية ببنغازي، يوم الأحد 22أيار/مايو وكان من المقرر أن تنتهي اليوم الخميس 26أيار، لكن تم تمديدها حتى 28 من الشهر ذاته، لأهمية الموضوعات التي تم طرحها، ولإجراء اختبارات تقييمية للمشاركات اللواتي تجاوز عددهم 30 أخصائية اجتماعية من المؤسسات التعليمية المختلفة بالمدينة.

وتضمنت المحاضرات موضوعات مختلفة قدمها مجموعة من الخبراء والمدربين الدوليين من لبنان والأردن والأمارات ومصر وليبيا.

 

الحماية والخصوصية على الإنترنت

وعلى هامش الورشة قالت مدير مكتب الخدمة الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم سعاد العريبي لوكالتنا "نظراً للمخاطر الكبيرة التي يتعرض لها مستخدمو الإنترنت تناولنا هذا الموضوع، واستهداف الأخصائيات الاجتماعيات داخل المؤسسات التعليمية ببنغازي، لتوعية الطلاب من مخاطر الإنترنت، وآلية حماية خصوصيتهم".

وأضافت أن المحاضرات تناولت موضوعات مختلفة منها الحماية والخصوصية على الإنترنت، ومقدمة في الجرائم السيبرانية، والمرأة والابتزاز في الفضاء السيبراني، كما تلقت المشاركات تدريبات عملية على آلية حماية الحسابات الشخصية وتأمينها.

 

"الجرائم الالكترونية تؤثر سلباً على أداء الطالبات الدراسي"

من جانبها أكدت الباحثة الاجتماعية نعيمة المجبري، أن الأخصائية الاجتماعية تحاول معالجة بعض المشكلات التي تعترض الطلاب خلال دراستهم سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الواقع، موضحة أن جرائم الإنترنت ازدادت خلال الفترة الأخيرة في المدارس والمؤسسات التعليمة، للجنسين سواء طالبات أو طلاب، كالابتزاز وانتهاك الخصوصية.

وأكدت على الفائدة الكبيرة التي حصلت عليها من حضور المحاضرات والتدريبات العملية والنظرية، موضحة أن أغلب الطالبات والطلاب الذين يميلون للعزلة والانطوائية خلال الدوام المدرسي يتعرضون لمشكلات عبر الإنترنت، من خلال استخدامهم للتطبيقات المتعلقة بالهواتف الذكية، بالإضافة لتعرضهم للمضايقات والابتزاز، ما ينعكس سلباً على أدائهم الدراسي وعلاقتهم بزملائهم في الفصول الدراسية.

وشددت نعيمة المجبري على ضرورة مراقبة أولياء الأمور لهواتف أبنائهم في فترات معينة خاصة إن لوحظ عليهم سلوك غير المعتاد، فجرائم الإنترنت قد تتطور إلى جرائم أخرى كالاعتداء والخطف والمشاجرات.

وأشارت إلى أن الطالبات في مرحلة التعليم الأساسي واللواتي تتراوح أعمارهن من 12 إلى 15 عام، هن أكثر الفئات العمرية عرضة لانتهاك الخصوصية والابتزاز.

ودعت إلى تكثيف الجهود بين المدرسة ومكاتب الخدمة الاجتماعية داخلها مع أولياء الأمور لمتابعة أداء الطالبات ومعرفة لماذا تعرضن للمضايقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومراقبة سلوكهن.

وبحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة على موقعها الرسمي، 70% من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 18 سنة قد رأوا محتوى غير لائق أثناء تصفحهم الإنترنت لحل الواجبات المدرسية والحصول على الأبحاث. هذا بخلاف تعرض 7 من أصل كل 10 شباب إلى الإساءة والتنمر عبر الإنترنت.

 

دور الأخصائيات في نشر التوعية

فردوس بوخطوة مفتشة تربوية بوزارة التربية والتعليم وإحدى المشاركات في الدورة شددت على ضرورة تنظيم دورات وجلسات حوارية داخل المؤسسات التعليمية للتوعية بمخاطر الإنترنت على الطالبات والطلاب.

وأكدت دور الأخصائيات الاجتماعيات في نشر التوعية وآلية الاستخدام الصحيح للأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وأهمية الحفاظ على ممتلكاتهم الشخصية والاجتماعية والمادية من خلال تأمين حساباتهم، لضمان عدم ولوج أي مستخدم للبيانات الشخصية والمادية التي قد تكون موجودة في الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أو على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.