وقفة احتجاجية مناهضة للعنف ضد النساء تطالب بقضاء عادل

شهد لبنان في الآونة الأخيرة تزايد في حوادث العنف التي طالت النساء، لذا تابعت بعض الجمعيات النسوية هذا الوضع المقلق عبر وقفة تضامنية، تزامناً مع حملات على وسائل التواصل الاجتماعي.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ طالبت مشاركات في وقفة احتجاجية تنديداً بالعنف الممارس ضد المرأة، السلطة القضائية في لبنان باتخاذ موقفاً تجاه قضايا العنف ضد النساء وإنصافهن.

نظمت جمعيتا "شبابيك" و"نحن واحد" وقفة تضامنية مع المعنفات أمام قصر العدل في العاصمة اللبنانية بيروت أمس الثلاثاء 23 آب/أغسطس، ورفعت المشاركات لافتات منددة بما تتعرض له النساء من تعنيف يشكل خطراً على حياتهن، مطالبات القضاء بالاقتصاص لهن من المعنفين. 

وعلى هامش الوقفة الاحتجاجية قالت رئيسة جمعية "نحن واحد" سعاد غاريوس لوكالتنا "تابعت جمعيتنا التي تأسست لمساعدة الفئات المهمشة وحمايتها، بقلق ما حصل في الآونة الأخيرة من حوادث خطيرة من التعنيف طالت النساء"، مشيرةً إلى أنه بعد "تمادي المعنفين بحق النساء في الظلم والأذى، بدأنا بحملة على وسائل التواصل الاجتماعي لفضح المعنفين، أتبعناها بتقديم المساعدة والدعم قدر الإمكان".

وأشارت إلى أنه على إثر فضحهم للمعنفين "تم التبليغ على حساب الجمعية وحسابي الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر وإقفاله لفترة لأستعيده مؤخراً، أي مورس علينا أيضاً العنف الإلكتروني كوني رفعت الصوت عالياً".

وعن الوقفة الاحتجاجية تقول "بدأنا بالوقفة للتضامن مع كل نساء العالم ولنقول لا للعنف، العدالة للنساء، وكفى قتل وإجرام بحق المرأة اللبنانية، فلا أعذار مقبولة أبداً، فالأوضاع الاقتصادية تلقي بأعبائها علينا جميعاً، النساء لسن وسيلة للتنفيس عن الغضب"، مشيرةً إلى أنه "بغض النظر عن هذه الأوضاع أصبحت المرأة هدفاً للتعنيف، ممنوع أن تصبح هدفاً للتعنيف بعد اليوم، فالمرأة المعنفة هي وطن، ولا يمكننا في كل لحظة أن نغير مشاعرنا بين الحب واللاحب، نطالب بالاحترام والثقة والعمل والتساوي بين الجنسين، وهذه جميعاً تبني عائلة ومنزلاً جميلين، فالمرأة المعنفة أصبحت سهلة المنال، إذا غضب الرجل يضربها، أو يشنقها أو يحرقها بالغاز، كفى، كفى".

وقالت سعاد غاريوس "لا بد من الوعي في المجتمع، فكل من يسكت ولا يبلغ الجهات المعنية من أفراد الأسرة سواء الأب، الأم، الأخت والأخ، يعد مشاركاً بالجريمة، ويجب محاسبتهم كالمعنف تماماً، فكفى الاختباء خلف مخاوف مجتمعية"، داعيةً إلى التحلي بالوعي وحرية الفكر وتوعية المجتمع.

وأشارت إلى أنه "عندما تتعرض الأم أمام أطفالها للتعنيف والضرب، فهي رسالة لهؤلاء الأولاد بأن هذا ما يحصل لكم إن تمتعتم بالحرية، وأنه يمكن أن يحصل لكم مثلها، وبالتالي هو تعنيف نفسي للأطفال".

وأضافت "وقفتنا ودعوتنا اليوم لكل نساء العالم ولكل منزل فيه امرأة للحصول على حقوقهن، فإن لم تتفق مع زوجتك، فبكل بساطة ليتم الطلاق ويذهب كل منكما إلى منزله، فغير مقبول بعد اليوم العنف المنزلي والقتل، ونحن هنا نقف دعماً لكل امرأة معنفة، وما نلاحظه في حالات التعنيف أن عقوبة المعنف القاتل لا تتجاوز 5 سنوات، لذا فالضحية تقتل مرتين بل ثلاث وأربع مرات".

وتوجهت للنساء المعنفات بالقول "نقول اليوم لكل معنفة نحن إلى جانبك لترفعي صوتك عالياً، تواصلي معنا لندعمك"، ووصفت الوضع القضائي في لبنان بأنه "أصبح بحالة قضاء وقدر"، وأضافت "القضاء في لبنان مسيس، جبان ومنحاز لبعض القوى السياسية، وغير منصف للنساء، لذا نطالبه ولو لمرة واحدة بأن يأخذ موقفاً، فالقضاء من أعمدة الحكم الثابتة، فخذ موقفاً واحكم بالعدل مع تقديري للحالة الاقتصادية التي نمر بها جميعاً، إلا أن القضاء منذ زمن بعيد معطل، وهناك قضايا في الأدراج لم يتم البت فيها، ولا بد من قرار بإنصاف المرأة اللبنانية".

 

 

مطالبات بقضاء عادل

من جهتها قالت الناجية من العنف غنوة علاوي التي شاركت في الوقفة الاحتجاجية "شاركت في هذه الوقفة لأطلب من المعنفات اللجوء للقضاء، وهو السبب الذي أحمل فيه هذه اللافتة "قضاء عادل" وكذلك للجمعيات مثل جمعية كفى وأدعو الأهل وخصوصاً الأم والأخت ألا تسكتا عن التعنيف الذي يطال المرأة، وأن تصرخا وترفعا الصوت عالياً، لتعرف أن هناك من يحميها ويحمي أولادها".

وتابعت "السبب بتصميمي على حمل هذه اللافتة بالذات أنني أقف أمام قصر العدل، وأطالب بقضاء عادل ينصف النساء ويعطيهن حقوقهم ويعاقب المعنف وعدم اللجوء "للحجج" مثل أن هناك عائلة ويطالبون المرأة السكوت عن الظلم اللاحق بها، ويدفعونها للتنازل عن حقوقها، فعلى المرأة أن تكون قوية وأن تلجأ للقضاء".

 

 

ولفتت الناشطة النسوية جوسلين آدم إلى أنها تشارك في معظم الوقفات التي تدعم النساء وتناهض تعنيفهن، "أتيت اليوم لمساندة المعنفات، خصوصاً وأن حالات التعنيف كثيرة وتزايدت في الفترة الأخيرة، ولأقول للمعنفات نحن إلى جانبكن، ومعكن، وأطالبهن باللجوء للقضاء، فقد آن الأوان أن تحصل النساء على حقوقهن وأن ينال المعنف جزاءه".