'وحدات حماية المرأة ضمانة لحقوق النساء في سوريا'

نساء من مختلف مكونات إقليم شمال وشرق سوريا، أكدن أن وحدات حماية المرأة (YPJ) تمثل قوة أساسية لضمان حقوق النساء وحمايتهن، مشددات على ضرورة إشراك المرأة في صياغة مستقبل سوريا لضمان سلام عادل وشامل.

سوركل شيخو

تل تمر ـ في ظل استمرار المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية المؤقتة، عبّرت نساء إقليم شمال وشرق سوريا عن مواقفهن حيال مسألة دمج وحدات حماية المرأة (YPJ)، وطرحن رؤى ومقترحات تعكس تطلعاتهن السياسية والتنظيمية ضمن هذا السياق الحساس.

في إحدى اللقاءات مع القيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ) روهلات عفرين، أكدت أن YPJ"" تواصل تنظيم صفوفها بشكل مستقل ضمن هيكل قوات "قسد"، مشددةً على تمسكها باستقلاليتها وخصوصية عملها داخل هذا الإطار، مشيرةً إلى أن الاندماج يتم بطريقة تحفظ هوية هذه القوات وتضمن استمرارها ككيان مستقل.

 

YPJ" ضمانة المرأة في وجه التهميش والعنف"

أكدت نسرين يونس أن المرأة تواجه العقلية الذكورية السلطوية من خلال انخراطها في صفوف وحدات حماية المرأة (YPJ)، حيث تكتسب القوة وتدافع عن ذاتها، فهي تدرك أن تسليم قوتها للرجل يعني خضوعها له، مشددةً على أن النساء لا يثقن بالرجال الذين يتبنون الفكر الأبوي "نستمد قوتنا من فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، لأننا نرى وجودنا متجسداً فيه".

وأعربت عن عدم ثقتها بالحكومة السورية المؤقتة، معتبرةً أنها غير قادرة على حماية النساء، مشيرةً إلى أهمية وجود وحدات YPJ في أي مفاوضات أو حوارات سياسية، كونها القوة الوحيدة القادرة على حماية النساء وتنظيمهن تحت راية الحرية.

 

"YPJ جزءاً من مستقبل سوريا فهي قوة لا يمكن تجاهلها"

بدورها قالت عضوة المجلس الاجتماعي الأرمني فيلدا سيمون، إن وحدات حماية المرأة (YPJ) تمثل القوة الأساسية للنساء، مؤكدةً أن النساء لن يتخلين عنها تحت أي ظرف، وأن كل امرأة مهما كانت خلفيتها أو التحديات التي تواجهها، ترى في YPJ سنداً ومصدر قوة لها، ولهذا تُعد هذه الوحدات دعامة ومحوراً لجميع النساء من مختلف المكونات، مشددةً على أن النساء الأرمنيات يواصلن دعمهن الكامل لـ YPJ حتى اليوم.

وترى أن لوحدات حماية المرأة (YPJ) دوراً محورياً في بناء مستقبل سوريا الجديد، وأن توسع نشاطها ليشمل كافة أنحاء البلاد سيخدم النساء ويعزز دور الحكومة أيضاً، مشيرةً إلى أن هذه القوة التي تأسست قبل 13 عاماً، لا يمكن تجاهلها أو استبعادها من أي مفاوضات سياسية "بما أن هناك نساء يعانين من العنف، فإن YPJ قادرة على دعمهن وحمايتهن"، مشددةً على أهمية وجود هذه الوحدات كضمانة لحقوق النساء في سوريا.

وأكدت أن أوضاع النساء والانتهاكات التي يتعرضن لها من جرائم قتل وهجمات، مترابطة بشكل وثيق، مشيرةً بشكل خاص إلى معاناة النساء العلويات والدرزيات، مشددةً أنه لو كانت لديهن قوى حماية خاصة بهن، لتمكنّ من الدفاع عن أنفسهن أو مواجهة تلك الاعتداءات "لولا YPJ، لما تمكنت النساء الأرمنيات اليوم من تنظيم أنفسهن وبناء قدراتهن الجماعية".

ووجهت تساؤلاً للحكومة السورية المؤقتة "إذا كنتم لا تعترفون بالنساء اليوم، فكيف ستتمكنون من حمايتهن؟ إن غياب الاعتراف بدور المرأة يعني فشل كل المفاوضات، لأن السلام لا يُبنى دون مشاركة النساء، والحكومة التي لا تعترف بعيدي أكيتو ونوروز، كيف لها أن تحترم مكونات سوريا وتمنحها مكانتها من حيث الدين، الثقافة، اللغة، والمعتقد؟ نحن نرفض سوريا أحادية اللون".

 

"اللامركزية هي الحل... والمرأة يجب أن تكون في قلب القرار"

من جانبها قالت عبلة كريم إن استبعاد النساء من طاولات الحوار يشكل خطراً على مستقبل سوريا، مؤكدةً أن تهميشهن سيؤدي إلى بناء واقع لا يعترف بهن ولا بدستور يمثل تطلعاتهن.

وشددت على أن اللامركزية السبيل الأمثل لتحقيق حل دائم يعكس تعددية سوريا "لا ينبغي اتخاذ أي خطوة دون مشاركة النساء، بل يجب أن يكنّ في صلب عمليات التخطيط وصناعة القرار".

ودعت إلى ضرورة تعديل الدستور السوري بما يضمن إدراج حقوق النساء بشكل واضح وصريح، مؤكدةً أن إشراك المرأة في صياغة مستقبل البلاد ليس خياراً، بل ضرورة لضمان سلام عادل وشامل.