'وحدات حماية المرأة الأمل لتحرير جميع النساء'

أصبحت وحدات حماية المرأة (YPJ) بفضل تضحيات القياديات من أمثال ريفانا روج آفا وآرين ميركان وآفيستا خابور وجيان تولهلدان وغيرهن المئات، قوة لتجديد حقيقة وروح وهوية المرأة، والأمل في تحرير جميع النساء.

برجم جودي

كوباني ـ اندلعت ثورة روج آفا في التاسع عشر من تموز/يوليو 2012 بقيادة النساء الكرديات مستندات على ميراث 50 عاماً من نضال الشعب الكردي، في الوقت الذي تبوأت فيه النساء مراكز القيادة تم تأسيس وحدات حماية المرأة من رحم ثورة النساء.

تم الإعلان رسمياً عن تأسيس وحدات حماية المرأة في الرابع من نيسان/أبريل عام 2013 بعد عقد مؤتمرها الأول. إن وحدات حماية المرأة التي استندت على مبدأ الدفاع المشروع ضد جميع أنواع الهجمات، تنظم نفسها على أساس نموذج الأمة الديمقراطية وحرية المرأة والبيئة.

على مدى سنوات أوفت مقاتلات وحدات حماية المرأة بوعودهن وقمن بحماية النساء والشعب من هجمات المرتزقة والدولة التركية. كما أسسن تنظيمهن في كامل شمال وشرق سوريا. مما لا شك فيه أن مستوى وإنجازات وحدات حماية المرأة لم تأت من فراغ بل تم اكتسابها عبر الكثير من التضحيات. في هذه السنوات العشر ضحت وحدات حماية المرأة بالعشرات من قادتها ومقاتليها من أجل حرية المرأة والمجتمع.

المقاتلة ريفانا روجافا واحدة من مناضلات وحدات حماية المرأة، والتي تستحق أن يتم ذكرها بالتزامن مع الذكرى السنوية لتأسيس وحدات حماية المرأة.

 

ضحت بحياتها من أجل حرية المرأة وحماية أرضها

ريفانا روج آفا اسمها الحقيقي "مدينة مامو"، وهي من قرية خانيكا خليان شرق كوباني بشمال وشرق سوريا، انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة عام 2013 بهدف حماية أرضها وشعبها، في أيلول/سبتمبر عام 2014 أي عندما هاجم مرتزقة داعش مقاطعة كوباني، شاركت في المقاومة ووعدت بالدفاع عن المدينة. وفي السابع والعشرين من الشهر ذاته اشتدت هجمات المرتزقة على كل جبهات الحرب. في ذلك اليوم كانت ريفانا روج آفا تقاتل مع مجموعة من رفاقها في قرية كولمد جنوب كوباني. وبسبب الهجمات المتواصلة نفذت ذخيرة المقاتلين ولم يكن هناك مجال لإحضار الذخيرة. في تلك الأثناء قررت القيام بعملية فدائية لحماية رفاقها ومنع المرتزقة من دخول وسط كوباني.

مع عملية ريفانا روج آفا ابنة كوباني دخلت المقاومة مسار جديداً. وأصبحت هذه العملية مصدر قوة وإرادة وإيمان لجميع المقاتلين الذين قاتلوا في كوباني ليعلنوا أخيراً تحرير المدينة وانتصارها في 27 كانون الثاني/يناير عام 2015، بعد مقاومة دامت 134 يوماً.

وبمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس وحدات حماية المرأة، تحدثت ليلى أحمد عمة الشهيدة ريفانا روج آفا، لوكالتنا حول أهمية ومعنى وحدات حماية المرأة.

 

"وحدات حماية المرأة هي أعظم إنجازات الثورة"

قالت ليلى أحمد "عندما يتم ذكر اسم وحدات حماية المرأة، نتذكر على الفور إرادة المرأة ونضالها ومقاومتها. إن وحدات حماية المرأة رسخت في أذهاننا أنه يوجد في بلادنا جيش دفاع نسائي وأنه سيكون دعماً لنا. كما تمر أمام أعيننا مباشرة شخصية مقاتلات وحدات حماية المرأة (YPJ) بالزي العسكري والجدائل الطويلة والسلاح على أكتافهن. أكدت YPJ بقوتها وتصميمها على أن النساء يمكن أن تصبحن مقاتلات وتدافعن عن قيمهن وعن الوجود والهوية. المقاومة التي أظهرتها مقاتلات وحدات حماية المرأة أصبحت أمل التحرر والنصر للمرأة الكردية والشرق أوسطية والعالم. إن المكاسب الأكثر قيمة لثورة روج آفا هي تأسيس وحدات حماية المرأة".

 

"الجيش النسائي العصري أظهر نفسه في مقاومة كوباني"

ولفتت الانتباه إلى دور مقاتلات YPJ في مقاومة كوباني "إن قوة وحقيقة تأسيس YPJ تجلت في مقاومة كوباني. المقاومة والانتصارات التي حققتها مقاتلات وحدات حماية المرأة في مقاومة كوباني نقطة تاريخية في هذا الجيش، إرادة المرأة في جبهات القتال هزت خلافة داعش، حتى المرتزقة كانوا يخافون من المقاتلات، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل هذه الحقيقة، فقد انتصرت المقاومة التي اندلعت في كوباني بقيادة YPJ. النساء كن مقاتلات وقياديات، وجعلن أجسادهن جزءاً من كوباني. بهذا الانتصار، انتشر صيت وحدات حماية المرأة، والآن تلتف جميع النساء حولها وتنخرطن في صفوها باستمرار. يمكننا القول أن تلك الوحدات في تجربتها خلال السنوات القليلة الماضية، أظهرت بوضوح فلسفة "Jin Jiyan Azadî" لذلك بالنسبة لنا نحن النساء فإن وحدات حماية المرأة هي أساس وضمان الحرية".

 

"بقوة عظيمة ردت على عقلية ووحشية داعش"

وعن العملية الفدائية التي قامت بها ريفانا روج آفا تقول "هناك مئات المقاتلين/ات الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية. خاصة في مقاومة كوباني، هناك قادة وقياديات ومقاتلون/ات تركوا بصماتهم بطرق مختلفة على مقاومة العصر. الشهيدة ريفانا روج آفا من أكثر الأمثلة الملموسة داخل وحدات حماية المرأة. لقد نفذت عملية فدائية في مقاومة كوباني، لكننا كعائلة حصلنا على المعلومات في وقت متأخر. في ذلك الوقت، كان والد الشهيدة ريفانا قد وقع في أيدي مرتزقة داعش، لذلك فقد أوصت بعدم إخبار الأسرة بما قامت به. كانت الشهيدة ريفانا وإحدى أقربائها في نفس الموقع، عندما أصيبت طلب قريبها أن ينسحبوا. لكنها رفضت وقالت له، لن أقبل بالانسحاب، فقد كان إصرارها وقوتها كافيين للرد على وحشية داعش ومنع المرتزقة من دخول كوباني".

 

"حققت هدفها وعظمت من شأن اسم وحدات حماية المرأة"

وعن ذكرياتها مع ريفانا روج آفا "منذ صغرها عبرت عن حبها للوطن، فعند بلوغها سن الرشد عبرت عن رغبتها في الانضمام إلى YPJ. أخبرتها والدتها أنها صغيرة، لكن ريفانا أصرت على رغبتها وإرادتها. انضمت إلى YPJ بهذه الرغبة والإرادة والقوة، وتمكنت من أن تترك بصمتها في التاريخ. أمنيات الشهيدة ريفانا بالحرية كانت تظهر في مواقفها ومشاركتها وأحاديثها، وحتى في اختيار اسمها، فعندما سمعت اسمها الجديد قلت لأمي أن هدفها واسمها يكملان بعضهما البعض، سارت بشجاعة ونفذت عمليتها ببطولة، وأنارت الطريق أمام الجميع".