UNFPA: الجفاف يهدد النظم الصحية المتعلقة بالنساء والأطفال حديثي الولادة

أوضح تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان "UNFPA" أنه في ظل الجفاف الذي تتعرض له جميع أنحاء القرن الأفريقي تعاني النساء من خطر متزايد من العنف الجنسي وزواج القاصرات نتيجة كثرة التنقلات.

مركز الأخبار ـ حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن الصدمات المناخية والطقس القاسي تدفع بالاحتياجات الإنسانية في إثيوبيا وجميع أنحاء القرن الأفريقي إلى الوراء وتعرض التقدم المحرز في الحد من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة للخطر.

أصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان اليوم السبت 14أيار/مايو، تقرير أوضح فيه أن الصدمات المناخية والطقس القاسي تدفع الاحتياجات الإنسانية إلى الوراء في جميع أنحاء القرن الأفريقي، وتتراكم ضغوطاً لا تطاق على النظم الصحية المتعثرة بالفعل، بوجود مرافق محدودة، وقوى عاملة مرهقة بشدة وبنية تحتية غير موجودة تقريباً.

وقال الصندوق من خلال التقرير أن التقدم المحرز في الحد من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة واعتلالهم في إثيوبيا معرض لخطر الانحراف عن مساره وهناك حاجة ملحة لتوسيع تغطية خدمات صحة الأم لحماية صحة النساء والفتيات وحقوقهن.

وأوضح التقرير أنه في شرق وجنوب إثيوبيا، لم تهطل الأمطار الموسمية بشكل كافي للمرة الثالثة على التوالي منذ أواخر عام 2020، مما أدى إلى تأجيج النزوح الجماعي وتعميق الوضع الإنساني المتردي أصلاً. وقد تضرر ما يقارب من ثمانية ملايين شخص وتشرد أكثر من 286 ألف صومالي إثيوبي، وفروا من منازلهم للبقاء على قيد الحياة حيث تم القضاء على المحاصيل والثروة الحيوانية وسبل العيش.

وأشار التقرير إلى أن النساء والفتيات المتنقلات تتعرضن لخطر متزايد من العنف الجنسي والجسدي والإكراه، كما يرتفع زواج الأطفال والزواج القسري خلال الأزمات الإنسانية حيث تفقد الأسر وسائلها لكسب العيش وتتضاءل آليات الحماية.

ونوه التقرير إلى أنه في الصومال، يحتاج حوالي 930 ألف شخص إلى دعم طارئ ودعم للصحة الإنجابية، وورد أن أكثر من 565 ألف شخص يعانون من نقص في الوصول إلى خدمات الحماية، بما في ذلك النساء والأطفال والناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

ووفقاً للمعهد الإثيوبي للصحة العامة، فإن أكثر من 60 في المائة من أولئك الذين يعيشون في الصومال يبتعدون أكثر من ساعة سيراً على الأقدام عن أقرب منشأة صحية، والتي قد لا تعمل حتى لو تمكنوا من الوصول إليها.

ولفت التقرير إلى أنه "هناك أكثر من 154 ألف امرأة حامل حالياً في المنطقة الصومالية، وعلى مدار الشهر المقبل وحده سيعاني ما يقدر بنحو 2568 امرأة و3425 مولوداً جديداً من مضاعفات قد تكون قاتلة في حال عدم توفر الرعاية والخدمات المناسبة".

وبدعم من برنامج المعونة الايرلندية وبالشراكة مع اليونيسف، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على توسيع نطاق استجابته في المنطقة الصومالية من خلال حزمة من الخدمات الصحية الأساسية لمدة عامين، بما في ذلك من خلال دعم أقسام الولادة الهامة لمساعدة النساء. كما سيتم نشر الوحدات الصحية المتنقلة التي تعمل بها قابلات مدربات في بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها، وستتلقى ثمانية مرافق صحية في منطقتي شبيلي وإرير معدات وإمدادات التوليد في حالات الطوارئ.

وأكد التقرير أنه في نفس الوقت، ستضمن المساحات الآمنة والمراكز الشاملة الدعم الطبي والنفسي الاجتماعي الشامل للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وطب الصحة الإنجابية، وسيتم توزيع حزم تحتوي على مواد صحية وللنظافة، كما سيتم توزيع سيارات الإسعاف على مراكز صحية في المنطقة.

وناشد صندوق الأمم المتحدة للسكان، للاستجابة الإنسانية لعام 2022 للحصول على ما يقارب من 24 مليون دولار أمريكي لتعزيز النظام الصحي وإعادة بناء قدرات خدمات صحة الأم والصحة الإنجابية في الصومال وسبع مناطق أخرى متأثرة بالأزمات في البلاد. وحتى الآن، تم تمويل ما يزيد قليلاً عن نصف هذا النداء.