توسع الهجمات الإسرائيلية يفاقم الأزمات الطبية والإنسانية في غزة

كثفت القوات الإسرائيلية هجماتها على قطاع غزة، مما تسبب في تفاقم الأزمات الطبية والإنسانية، تزامناً مع استمرار فرض الحصار ومنع إدخال أي مساعدات غذائية وطبية منذ 90 يوماً.

مركز الأخبار ـ بلغ عدد قتلى القصف الإسرائيلي على خان يونس جنوب قطاع غزة 250 مدنياً ومئات المصابين بينهم نساء وأطفال في غضون 36 ساعة، إثر سلسلة غارات طالت منازل وخيام سكنية ومراكز إيواء، ولا يزال العشرات مفقودين تحت الأنقاض.

مع استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال أي مساعدات منذ أكثر من 90 يوماً، تُركز الهجمات الإسرائيلية بشكل كبير بدءاً من فجر يوم الثلاثاء 13 أيار/مايو الجاري على خان يونس جنوب قطاع غزة وشماله، وطالت مستشفى غزة الأوروبي ومجمع ناصر الطبي وأمر إخلاء عيادة مستشفى الشفاء، إلى جانب استهداف محيط المستشفى الإندونيسي بقذائف صباح اليوم الجمعة 16 أيار/مايو، وإطلاق النيران من أسلحة الطائرات على سيارات الإسعاف غربي بلدة بيت لاهيا،

وبحسب وزارة الصحة فإن توقف مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة يعني توقف العمليات الجراحية، لافتةً إلى أنه "المستشفى الوحيد الذي يُقدِّم المتابعة الطبية لمرضى السرطان في القطاع"، خاصة بعد تدمير مستشفى الصداقة التركي "خروج المستشفى عن العمل يعني حرمان مرضى السرطان من متابعة البروتوكولات العلاجية وتفاقم أوضاعهم الصحية".

بدورها قالت منظمة أطباء بلا حدود أن مستشفى غزة الأوروبي، في خان يونس "كان آخر مرفق يقدِّم علاج السرطان في جميع أنحاء القطاع، وأنه كان أحد آخر شرايين الحياة المتبقية في نظام الرعاية الصحية المُدمَّر في غزة".

وأضافت المنظمة أن "المدنيين يكافحون في غزة للحصول على الرعاية المنقذة للحياة، وأما المستشفيات المتبقية، التي تعمل جزئياً في الغالب، فهي مكتظة باستمرار، والضربات المتكررة لمرافق الرعاية الصحية ما هي إلا أمثلة إضافية على أن القوات الإسرائيلية تجعل القطاع غير صالح للعيش".

وقد سجَّلت منظمة الصحة العالمية حتى أوائل أيار/مايو الجاري 686 هجوماً على المرافق الصحية في غزة منذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وألحقت هذه الهجمات أضراراً بما لا يقل عن 33 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة، ما جعل 19 منها على الأقل غير صالح للعمل، وعادت 5 مستشفيات منها إلى الخدمة منذ ذلك الحين.

بدورها أكدت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، أن الهجمات الإسرائيلية تشكّل مجتمعة "سياسة منسقة لتدمير نظام الرعاية الصحية في غزة".

وذكر برنامج الأغذية العالمي أن "عائلات في غزة تتضور جوعاً، وما تحتاج إليه من غذاء عالق على الحدود، وأن أحدث بيانات الأمن الغذائي تظهر أننا في سباق مع الزمن لتجنب المجاعة في قطاع غزة، إذا انتظرنا حتى يتم تأكيد حدوث مجاعة في غزة فسيكون قد فات الأوان بالنسبة لكثيرين".