تونس... بكفاءتهن ومصداقيتهن النساء تشاركن في الانتخابات

لطالما كانت ملاحظة الانتخابات في تونس التي تطغى عليها العقلية الذكورية حكراً على الرجال لاعتبار انعدام الثقة فيهن، وعدم التجرؤ على إعطائهن الفرص لخوض التجربة.

زهور المشرقي

تونس ـ منذ2011، باتت النساء جزءً من أي عملية انتخابية في تونس بالحضور من خلال الملاحظة أو المراقبة ومختلف الخطوات، ولاعتبار مشاركتهن في الثورة جنباً إلى جنب مع الرجال، كان حضورهن في الانتخابات في كل المهام موسعاً وبارزاً، وكانت الملاحظة صلب المجتمع المدني من أبرز التجارب التي خاضتها النساء وخاصة الفتيات والشابات.

ترى الملاحظة للانتخابات الرئاسية في تونس، لعام 2024، سمر العياري، عن جمعية شباب بلا حدود، بأن تجربة الملاحظة بدأتها عام 2019، معتبرتها ملاحظة متنقلة ميدانياً وتحولت اليوم إلى قاعة العمليات، معتبرةً أن سعيها لهذه الخطة محاولة منها لتعزيز وجود النساء في الحياة العامة حتى يكون صوتها مسموعاً.

وأوضحت بأن مشاركة الفتيات والنساء في مثل هذه العمليات يعد أمراً ضرورياً، وتحدياً للنظرة الذكورية التي تقلل من شأنهن وتسعى إلى اقصائهن من المشاركة السياسية، لافتة إلى أهمية أن تعمل المرأة من أجل إثبات ذاتها ومحاربة التفكير الذي يعرقل وصولها إلى المراكز ذات الأهمية.

 

 

وأكدت الملاحظة من نفس الجمعية، سمر الجندوبي بأن أول تجربة لها في مراقبة الانتخابات كانت في عام 2021، في الانتخابات التشريعية، والتي بدأت بالملاحظة الميدانية كما تقوم اليوم بالمهمة من داخل قاعة العمليات، معتبرة أن الانضمام للمجتمع المدني مهم للنساء، لاعتباره المشجع الأول لهن للمشاركة السياسية، وفهم عملية سير الانتخابات، وأهمية هذه المواعيد التي تحدد مصير البلاد والتي يجب أن تكون للنساء مكانة فيها.

وأشارت إلى أن الفتيات يجب أن تساهمن في هذه المحطات من مختلف الأبواب، وبالأخص الجمعيات التي تفتح لهن الفرص لخوض مثل هذه التجارب والتي بنجاحها قد تحقق فيها النساء العديد من المكاسب.

 

 

وقالت ملاحظة شابة من جمعية شباب بلا حدود سيرين الورفلي، بأن هذه التجربة مكنتها من الاهتمام أكثر بالمجال السياسي في تونس، وأنها تبرز دور النساء الواضح في ضمان سير العملية الانتخابية بشكل سليم، وتبرز الثقة التي يضعها المجتمع المدني فيهن ما قد يعزز ثقتهن وقدراتهن بأنفسهن، موضحةً أن أغلبية الملاحظين من النساء هو مؤشر إيجابي يدل على الاعتراف بكفاءة النساء في بلادها، وأن الملاحظة تعطي الفرصة للنساء في الاندماج بالحياة العامة، وفهم العملية السياسية والانخراط فيها.

وتجمع الملاحظات على ضرورة الدفع بتشريك النساء في الحياة العامة والاعتراف بهن وبقدراتهن، وتعتبرن أن الملاحظة أمر أساسي من أجل تحقيق المساواة الفعلية في هذه المهام السياسية.