تطوير نضال ثورة المرأة محور ندوات في إقليم شمال وشرق سوريا

ستعمل هيئة المرأة في الفترة المقبلة على عقد ندوات في مختلف مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا ومن خلالها سيتم العمل على تنظيم المرأة وذلك بتكثيف الدورات التدريبية وافتتاح مشاريع ومراكز لتنمية مهاراتها ونشاطاتها.

مركز الأخبار ـ تكثيف ندوات للتوعية بالظواهر الاجتماعية وآثارها على المرأة وواقعها من أبرز مخرجات ندوتين أقيمتا في كل من مقاطعتي عفرين ـ الشهباء والرقة في إقليم شمال وشرق سوريا تحت شعار "تطوير نضال ثورة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية" اليوم الثلاثاء 13 آب/أغسطس.

 

الشهباء... المجتمع وذهنية الرجل عائقين أمام تطور المرأة

تحت شعار "تطوير نضال ثورة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية"، نظمت هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية بمقاطعة عفرين - الشهباء ندوة حوارية، وتضمنت الندوة محورين أساسيين الأول حول واقع المرأة وتداعيات الظواهر الاجتماعية السلبية عليها ومدى تأثيرها على مسيرة نضال المرأة، والثاني حول دور المرأة في الإدارة الذاتية وأهمية تطوير مكتسبات ثورة المرأة.

وقالت نائبة هيئة المرأة في مقاطعة عفرين - الشهباء وردة شيخو أن هذا النوع من الندوات سوف ينظم على مستوى الإقليم في كل مقاطعة على حدا، والهدف منه التعرف على التحديات والعوائق التي تقف أمام المرأة سواء في المجتمع أو ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية.

ولفتت إلى أنه خلال الحروب والنزوح تظهر ممارسات وظواهر مختلفة منها جرائم القتل والانتحار كما يتفشى تعدد الزوجات وزواج القاصرات والعنف الأسري معتبرةً أن هذه الانتهاكات تؤدي لتراجع دور المرأة وعدم تطور شخصيتها.

وأشارت إلى أن الهدف الأساسي من عقد هذه الندوات تطبيق قانون المرأة والأسرة في الإدارة الذاتية الديمقراطية "تطبيق قانون المرأة والأسرة يفتح الطريق لحل الكثير من المشاكل والعوائق التي تعاني منها النساء وهذا ما نسعى إليه بكل جهد وإرادة".

وذكرت وردة شيخو أنه ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية ومع كل المكتسبات التي حققتها النساء على جميع المستويات وفي كافة المجالات لا تزال هناك بعض العوائق التي تعرقل تطور شخصية المرأة منها ذهنية الرجل في المؤسسات، مبينةً أن التوصيات تضمنت تدريب المرأة بالدرجة الأولى وافتتاح دورات خاصة بالرجال وتدريبه وفق مفهوم الأمة الديمقراطية والحياة التشاركية إضافةً للعمل على تطبيق قانون الأسرة والرئاسة المشتركة.

في حين قالت عضو مجلس الشعوب في مقاطعة عفرين - الشهباء فاطمة لكتو أن الندوة تضمنت تحليل شخصية المرأة والصعوبات التي مرت بها والتحديات التي واجهتها خلال سنوات الأزمة السورية "من خلال هذه النقاشات قدمت العديد من الاقتراحات منها أن تنظر المرأة لنفسها من منظور المرأة الحرة وتتخلص من قوقعة العادات والأفكار البالية وتقتنع بالفلسفة التي تجعل من حياة المرأة حياة كريمة وحرة وهذا بالتأكيد يقع على عاتق مؤسسات المرأة بالدرجة الأولى".

وأكدت على ضرورة تنظيم المرأة من خلال تكثيف الدورات التدريبية وافتتاح مشاريع ومراكز لتنمية مهارات ونشاطات المرأة من أعمال يدوية، أدبية، فن وشعر وغناء وموسيقا وتعليمها علمياً وتشجيع المجتمع في تعليم وتدريس الفتيات "المرأة بحاجة أن تساعد نفسها ومجتمعها وتملئ وقت فراغها بما يفيد حتى لا تقع فريسة للعادات والتقاليد البالية".

 

 

الرقة... نظام الإدارة الذاتية هيكلية استراتيجية تعتمد على أيدلوجية المرأة الحرة

تكثيف ندوات للتوعية بالظواهر الاجتماعية وآثارها على المرأة وواقعها من أبرز مخرجات ندوة حوارية أقيمت بمقاطعة الرقة من قبل هيئة المرأة بهدف تسليط الضوء على تأثير الظواهر الاجتماعية على واقع المرأة وتوعيتها بتداعياتها السلبية، وكيفية تطوير نضال ثورتها وحماية مكتسباتها.

وتضمنت الندوة محورين تناول الأول تأثير الظواهر الاجتماعية السلبية على واقع المرأة والثاني تطرق إلى دور المرأة في الإدارة الذاتية وأهمية تطوير مكتسبات ثورة المرأة.

وبدأ المحور الأول بالحديث عن واقع المرأة في المجتمع الطبيعي معتبراً أن في تلك الحقبة "كان التعايش سمى مجتمعات بشرية منذُ آلاف السنين وكان النظام الأمومي سائد والذي عمل على إرساء روح الجماعة والعدل والمساواة والمحبة، وأثبتت الآثار قوة المرأة التي حققت قفزات نوعية في تطور البشر فلها العديد من الاكتشافات من خلال تعاملها مع الطبيعة وكل شيء يحيط بها، لتشكل نظام الحماية والهوية وحقوق الجماعة والقيم الأخلاقية".

ولفت المحور إلى أنهُ "مع ظهور النظام الأبوي الذكوري الذي مارس على المرأة المؤامرات وجعلها تتبعه تحول المجتمع من ثقافة الإلهة الأم إلى الثقافة الذكورية، وتغيرت الأدوار ليصبح الرجل الحاكم المتسلط والمرأة وعاء للإنجاب".

وطرح قضية المرأة من منظور القائد عبد الله أوجلان الذي بين أن "الهيمنة الرأسمالية فصلت بين الذات والموضوع حيث يضع كل أمرؤ نفسه محل الذات الفاعلة، وبناءً عليه أصبحت الحياة البشرية مجرد ترسيخ للعبودية وزيادة جرائم القتل بحق المرأة وحالات الاغتصاب، إلى جانب ما تعيشه المرأة في ظل الابتزاز والتنمر والتحرش واستخدام مواقع التواصل بشكل خاطئ".

كما تناول المحور موضوع ثورة المرأة والخطوات التي خطتها من خلال بناء المنظمات والمؤسسات النسوية منذ انطلاق ثورة 19 تموز في إقليم شمال وشرق سوريا لحماية ذاتها من كافة أشكال العنف عبر النشاطات والأعمال في إطار التنظيم والإدارة وفق مبادئ مشروع الأمة الديمقراطية، لتبدأ المرأة بحماية جوهرها وهويتها وتفعيل دورها في ترسيخ مفهوم العائلة الديمقراطية التي تعتبر حلاً لمختلف الظواهر الاجتماعية.

أما المحور الثاني تطرق للدور البارز للمرأة ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية وجاء فيه أن "وجود النساء في المؤسسات ساهم في لعب دورهن الحقيقي في كافة المجالات وتطبيق مفهوم نظام الرئاسة المشتركة الذي ساهم في بناء جسم الإدارة الذاتية وممارسة المرأة حقوقها وفق العقد الاجتماعي وإزالة كافة أشكال التفرقة على أساس الجنس رغم نظرة المجتمع الدونية في مجتمع عشائري لايزال مرتبط بعاداته وتقاليده".

وعن مفهوم نظام الإدارة الذاتية تم تعريفه بـ "هيكلية استراتيجية أيدلوجية تحتوي على فعل كل شيء يساهم في تحرير المرأة ويعتمد على ايدلوجية المرأة الحرة، فالأنظمة العالمية التي تسير مساراتها ومتاهات هي نظام العولمة الذي خلق قضايا عميقة هدفها إضعاف المرأة، في حين يعتمد نظام الإدارة الذاتية على مفهوم حرية المرأة وفتح المجال أمامها لتشارك بدورها كقيادية وتحقق حياة تشاركية ولتكون نموذج متحرر وريادي وأيقونة نضالية وتاريخية يحتذى بها في الشرق الأوسط، ولاتزال النساء تناضلن وتكافحن ضد كافة التحديات من أساليب الحرب الباردة لتصنعن المزيد من الإنجازات والنجاحات المستمرة وهذا دليل على وعي وقوة المرأة".

وركزت الندوة بتعمق بمفهوم الثورة الذهنية التي تمضي بها المرأة "ثورة المرأة حياة حرة التي طرحها القائد عبد الله اوجلان في فلسفة الحياة ترتبط بكون المرأة ريادية في البيت وإدارة المؤسسات ومبدعة في التوجيهات والقيادة وأن ترسيخ دور المرأة في إدارة المؤسسات بدأً من الكومين وصولاً الى المجالس والهيئات ومراكز صنع القرار ونظام الرئاسة المشتركة وسن قوانين المتعقلة بالمرأة ومشاركتها في صياغة العقد الاجتماعي وتطبيق قانون الأسرة الذي يعتبر ضمان حقوق المرأة في المجتمع".

واختتمت الندوة بجملة من المقترحات والتوصيات التي شددت على ضرورة تكثيف الندوات الحوارية للحد من الظواهر الاجتماعية على المرأة، وتشكيل لجان المرأة ضمن الأحياء، والعمل على إنشاء مشاريع اقتصادية تدعم المرأة والتركيز على الدورات الفكرية ودورات القراءة لتطوير المرأة إيكلوجيا وترسيخ مفهوم الأمة الديمقراطية والعائلة الديمقراطية ومحاسبة من يمارسون العنف على المرأة".