نغم كراجة

غزة ـ في إطار أنشطة وفعاليات اليوم العالمي للمرأة، أطلق مركز الإعلام المجتمعي بالشراكة مع مؤسسة أرض الإنسان السويسرية، تطبيق "مساحاتنا" لتسهيل وصول النساء ضحايا العنف للخدمات متعددة القطاعات في غزة.

أطلق مركز الإعلام المجتمعي تطبيق "مساحتنا"، أمس الخميس 17 آذار/مارس، لتسهيل وصول النساء والفتيات الضحايا والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي إلى مزودي الخدمات متعددة القطاعات من المؤسسات العاملة في قطاع غزة.

وسلطت مديرة مركز الإعلام المجتمعي عندليب عدوان الضوء على جهود المركز في دعم ومناصرة قضايا وحقوق النساء، وتطوير أساليب وآليات حل المشكلات وصولاً إلى تطبيق "مساحاتنا"، كما أكدت على أنه "سيبقى مركز الإعلام المجتمعي مستمراً في تنفيذ سلسلة أنشطة وفعاليات بمناسبة يوم المرأة العالمي طيلة شهر آذار".

وأضافت "بدأنا الفعاليات يوم السابع من آذار بحملة مناصرة رقمية تحت شعار "الحماية حق"، وعقدنا في الثامن منه يوم ترفيهي تحت عنوان "أكاديميات يتمتعن بحقوق وفرص متساوية"، والذي شاركت فيه أكثر من 80 أكاديمية وناشطة نسوية، ونحتفل اليوم بإطلاق تطبيق "مساحاتنا"، وسنجري استعداداتنا لتنفيذ جلسة استماع ومسائلة مع مسؤولين/ات حول قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي وحماية النساء والفتيات منه".

وأوضحت مديرة المشاريع في مركز الإعلام المجتمعي خلود السوالمة "اختتمنا اليوم أنشطة العام الأول من مشروع تحسين مستوى الحماية للنساء من العنف المبني على النوع الاجتماعي بإطلاق تطبيق "مساحاتنا"، بهدف الدفاع عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين ومناهضة العنف، وأيضاً دعمهن من خلال حصولهن على الخدمات متعددة القطاعات عبر وسائط الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهذه خطوة متقدمة وعظيمة يخطوها المركز في سبيل مواكبة الهيمنة الرقمية على كافة احتياجات أفراد المجتمع عامة والفئات التي يعمل معها المركز منها النساء والفتيات والشباب".

وفي مداخلة أثناء النقاش والاستفسارات حول التطبيق قالت اعتماد أبو جلالة "أتمنى توسيع الدائرة لمشاركة مؤسسات المجتمع المدني في جميع المواضيع التي لها علاقة بالنساء وخاصةً العنف، وقد لفت نظري بالنسبة للتطبيق التركيز على العنف الأسري والمجتمعي، وكان هناك استبعاد للعنف الاقتصادي الذي يواجه النساء وخاصةً شريحة العاملات حيث منهن يتعرضن للتحرش في مواقع العمل، واعتقد أنه لو تم إضافة هذه الجزئية للتطبيق سيكون شيئاً نوعياً"، مؤكدةً على أن دائرة الاتحاد العام لنقابات العمال في فلسطين مستعدة للتنسيق والتعاون مع المركز من أجل توعية العاملات بهذا التطبيق.

ومن جانبها قالت لانا جبر أن "فلسطين من أكثر دول العالم التي تستخدم الإنترنت لذلك توجه المركز بإطلاق التطبيق بناءً على الدراسات، فـ 80% من سكان البلاد يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيق سيساعد النساء من الوصول إلى الخدمات بشكل مباشر وسريع دون التغلب في البحث عن أماكن معينة بخصوصية وسرية تامة".

وقالت المهندسة آلاء هتهت وهي إحدى القائمين على التطبيق لوكالتنا، أن "التطبيق ثمرة مجهود مجموعة من الأشخاص عملوا على تطويره منذ أكثر من سبعة أشهر، جاءت فكرته نتيجة وجود الكثير من حالات العنف المبني على النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني، وتم إطلاقه من قبل مركز الإعلام المجتمعي بالشراكة مع مؤسسة أرض الإنسان السويسرية، بهدف الحصول على الدعم والإرشادات الخاصة بالنساء للتخلص من العنف الواقع عليهن".

 

 

فيما أوضحت عضوة اتحاد موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" آمال الجيشي أن التطبيق "يخدم جميع شرائح المجتمع خاصةً الشريحة المتعلمة التي تأخذ خصوصيتها في تعبيرها ومعرفة الأماكن التي يمكن أن تخدمها فيما بعد ذلك، لأن العديد من الموظفات والمتعلمات أو حتى الماكثات في البيت تتعرضن للعنف، وأغلبهن تستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير، ولكن الآن أصبح لديهن تطبيق خاص بين أيديهن للاستفسار عن أي موضوع، فهو يحوي معلومات وأسماء مراكز يمكنهن الوصول إليها بسهولة".

 

 

وحول أهمية التطبيق وكيفية مساعدته النساء قالت العقيد مريم البرش مدير قسم الأسرة والطفولة في وحدة العلاقات العامة بالشرطة "سيساعد تطبيق "مساحاتنا" النساء والفتيات الضحايا والناجيات من العنف في الوصول إلى الخدمة والاستفسارات تجاه العنف الواقع عليهن، كما أنه سيساهم في معالجة قضايا العنف، ويمثل ذلك تحدي يواجه جهود الحد من ظاهرة العنف الذي يهدد النساء، غير أنه سيحقق الحماية والخصوصية والسرية لهن".

بينما لفتت سحر مهدي وهي إحدى المتدربات في مشروع المركز الانتباه إلى أن "تطبيق "مساحاتنا" يعتبر الأول من نوعه الذي يساعد النساء في شرح مشكلاتهن عبر الإنترنت ويمكن الوصول إليه في أي وقت ومكان، كما أننا كنا بحاجة إلى وجود هذا التطبيق منذ فترة طويلة نظراً لازدياد حالات العنف لدى النساء والفتيات في قطاع غزة، ونتمنى أن يكون "مساحتنا" هو الخطوة الأولى للتخلص والقضاء العنف بكافة أشكاله وأنواعه".