تقرير حقوقي يرصد انتهاكات حقوق الأطفال في قطاع غزة خلال النصف الأول من عام 2022
جاء في تقرير مركز الميزان لحقوق الإنسان تناول النصف الأول من عام 2022 أن طفل واحد تعرض للقتل، فيما أصيب أكثر من 12 أخرين في أحداث مختلفة.
غزة ـ كشف تقرير مركز الميزان لحقوق الإنسان في قطاع الانتهاكات الموجهة ضد الأطفال وقت النزاع المسلح في فلسطين، وتناول ما يقع منها على الأرض إضافةً للعنف النفسي.
أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان، أمس الأحد 3تموز/يوليو، تقريره الدوري الذي يتناول الانتهاكات الموجهة ضد الأطفال في أوقات النزاع في قطاع غزة خلال النصف الأول من عام 2022، وجاء فيه أن شريحة الأطفال تعتبر الأكثر تأثراً واستهدافاً في أوقات النزاع المسلح نظراً لحاجتهم الماسة للاعتماد على الغير لتلبية حاجاتهم الذاتية، وعدم قدرتهم على اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على حياتهم ومصالحهم بأنفسهم، لذلك لا تقتصر الانتهاكات الموجهة لحقوق الأطفال على الانتهاكات المباشرة مثل القتل والإصابة، بل إن استهداف الوالدين والمنزل والمدرسة والمستشفى، يؤثر بشكل مباشر على حياة هؤلاء الأطفال ويجعلهم عرضة لمختلف أنواع الانتهاكات، بل ويشكل مساساً جدياً بجملة حقوق الإنسان بالنسبة للأطفال.
وأوضح التقرير أن "عمليات استهداف الأطفال ترتبط بشكل واسع بوجود نزاع مسلح، بغض النظر عن طبيعة هذا النزاع، وما ينتج عنه من تكوين جماعات مسلحة وتجهيزات عسكرية قد تلعب دوراً في توسيع دائرة الخطر حول الأطفال، سواء باستهدافهم أو تجنيدهم أو استغلالهم".
وأشار التقرير إلى أنه "ليس ببعيد ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالأخص في قطاع غزة، فقد مست قوات الاحتلال وبشكل جوهري بجملة حقوق الإنسان بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة ولا سيما الأطفال والنساء، وتنوعت تلك الانتهاكات من قتل وإصابة واعتقال إلى تدمير المنازل وتهجير أصحابها واستهداف المستشفيات والمدارس ومنع وصول المساعدات الإنسانية".
وبين التقرير أنه "شكلت الحروب والنزاعات المسلحة في العقود الأخيرة من الألفية الثانية وخاصة عقد الثمانينيات الذروة في انتهاك حقوق الأطفال خاصة تجنيدهم واستخدامهم في النزاعات المسلحة، إضافة إلى انتهاكات أخرى لا سيما تجارة الأطفال والاعتداءات الجنسية".
وأوضح التقرير أنه "شهد النصف الأول من العام الحالي 2022 استمراراً في وتيرة استهداف الأطفال بشكل مباشر وغير مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث سجلت هذه الفترة قتل طفل واحد، وإصابة أكثر من 12 أخرين في أحداث مختلفة، وتعرض بعضهم للإصابة نتيجة لأحداث مرتبطة بالصراع القائم مع قوات الاحتلال كالانفجارات الناتجة عن الأجسام المشبوهة، والصواريخ المحلية، ومخلفات الاحتلال، وإطلاق النار بأسلحة تعود للفصائل المسلحة".
كما كشف التقرير عن "سياسية الاعتقال التعسفي التي تتعبها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال توغلاتها داخل أراضي قطاع غزة، كما تعمل على اعتقال الأطفال واحتجازهم بما ينتهك المعايير الدولية لحقوق الإنسان، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال النصف الأول من عام 2022 أكثر من 17 طفلاً من قطاع غزة".
وأختتم التقرير بالتنويه إلى أنه "عادة ما تضع قوات الاحتلال الإسرائيلي العراقيل أمام تمتع المواطنين بمستوى صحي مناسب، جراء سنوات من الحصار والاستهداف الذي أثر بشكل كبير على البنية الصحية في قطاع غزة وجعلها لا تستطيع التعاطي مع متطلبات المواطنين الصحية، وفي نفس الوقت تمنع قوات الاحتلال وتماطل في إصدار التصاريح اللازمة للمرضى للمرور والسفر لتقلي العلاج في مستشفيات خارج القطاع، حيث وثق المركز خلال هذه الفترة وفاة طفلين بسبب السياسات المتبعة من قبل الاحتلال".