تقرير: الهجمات على التعليم زادت في مختلف أنحاء العالم أثناء الجائحة

في زيادة ملحوظة، وقع أكثر من خمسة آلاف هجوم منفصل على منشآت تعليمية وطلاب ومعلمين، فضلاً عن وقائع استخدام عسكري لمنشآت تعليمية في مختلف أنحاء العالم ما بين عامي 2020 ـ 2021.

مركز الأخبار ـ أكد التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات في تقرير له على أن أكثر من تسعة آلاف طالب ومعلم أكاديمي قد تضرروا وأصيبوا وقتلوا في هجمات على التعليم أثناء النزاعات المسلحة على مدار العامين الماضيين.

تحت عنوان "التعليم تحت الهجوم 2022" أصدر التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات المؤلف من هيئات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية تعمل بمجالات التعليم في حالات الطوارئ والحماية والتعليم العالي، اليوم الأربعاء الأول من حزيران/يونيو، تقريره.

ولفت التقرير المؤلف من 265 صفحة والذي يحلل توجهات وخصائص الهجمات والاستخدام العسكري للمدارس والجامعات في 28 دولة، إلى أنه هناك أكثر من خمسة آلاف هجوم منفصل وقعوا على منشآت تعليمية وطلاب ومعلمين، فضلاً عن وقائع استخدام عسكري لمنشآت تعليمية ما بين عامي 2020 و2021، في زيادة ملحوظة وكبيرة مقارنة بالعامين السابقين على هذه الفترة.

توصل الباحثون المشاركون في تقرير "التعليم تحت الهجوم 2022" الذي يعد السادس في سلسلة تقارير "التعليم تحت الهجوم" إلى أن عدد الهجمات على التعليم والاستخدام العسكري للمدارس قد زاد من عام 2019 إلى عام 2020 بواقع الثلث، واستمرت الزيادة في عام 2021، حتى مع إغلاق المدارس والجامعات حول العالم لفترات مطولة أثناء انتشار وباء كورونا.

وتوصل التحالف العالمي إلى أن الهجمات زادت في دول منها بوركينا فاسو وكولومبيا وإثيوبيا ومالي وميانمار ونيجيريا، وظهرت في دول أخرى مثل موزمبيق وأذربيجان، في حين تراجعت المعدلات في جنوب السودان وسوريا واليمن.

وأشار التقرير إلى أن الهجمات اشتدت في عام 2022، حيث تضررت أكثر من ألف مدرسة وجامعة في أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير الماضي طبقاً لوزارة التعليم والعلوم الأوكرانية ومنظمات المجتمع المدني.

ولفت التقرير إلى أن الهجمات على التعليم اشتملت على مشاركة قوات مسلحة وجماعات مسلحة غير تابعة لدول في تفجير وإحراق مدارس وجامعات، وقتل وإصابة واغتصاب واختطاف وتوقيف الطلاب والمعلمين، وتجنيد الطلاب والمعلمين عند المؤسسات التعليمية وبالقرب منها أثناء النزاعات المسلحة.

ونوه التقرير إلى أن تدمير واحتلال المدارس يؤدي إلى زلزلة عملية التعليم، وأحياناً بشكل شبه دائم، وله آثار اجتماعية واقتصادية طويلة الأجل.

ووفق التقرير فإن الأسلحة المتفجرة التي تم استخدامها في 20% من جميع الهجمات المبلغ عنها على التعليم، لها آثار مدمرة بصورة خاصة، إذ تقتل وتصيب عدد بلا حصر من الطلاب والمعلمين وتضر بمئات المدارس والجامعات.

 فبحسب ما جاء في التقرير فإن الهجمات على المدارس في أفغانستان، اشتملت على استخدام أسلحة متفجرة قتلت وأصابت ما لا يقل عن 185 طالباً ومعلماً، وجميعهم تقريباً من الفتيات، خلال النصف الأول من 2021 وحده. وفي فلسطين، أدت الضربات الجوية والبرية بالأسلحة المتفجرة إلى الإضرار بربع مدارس غزة أثناء تصعيد الاقتتال في أيار/مايو 2021.

وأكد التقرير على أن الهجمات على المدارس شكلت ثلثي جميع تقارير الهجمات على التعليم والاستخدام العسكري، ضمن البيانات التي جمعها التحالف العالمي، وهي نسبة مماثلة لفترة العاملين السابقين، مشيراً إلى أنه في عام 2020 و2021 كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وفلسطين الدول الأكثر تضرراً من الهجمات على المدارس، إذ تعرضت كل منها لأكثر من 400 هجمة وتهديد بهجمات.

كما زادت معدلات الاستخدام العسكري للمدارس والجامعات من قبل القوات المسلحة والجماعات المسلحة لأكثر من الضعف خلال 2020 و2021، مقارنة بالفترة السابقة وفق التقرير الذي أوضح أنه من دوافع تلك الاستخدامات زيادة المدارس المستخدمة كثكنات ومراكز احتجاز وفي عمليات عسكرية، لافتاً إلى أنه في ميانمار أكثر من 200 حالة من هذا النوع، أغلبها خلال الفترة التالية على الانقلاب العسكري في شباط/فبراير2021.

ووفق التقرير زادت الهجمات المستهدفة للطلاب والمعلمين، ففي نيجيريا تناقلت التقارير اختطاف وإصابة ومقتل أكثر من ألف طالب ومعلم، وثلثهم على الأقل من النساء والفتيات، مشيراً إلى أن معدل هذه الهجمات التي شنتها جماعات مسلحة مجهولة تصاعدت منذ كانون الأول/ديسمبر2020، وفي بوركينا فاسو والكاميرون وفلسطين والصومال وكولومبيا طرأ أيضاً زيادة في أعداد الطلاب والمعلمين المهددين والمعرضين للاختطاف والإصابة والقتل.

كما استهدفت الجماعات المسلحة والقوات المسلحة المدارس لتجنيد الأطفال، فخلال العامين الماضيين قامت هذه الأطراف حسب التقارير بتجنيد الطلاب من المدارس في كل من كولومبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي واليمن، في حين تناقلت التقارير مسؤولية قوات مسلحة وقوات أمن وجماعات مسلحة عن أعمال عنف جنسي في المدارس والجامعات وفي الطرق المؤدية إليها ومنها في سبع دول على الأقل.

كما تعرضت الجامعات وطلابها والعاملين فيها لهجمات خلال العامين الماضيين، إذ وقعت أكثر من 320 هجمة حسب التقارير، أغلب هذه الهجمات استهدفت الطلاب والعاملين بالجامعات، في حين استهدف ربعها المنشآت الجامعية، وتعرض أكثر من 550 طالب وعامل بالجامعات لإصابات وأعمال اختطاف وقتل وتعرض 1450 آخرين للاحتجاز والتوقيف والإدانة.

ولفت التقرير إلى أن الهجمات على التعليم زادت بسبب جائحة كورونا في عامي 2020 و2021، فقد استغلت القوات المسلحة والجماعات المسلحة غير التابعة لدول خلو المدارس واستخدمتها في أغراض عسكرية، في كل من أفغانستان وميانمار والسودان وسوريا، بحسب التقرير الذي أفاد بأنه في مناطق أخرى، ردت الشرطة بالقوة المفرطة على احتجاجات الطلاب والمعلمين على السياسات المتصلة بإغلاق أو إعادة افتتاح المدارس والجامعات بسبب الجائحة، بما يشمل من خلال استخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع في فض التجمعات، وفي دول أخرى مثل كولومبيا وفلسطين، بعد رفع إجراءات الحظر والإغلاق، تعرضت المدارس التي لحقت بها أضرار أثناء الهجمات لتأخيرات في إعادة الافتتاح أو عادت للعمل بمنشآت متضررة.

والجدير ذكره أن التقرير صدر في الذكرى السابعة لإعلان المدارس الآمنة، وهو التزام سياسي بحماية التعليم في النزاعات المسلحة، صادقت عليه 114 دولة منذ فتح باب التصديق عليه عام 2015، حيث تلتزم الدول باتخاذ خطوات ملموسة لحماية التعليم، من خلال استخدام "الأدلة الإرشادية لحماية المدارس والجامعات من الاستخدام العسكري أثناء النزاعات المسلحة".