"تناول وسائل الإعلام الفلسطينية لقضايا المرأة" موضوع جلسة حوارية
نظم مركز مريم الثقافي جلسة حوارية بعنوان "تناول الإعلام الفلسطيني لقضايا المرأة"، لمناقشة صورة المرأة الفلسطينية الحالية عبر الإعلام، والمطلوب من تلك الوسائل لإنشاء تغطية تليق بالمرأة الفلسطينية
رفيف اسليم
غزة ـ .
قالت مديرة مركز مريم الثقافي هبة سكيك أن الجلسة الحوارية التي عقدت أمس الأحد 12أيلول/سبتمبر، عقدت لمناقشة صورة المرأة في وسائل الإعلام الفلسطينية، لافتةً إلى أنها خرجت بعدة توصيات أهمها أن تكون المرأة حاضرة على أجندة وسائل الإعلام بصورة أكبر، وألا تكون التغطية نمطية وأن تعزز صورة المرأة الفلسطينية المناضلة ويتم تناول دور المرأة الأم ونجاحاتها، والتركيز على حضورها الدائم ومناقشة القضايا التي تجمع المرأة ضمن قواسم مشتركة مع شريكها الرجل، من خلال تشكيل مركز أعلى للإعلاميات.
وأشارت الصحفية شيرين خليفة أن استضافة النساء خلال وسائل الإعلام المحلية غالباً ما تكون ضعيفة فيتم تصدير المرأة على أنها الضحية، وقد غذت الظروف التي أوجدت ما بعد عام 2020 تلك الصورة من خلال تزايد حالة العنف ضد النساء في قطاع غزة والتي تم تصنيف بعضها على أنها موضوع يخص العائلة نفسها فلا يحق لأحد الكتابة عنها أو تناولها، مكملة أنه حتى عندما يتم تناول قضايا المجتمع يتم التركيز على الرجال أكثر من النساء.
وأوضحت شيرين خليفة أن هناك الكثير من النماذج الناجحة للنساء يستطعن أن يبدين رأيهن سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو النفسي لكن التغطية لوسيلة الإعلام فوراً تتجه للرجل بحجة أنهم لم يجدوا نساء تتحدث في القضية، أو ظروف النساء قد لا تسمح لهن في الظهور خلال مقابلات إعلامية تلفزيونية وصحفية، منوهةً أن جميع تلك الاخفاقات بحاجة لوقفة من خلال وسائل الإعلام لتمكين النساء وإعطائهن حقهن في التغطية كالرجل تماماً.
وتختلف الصحفية رشا فرحات مع سابقتها فترى أن الإعلام لم يقدم المرأة بالصورة النمطية كالأم والطاهية بالرغم من أهمية ذلك الدور بل قدمها بصورة المناضلة التي تضحي من أجل وطنها، موضحة أن الإعلام المحلي سلط الضوء على المرأة العاملة وكتب عن نجاحاتها وتوليها لعدة مناصب مرموقة، إلا أن المشكلة تكمن في عدم توافر إعلام باللغة الإنجليزية ليعزز تلك الصورة لدى المجتمع الدولي فتركت التغطية للمراسلين الذين يتناولون المواد وفق أجندات مؤسساتهم.
وتابعت أن وسائل التواصل الاجتماعي أعطت مساحة كبيرة للنساء كي يظهرن ويعرفن عن أنفسهن وإنجازاتهن ويستخدمن تلك الوسائل في التعبير عن اتجاهاتهم السياسية وهو ما يعتبر كنوع من المشاركة السياسية، مشيرةً أنه بالمقابل البعض استخدم تلك المواقع بشكل سلبي وجعلوا من صفحاتهن وسيلة للمعلنين كما عمدت بعض الشخصيات والشركات إلى استخدام المرأة الجميلة كسلعة للإعلان عن مشارعيهن وهذا الأمر يحتاج لوقفة كي يتم تصويبه.
فيما قالت مسؤولة ملف الاتصال والأنشطة في وزارة شؤون المرأة نهى عوض أن الإعلام تناول قضايا المرأة التي تبرز على السطح بفعل العوامل المثارة في المجتمع لكنه لم يكن لديه رؤية شاملة وتخطيط استراتيجي في نقل قضايا وهموم النساء بحيث يتم ادماجهن كأنهن جزء من منظومة كاملة، موضحة أن وزارة المرأة تسلط الضوء على قضايا النساء في كافة الأحوال باعتبارها وزارة مخصصة للاهتمام بهن ومتابعة أحوالهن كما تبرز دورهن المشرق بالمجتمع.
وأشارت الصحفية ماجدة البلبيسي أن الإعلام عاكس للبيئة الاجتماعية والثقافية للمرأة إلا أن وجودها في مراكز صنع القرار بنسبة 20% لا يكفي، كما أن تمثيلها في النقابات لا يعكس وجود المرأة الفعلي، منوهةً إلى أنه لا أحد من الممكن أن ينكر أهمية الدور الإنجابي للمرأة داخل الأسرة لكن وسائل الإعلام بحاجة اليوم لمواضيع أكثر أهمية كي تسلط الضوء عليها خلال المواد التي تنتجها خاصة التي تشمل النساء ذو الإعاقة.
ولفتت ماجدة البلبيسي إلى أنه لا يجب أن يتم النظر إلى كم المواد التي أنتجتها وسائل الإعلام بل يجب النظر إلى الأثر الذي حققه تقديم تلك المواد للرأي العام خاصة في المجتمعات العربية في ظل ظهور الإعلام الرقمي والتغيرات التي أحدثته، منوهةً إلى أن قضايا النساء توازي قضايا الرجال، فالمرأة لا يجب أن تذهب لمؤسسة نسوية كي تتحدث عن إنجازاتها بل يجب أن تستقبلها جميع مؤسسات الإعلام وتمنحها المساحة الواجبة.