تكريم مناضلة جزائرية تم تعذيبها على يد الفرنسيين

كرمت المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية اليوم، المناضلة الجزائرية جميلة بوباشا، بمناسبة يوم الشهيد، بحضور الطلاب والاستاذة والباحثين في العلوم السياسية.

الجزائر ـ عُذبت المناضلة جميلة بوباشا إحدى رموز الثورة التحريرية الجزائرية، على يد الفرنسيين، وأثارت قضيتها الرأي العام المحلي والعالمي.

تحدثت المناضلة خلال ندوة التكريم عن مسيرتها النضالية خلال ثورة التحرير الكبرى والتعذيب الذي تعرضت له ودور المرأة الجزائرية في النضال.

وجميلة بوباشا البالغة من العمر 86 عاماً، تعتبر من أبرز المناضلات الجزائريات، حيث أعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتعرضها للتعذيب والاغتصاب من قبل الجنود الفرنسيين خلال الثورة التحريرية الجزائرية.

وقد لاقت قصتها تعاطفاً كبيراً من المثقفين والشخصيات العالمية، وفي مقدمتهم الكاتب الفرنسي جون بول سارتر، والرسام العالمي بابلو بيكاسو الذي رسمها في بورتريه لكتاب المحامية جيزيل حليمي وسيمون دي بوفوار عام 1962.

بدأت قصتها بعد الامتناع عن منحها شهادة في تدريب خاص بالتمريض بسبب دينها وعرقها إلى جانب زجها في السجن مع والدها وتعرضت للتعذيب والاغتصاب وأجبرت على الاعتراف بزرع قنبلة في مطعم الجامعة.

على الرغم من أن استخدام الاغتصاب لترهيب المجتمع الجزائري كان شائعاً، إلا أن قصة تعذيبها أثارت الرأي العام الفرنسي والجزائري، خاصة كونها رفعت دعوى ضد من عذبوها كما جادلت بأن الاعتراف الذي تم الحصول عليه تحت التعذيب لا ينبغي قبوله أمام المحكمة العسكرية التي ستحاكمها.

وبمساعدة المحامية الفرنسية جيزيل حليمي تمكنت جميلة بوباشا من عرض قضيتها على المحكمة، ما تسبب بفضيحة لفرنسا، الأمر الذي أكسب قضيتها اهتمام محلي وعالمي، حتى أن محاميتها كتبت كتاباً بعنوان "جميلة بوباشا" بالتعاون مع سيمون دي بوفوار، حمل الكتاب عنوان فرعي "قصة تعذيب فتاة جزائرية صدمت الرأي الفرنسي الليبرالي"، وشكل الكتاب خطة لحشد الرأي العام ومحاكمة الحكومة لخرقها المادة 344 من قانون العقوبات الفرنسي.