تجارب نسائية من معرض التكوين المهني في تونس

إقبال التونسيات خلال السنوات الأخيرة على التكوين المهني بدا ملحوظاً، بل إنهن اخترن اختصاصات كانت حكراً لزمن طويل على الرجال غير أن التدريب يحتاج منهن الكثير من الصبر والإصرار.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ تحول التكوين المهني إلى فرصة للتونسيات للتخلص من البطالة وإيجاد مورد رزق، لاسيما لصاحبات الشهادات العليا اللواتي تقبلن على التدريب في مختلف الاختصاصات لبعث مشروع صغير، وكان المعرض الوطني للتكوين المهني فرصة لهن.

التقت وكالتنا مع بعض الفتيات للتعرف على تجاربهن على هامش المعرض الوطني للتكوين المهني الذي انطلق أمس الجمعة 24 حزيران/يونيو، ويدوم لثلاثة أيام، بهدف تثمين التكوين المهني باعتباره مسلك نجاح وتميز.

ويمثل المعرض فرصة للشباب من التلاميذ والطلبة وغيرهم من الراغبين في الاطلاع على الفرص المتاحة في مجال التكوين المهني في كل الاختصاصات والقطاعات الاقتصادية منها ذات الآفاق التشغيلية الواعدة سواء في سوق العمل الوطنية أو الدولية.

 

اقبال الفتيات على التكوين

قالت المكلفة بالإعلام والاتصال في الوكالة التونسية للتكوين المهني فاتن عدسي بنينة، أن المعرض يشمل مختلف الفضاءات التي تتوزع على قرى حرفية ومراكز تكوين راجعة بالنظر للوكالة التونسية للتكوين والتشغيل ومراكز تكوين مهني عمومية وخاصة، كما نجد الخريجات والخريجين الذين بعثوا مشاريعهم الخاصة بعد الحصول على الشهادة.

ولفتت إلى أن المقبل على هذا المعرض سيجد شباباً تلقوا التكوين المهني وبعثوا مشاريع خاصة بهم، بالتالي يمكن تحفيزه على أن يكون صاحب مشروع، موضحةً أن تواجد الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة في المعرض هدفه ربط الصلة بين الخريجين والمؤسسات الخاصة والتعرف على احتياجاتها من الاختصاصات المطلوبة في سوق العمل.

وحول إقبال الفتيات على التكوين المهني، نوهت إلى أنه كان هناك إقبال كبير من قبل النساء والفتيات على العديد من الاختصاصات كالنسيج والاكساء، وكذلك مراكز الفتاة الريفية التي تعيش في أماكن بعيدة، بالإضافة إلى دخولهن مجال ميكانيك السيارات والبناء والأعمال العمومية.

 

 

تجارب ناجحة

من التجارب الناجحة لنساء وفتيات حصلن على شهادات من التكوين المهني، نجد هيفاء الحامي متخرجة من مركز الحرفيين الفنيين بنابل، التي أوضحت أنها تعمل منذ ثلاث سنوات في تصميم الخزف في ورشة خاصة، مشيرةً إلى أن الكثيرين أصبحوا يعرفونها في السوق.

من جانبها قالت هدى غابري من المكناسي بمحافظة سيدي بوزيد، أنها حاصلة على الإجازة التطبيقية للفنون والحرف اختصاص تصميم صناعي تقليدي، لافتةً إلى أنه في ظل صعوبة الحصول على عمل تلقت تكويناً بالمركز الوطني للفتاة الريفية بالمكناسي اختصاص منسوجات حائطية.

وأشارت إلى أنها تقوم بتأطير بعض النوادي بالمركز، لافتةً إلى أنها لأول تشارك في مثل هذه المعارض، موضحةً أن ترويج منتوجها ليس سهلاً قياساً بالمحافظة التي تنتمي إليها وبما يتطلبه من وقت وجهد.

16 امرأة من عائلة بوزيان تعملن في الصناعات التقليدية بعد أن تلقين تكويناً لتطوير أدوات تقليدية إلى عصرية وسمية قندوزي واحدة منهن "تلقينا تكويناً بمركز الفتاة الريفية في العديد من الحرف ولدينا أملاً كبيراً في مساعدتنا على تجاوز مشكلة الترويج لأننا ننتمي إلى منطقة فلاحية بالأساس، والقاطنين فيها لا يهتمون بالصناعات التقليدية، كما تعد المعارض الفرصة الوحيدة، مشيرةً إلى أن منتوجات المجموعة تتعلق بالحلي وتحويل الحلفاء والخروج بالصوف من الكليم أو المرقوم العادي إلى لوحات حائطية.